تجمعت أمس، عشرات الشاحنات القادمة من المؤسسات الاستشفائية العمومية بالعديد من الولايات الشرقية، أمام الوحدة الجهوية لمؤسسة «ليند غاز الجزائر» لإنتاج وتوزيع الأوكسجين بالمنطقة الصناعية «بالما» في قسنطينة، وذلك من أجل شحن القارورات، إلا أن الكميات المتوفرة تبقى غير كافية أمام الطلب المتزايد في الأيام القليلة الماضية مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19. و عرفت المنطقة الصناعية حركة غير عادية من خلال ازدحام مروري تَركّز أمام وحدة ليند غاز لشحن قارورات الأوكسجين، بسبب وجود عدد كبير من الشاحنات الآتية من مؤسسات صحية، حيث شكلت طوابير طويلة امتدت لعشرات الأمتار. و حملت الشاحنات أسماء عدة مؤسسات للصحة الجوارية من مختلف الولايات الشرقية، منها ميلة و خنشلة و جيجل و خاصة ولايات سطيف و باتنة و بسكرة، فيما كانت محملة بقارورات أوكسجين من الحجم الكبير. و تواصل تواجد سائقي المركبات المذكورة، بالمكان لعدة ساعات، مع ارتفاع عددها شيئا فشيئا من الساعة التاسعة و النصف صباحا إلى غاية الثانية بعد الزوال. ولمعرفة سبب الطوابير التي نادرا ما تسجل أمام وحدة «ليند غاز»، تحدثنا إلى بعض المنتظرين وبينهم سائق من مؤسسة صحية بولاية باتنة، تحدث عن وجود عطب بآلة الشحن الغازي للأوكسجين، فيما تعمل آلة شحن الأوكسجين السائل بشكل عادي و يستعملها أصحاب الشاحنات التي بها صهاريج. وشاهدنا أن هناك شاحنات تابعة لعدة مؤسسات عمومية للصحة الجوارية بعدة بلديات مجاورة لولاية قسنطينة، على غرار بني ورتيلان و بن طوبال وأولاد عسكر و الطاهير، ليؤكد أحد السائقين أن انعدام الأوكسجين بهذه المناطق تسبب في تشكل الطوابير، موضحا أن أحد عمال الوحدة، طالبهم بانتظار وصول شحنات من وحدة عنابة، وفي حالة عدم وصولها سيضطر البعض للعودة، فيما يقرر البعض المبيت أمام وحدة قسنطينة، ليكونوا في مقدمة الطابور صبيحة اليوم الموالي. و أكد سائق الشاحنة التابعة لمؤسسة الصحة الجوارية بعين جاسر، أنه قدم أول أمس في حدود الساعة السادسة صباحا، ليجد طابورا كبيرا من المركبات التي سبقته، كما بلّغه عمال الوحدة أن رقمه وصل إلى 31، موضحا أنه انتظر طيلة النهار ليعود أدراجه دون إعادة شحن القارورات. و قال آخر، إنه قدم من ولاية باتنة أيضا، و وصل أمس في حدود الساعة السادسة صباحا، فوجد 4 شاحنات متوقفة بمدخل الوحدة، ليعلم في ما بعد أن رقمه هو 35، خاصة و أن العطل الذي طرأ على آلة الشحن بالمؤسسة تسبب، حسبه، في توقف العملية ليومين متتاليين، متوقعا أن عدد المسجلين سيفوق 60 في حالة عدم وصول الشحنات من عنابة. و ذكر السائقون، أن المؤسسات الاستشفائية العمومية التي يعملون بها، تفتقر تماما لمادة الأوكسجين، ما يضطر البعض منهم للمبيت أمام وحدة قسنطينة، من أجل ضمان شحن بعض القارورات، مضيفين أنهم كانوا يتنقلون يوميا ذهابا وإيابا من و إلى قسنطينة. و أوضح المتحدثون، أنه ومنذ حوالي شهر، أصبحت الكميات التي يتزودون بها غير كافية، حيث ارتفع الطلب على المادة بالمؤسسات الصحية، ليضطر المسؤولون في وحدة ليند غاز بقسنطينة، لشحن 5 قارورات فقط لكل شاحنة، و أحيانا أخرى 50 بالمئة من عدد القارورات حسب كل مؤسسة، ليؤكد أحدهم أنه يحمل 14 قارورة فارغة و ينتظر أن يتم شحن 7 على الأكثر. و أكدت مصالح شركة ليند غاز الجزائر للنصر، على رفع الكميات المنتجة من الأوكسجين حسب القدرة القصوى، موضحة أنه تم تسخير كامل الإمكانيات البشرية و المادية، من أجل مجابهة وباء كورونا، خاصة في ظل الارتفاع في الطلب على مادة الأوكسجين بثلاث إلى أربع مرات مقارنة بما كان عليه في الموجتين الأولى و الثانية من جائحة كورونا، لذلك فإن الكميات المنتجة تبقى غير كافية خاصة و أن الفيروس المتحور خطير و قوي في نفس الوقت، ما يتطلب جرعات كبيرة من الأوكسجين لكل مريض، فيما نفت تعرض آلة تزويد الأوكسجين الغازي بوحدة قسنطينة لعطب.