سجلت مستشفيات ولاية قسنطينة ارتفاعا كبيرا في استهلاك مادة الأوكسجين إثر ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، حيث أصبح المستشفى الجامعي يقتني ضعف حاجياته مقارنة بالأسابيع السابقة وهو الوضع الذي تعرفه مؤسستا ديدوش مراد والخروب، كما أكدت مصادر استشفائية أن هذا الأمر يعتبر مؤشرا على خطورة الوضع، في حين وقفنا على اكتظاظ كبير بمؤسسة ليند غاز المنتجة لهذه المادة الحيوية. و وقفنا، أمس على تجمع عدد كبير من سيارات الإسعاف والمركبات القادمة من مختلف الولايات الشرقية أمام مؤسسة ليند غاز المنتجة لمادة الأوكسجين بالمنطقة الصناعية بالما، حيث ذكر موظفون بمؤسسات استشفائية أن مستوى الطلب ارتفع بشكل كبير إذ أصبحت الكميات التي يقتنونها كل أسبوع لا تلبي حاجيات المستشفيات التي يعملون بها، كما أنهم يقصدون المؤسسة في الكثير من الأحيان مرتين في الأسبوع. وذكر محدثونا، أنهم يتحصلون على طلباتهم لكن بشق الأنفس بعد انتظار طويل يستمر طيلة يوم كامل، إذ خصصت المؤسسة المذكورة جهة واحدة للتكفل بهم، مطالبين بضرورة تخفيف الإجراءات ومضاعفة عدد العمال بالمؤسسة حتى تتم تلبية احتياجاتهم بسرعة كون الوضع الصحي لأي مؤسسة لا يحتمل التأجيل أو التأخر، فيما لاحظنا أن عدد المركبات القادمة من ولاية جيجل هي الأكبر، وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة ليند غاز قد أكدت للنصر في وقت سابق أنها تمتلك القدرات لمضاعفة الإنتاج في حال تزايد الطلب. وسجلت المؤسسات الاستشفائية بقسنطينة تزايد استهلاك الأوكسجين بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، حيث ذكر المكلف بالإعلام الدكتور عزيز كعبوش أن عدد المرضى الذين يخضعون للعلاج ويستهلكون الأوكسجين قد وصل إلى 53 شخصا 6 منهم في الإنعاش، وهو ما يعكس مثلما أوضح، تعقد الوضعية الوبائية نسبيا، فيما أفاد مدير المستشفى الجامعي بالنيابة، أن اقتناء حاجيات المؤسسة من المادة قد ارتفع إلى الضعف. وحذر أطباء بالمستشفى الجامعي، من تكرار سيناريو شهري جويلية وجوان الماضيين، حيث أكدوا على ضرورة توفير الأوكسجين بكميات كافية، كما أن هذه المؤسسة الاستشفائية تتطلب في ظل هذه الأزمة، توفر 40 ألف لتر من الأوكسجين على الأقل أسبوعيا، متحدثين عن وجود العديد من التسربات جراء اهتراء الشبكة الداخلية. وبمستشفى ديدوش ارتفعت نسبة الاستهلاك في الأسابيع الأخيرة ب 25 بالمئة مقارنة بشهر سبتمبر المنصرم، بحسب ما أكده مدير المؤسسة عبد الكريم بن مهيدي، حيث قال إن الاستهلاك لا يتعلق بحالات كوفيد 19 بل يتعداه إلى المرضى بالأنفلونزا الموسمية، كما أبرز المتحدث، أن الوضعية الوبائية مقلقة نوعا ما إذ أن عدد الحالات الوافدة في تزايد غير أن التحاليل والاختبارات تثبت أن الحالات المشتبه في إصابتها تكون سلبية ومصابة بالأنفلونزا فقط، و أشار إلى أن المؤسسة مكتفية من هذه المادة كما تتوفر على خزان بسعة 5 آلاف لتر و عدد إضافي من القارورات، التي تستخدم في بعض الحالات الطارئة. أما بالمؤسسة الاستشفائية الخروب، فقد ذكر مدير المؤسسة طايق نذير، أن الاستهلاك ارتفع إلى الضعف إثر تشبع مصلحة كوفيد التي تحتوي على 50 سريرا، إذ أصبحت تتم إعادة تعبئة الخزان ذي سعة 5 آلاف لتر مرتين في الأسبوع، كما أشار إلى أن غالبية الحالات التي تخضع للعلاج حرجة وتستوجب الاستعانة بالأوكسجين، مضيفا أن محسنين تبرعوا بقارورات أوكسجين فضلا عن أجهزة تنفس اصطناعية. ولفت المتحدث، أن المؤسسة اضطرت أمام هذا الوضع إلى غلق إحدى المصالح الطبية وتحويلها إلى وحدة لعلاج مرضى كورونا، حيث سيتم توفير 20 سريرا إضافية للتكفل بالحالات الوافدة والتي مثلما قال، تعرف تزايدا مستمرا، في حين أكد لنا أطباء بمستشفى «البير» أن نسبة استهلاك الأوكسجين قد ارتفعت بشكل كبير. المكلف بالاعلام بالمديرية العامة لمؤسسة «ليند غاز» أوضح أن هذه الأخيرة بوحداتها العشرة، تعمل باستمرار لتزويد المؤسّسات الصّحية بالكمّيات اللازمة من الأوكسجين الطبي على شكليه السّائل والغازي وتعطي أولويّة تامّة لإنتاج وتوزيع الغازات الطّبيّة على حساب الغازات الصّناعيّة وذلك منذ بداية هذه الجائحة. وأضاف المتحدث أنّ هناك ارتفاعا ملحوظا سجل في الأيّام الأخيرة بالنّسبة لاستهلاك الأكسجين الطّبي بصفة خاصّة على المستوى الوطني، لكنّه لم يصل إلى مستويات شهري جويلية و أوت الماضيين أين سجلت أعلى مستويات استهلاك الأكسجين الطبي منذ بداية جائحة كوفيد- 19. وبخصوص طرح بعض الزبائن مشكلة تأخر الإجراءات على مستوى المؤسسة، ذكر المكلف بالاعلام للنصر، أن هذه الشكاوى لم تصل ليند غاز، إنّما يمكن في بعض الأحيان أن تتكوّن طوابير خارج الوحدات، مضيفا بالقول «ذلك لأنّ إجراءاتنا الداخليّة لا تسمح بتواجد كثيف للزّوار والزّبائن داخل وحدات الإنتاج والتّوزيع بهدف ضمان سلامتهم وسلامة زميلاتنا وزملائنا والتي تكوّن إحدى قيمنا الأساسيّة كمؤسّسة». وأبرز المتحدث أن المؤسسة تعمل جاهدة وعلى مدار السّاعة لتلبية الطلبات وفي أحسن وقت ممكن، داعيا جميع الزبائن في هذا الظرف الصّعب، للتنسيق مع وحدات ليند غاز قبل تنقّلهم وذلك من أجل تحسين ظروف التّموين وتقليص أوقات الانتظار قدر الإمكان، وفق تعبيره.