جميل سيسكاوة لا يرد سوى بالبقاء والاجتهاد لتحقيق الأفضل وصف مهاجم اتحاد خنشلة سفيان بايزيد، مشوار فريقه في بطولة الرابطة الثانية للموسم المنصرم بالناجح، ولو أنه أكد بأن تحقيق الصعود على الرابطة المحترفة، كان مشروعا قابلا للتجسيد. بايزيد، وفي حوار مع النصر، أوضح بأن البداية المتعثرة إلى جانب هزيمة الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب، أحد أسباب مجانبة الظفر ببطولة المجموعة الشرقية، كما عاد لاعب جمعية الخروب السابق في ذات الحوار، إلى ظروف التحاقه بالاتحاد، مؤكدا أن أسرة "سيسكاوة" احتضنته، وكانت خير سند له في ظرفه الصعب الذي مر به، متعهدا بمنحها الأولوية بشأن الموسم المقبل، الذي يريده أن يكون جسرا لرد جميل المدينة والفريق والأنصار. *ما تقييمك للمشوار الذي أداه اتحاد خنشلة الموسم المنصرم في الرابطة الثانية؟ أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أننا نجحنا في تحقيق الهدف الذي كان الإدارة قد سطرته، والمتمثل في ضمان البقاء بكل أريحية، والخروج مبكرا من دائرة حسابات السقوط، لأن بطولة الموسم الماضي كانت استثنائية، بعد اعتماد نمط منافسة غير مألوف، وتقسيم الأندية على ثلاثة أفواج رفع من درجة الضغط على اللاعبين والطواقم الفنية والإدارية، بحكم أن السقوط كان مصير ثلث تركيبة كل فوج، وليس من السهل ضمان البقاء في المجموعة الشرقية، في وجود العديد من الأندية التي لها خبرة طويلة في مستويات أعلى، وبالتالي فإننا كنا نراهن على ضمان البقاء، رغم أن حقيقة الميدان كشفت شيئا آخر، لأن معطيات المنافسة تغيرت، وفريقنا أصبح من أبرز المتنافسين على تأشيرة الصعود، ولولا بعض الظروف لحققنا المبتغى، باعتلاء منصة التتويج. *نفهم من هذا الكلام بأنك تتحسر على تضييع ورقة الصعود؟ الحديث عن الصعود كان قد ولد مع مرور الجولات، بفضل سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلناها، لأن المعطيات الأولية للبطولة، كانت تضع اتحاد خنشلة خارج قائمة الطامحين للتنافس على اللقب، كما أن انطلاقتنا كانت جد متذبذبة، بدليل أننا انتظرنا إلى غاية الجولة السادسة لتذوق نشوة الانتصار، وذلك لا يعني بأن مستوى الفريق كان متذبذبا، بل إننا أدينا مباريات في المستوى، لكننا كنا بحاجة ماسة إلى فوز يحررنا من الناحية المعنوية، وهذا ما تأخر نسبيا، إلا أننا مع ذلك عدنا بقوة في السباق، والتفكير في الصعود كان طموحا مشروعا، لأن اتحاد خنشلة أصبح من الفرق التي يحسب لها في البطولة، وتعداده يضم لاعبين أصحاب خبرة، الأمر الذي جعلنا كمجموعة، نعمد إلى رفع عارضة الطموحات عاليا، والدفاع عن حظوظنا في خطف ورقة اللقب، مادام التنافس قد احتدم بين عدة أندية، وفريقنا رفقة هلال شلغوم العيد تجاوز عقبة الخبرة في القسم الثاني، لأن الميدان هو المعيار الوحيد للوقوف على مدى قوة كل فريق، وكلاعبين لا بد أن نتحسر على تضييع تأشيرة الصعود، لأنها كانت حلما قابلا للتجسيد، رغم أننا حققنا الهدف المسطر من طرف الإدارة. *وهل لنا أن نعرف الأسباب التي كانت وراء الفشل؟ الحسرة على الصعود لا يمكن أن تتحول إلى "ندم"، لأن رفع الطموحات كان وفق معطيات ميدانية، والمراهنة على التتويج بلقب البطولة، كان بعد التأكد من قدرتنا كلاعبين على رفع التحدي، وصنع "معجزة"، خاصة في ظل توفر مقومات النجاح، رغم أننا كنا على دراية مسبقة، بأن انطلاقتنا المتعثرة لها تأثير كبير على مشوارنا، لأن الاكتفاء ب 4 نقاط في الجولات الخمس الأولى، جعلنا نحتل المراكز الأخيرة، الأمر الذي صعد من درجة المخاوف على مستقبل الفريق في الرابطة الثانية، إلا أن الفوز الأول في الموسم، أعطانا الكثير من الثقة في النفس والامكانيات، وظهرت التشكيلة بمستواها الحقيقي، فتوالت سلسلة النتائج الإيجابية، لكن مع طفو مشكل عويص على السطح، يتمثل في كثرة الإصابات لدى اللاعبين، وهذا الأمر لم يكن حكرا على اتحاد خنشلة فحسب، إلا أن فريقنا كان من أكبر المتضررين، بدليل أننا في بعض اللقاءات كنا محرومين من خدمات 8 عناصر أساسية، لتكون عواقب ذلك تضييع 5 نقاط داخل الديار في منعرج حاسم، بين نهاية مرحلة الذهاب وانطلاق النصف الثاني من الموسم، بعد الانهزام أمام العلمة والتعادل مع شباب باتنة، ومع ذلك فقد تداركنا الوضع، فكان التعادل بخنشلة مع هلال شلغوم العيد، نقطة النهاية لمشوارنا في رحلة الصعود، ومع ذلك فقد واصلنا الموسم بكل جدية، وأحرزنا 4 انتصارات متتالية، فكان التواجد في الصف الثالث إنجازا للفريق، رغم أننا كلاعبين نعترف بأننا كنا قادرين على تحقيق الأفضل، وإهداء أسرة الاتحاد صعودا تاريخيا. *وماذا عن مستقبلك مع الفريق؟ الحقيقة أنني تلقيت عروضا جادة من بعض أندية تنشط في الرابطة الثانية، إلا أنني فضلت التريث، لأن قناعتي الشخصية تنطلق من السعي لرد الجميل للأشخاص، الذين كانوا قد وقفوا إلى جانبي في الظروف الصعبة، وإدارة اتحاد خنشلة كانت قد ضمتني إلى الفريق بعد الأزمة الصحية التي عاشتها، وأجبرتني على مغادرة جمعية الخروب، وهذه الحادثة كانت نقطة الإنطلاق لعلاقة وطيدة تربطني بهذا النادي، خاصة وأنني لقيت كامل الترحاب من كل أسرة الاتحاد، لأن سر النجاح كان الثقة الكبيرة الموجودة بين اللاعبين واللجنة المسيرة، وعدم إدخار أي جهد لتوفير عوامل النجاح، وفق الامكانيات المتاحة، بدليل عدم تسجيل أي مشكل بين اللاعبين والإدارة طيلة موسم كامل، مما جعلنا نركز على العمل الميداني، وشخصيا فقد كنت حاضرا في أغلب المباريات، وسجلت 7 أهداف، غالبيتها كانت حاسمة، كما تحصلت على 3 ضربات جزاء، وقدمت 8 تمريرات حاسمة، كما أنني تماشيت مع الخيارات المتعددة للطاقم الفني، ولو أنني مقتنع بأنني كنت قادرا على الظهور بوجه أفضل، وعليه فإنني أعطي الأولوية لاتحاد خنشلة من أجل التجديد لموسم آخر، قبل التفكير في تغيير الأجواء، لأنني لا يمكن أن أنكر الجميل، في موقف كان بمثابة منعرج حاسم في مسيرتي الكروية، وأملي أن ننجح في تحقيق الصعود من الفريق الموسم القادم ليكون أغلى هدية للأنصار.