مجموعة الشرق باحت بكل الأسرار قبل جولة الختام باحت بطولة الرابطة الثانية للهواة للموسم الجاري في المجموعة الشرقية، بكامل أسرارها قبل جولة واحدة من إسدال الستار، وذلك بالحسم في مصير اللقب، باعتلاء هلال شلغوم العيد منصة التتويج، واقتطاعه تأشيرة المرور إلى دورة "البلاي أوف"، بحثا عن إحدى تذكرتي الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، مقابل التعرف على الرباعي الذي امتطى قطار النزول إلى قسم ما بين الرابطات، ويتعلق الأمر بكل من دفاع تاجنانت، مولودية باتنة، شباب أولاد جلال وجمعية الخروب، ولو أن اتضاح الرؤية قبل الختامية لا يعني بأن المعطيات كانت واضحة، بل أن "الغموض"، ظل يكتنف مصير اللقب إلى غاية المنعرج الحاسم في الجولات الثلاث الأخيرة، كما أن معادلة السقوط بقيت جد معقدة، قبل أن تفك إفرازات الجولة 19 خيوطها، وقد شاءت الصدف أن ترتسم المعالم الأولية لهوية البطل في نفس المحطة. قراءة: صالح فرطاس دفاع تاجنانت من النقيض إلى النقيض صنع دفاع تاجنانت الحدث على طريقته الخاصة في بطولة هذا الموسم، لأن هذا الفريق كان قد سرق الأضواء في الجولات الخمسة الأولى من المنافسة، بإحرازه العلامة الكاملة في ثلاث سفريات، مقابل حصده نقطة واحدة داخل الديار، مما نصبه في برج المراقبة على بعد خطوة واحدة من صاحب الصدارة، وتألق "الدياربيتي" كان بالعودة بانتصارات من العلمة، الخروب وأم البواقي، قبل أن تنقلب الموازين رأسا على عقب، بعد طفو المشكل المالي على السطح، مما جعل اللاعبين يقاطعون التدريبات، ويواجه الفريق أزمة جديدة، جاءت امتدادا للوضعية العسيرة التي واجهها عشية انطلاق المنافسة، لأن قرار المنع من الاستقدامات بسبب قضية الديون السابقة المقيّدة لدى الغرفة الفيدرالية للمنازعات حال دون تأهيل 14 لاعبا، كان الرئيس قرعيش قد استقدمهم، إلا أنه اضطر إلى تسريحهم بعد نهاية فترة التحضيرات. انفراج الأوضاع في بيت "التاجنانتية" انعكس بالسلب على نتائج الفريق، بدليل تلقي التشكيلة 6 هزائم متتالية في النصف الثاني من مرحلة الذهاب، مما أدى إلى تجمد الرصيد عند النقطة العاشرة، ولو أن النجاح في تدشين مرحلة الإياب بفوز عريض و"مفاجئ" على حساب مولودية العلمة، إلا أن مصير "الدياربيتي" كان قد اتضح، لأن مؤشرات السقوط لاحت في الأفق، وعدم القدرة على مسايرة ريتم المنافسة ارتسمت ميدانيا، جراء تفاقم المشاكل الداخلية، لتكون الهزائم السبعة المتتالية التي تلقاها في مرحلة العودة، أبرز دليل على حدة المعاناة التي تعيش على وقعها هذا النادي، وحصاده لم يتجاوز 4 نقاط في آخر 16 مباراة، بعدما كانت حصيلته في الجولات الخمس الأولى 10 نقاط، والسقوط الحر بسبب المشاكل أدى إلى ترسيم تدحرج دفاع تاجنانت إلى قسم ما بين الرابطات، عقب انهياره في الجولة 15 داخل الديار بسباعية أمام اتحاد الشاوية. هلال "العيد" يبزغ في الجولة 19 إذا كان هلال شلغوم العيد قد حسم مصير اللقب، وانتزع تذكرة العبر إلى دورة "البلاي أوف"، كممثل المجموعة الشرقية فإن كل المتتبعين يجزمون على هذا أبناء "الشاطو"، كانوا بمثابة "المفاجأة السارة" للموسم الحالي، على اعتبار أنهم كانوا خارج الترشيحات الأولية للمتنافسين على البطولة، بالنظر الى تركيبة الفوج، في وجود الكثير من الأندية التي لها خبرة كبيرة في حظيرة الاحتراف، في صورة اتحاد عنابة، مولودية قسنطينة، إتحاد الشاوية، مولودية العلمة، شباب ومولودية باتنة، دفاع تاجنانت، جمعية الخروب، وهي قائمة تمثل ثلثي تركيبة المجموعة، بينما كان الهلال رفقة كل من الجار نادي التلاغمة وكذا اتحاد خنشلة وشباب أولاد جلال في ثوب "الضيوف" الذين لا يملكون خبرة في البطولة المحترفة، بعد الاستفادة من "كوطة" تذاكر الصعود، التي فرضها التغيير الاضطراري لنمط المنافسة، بسبب الأزمة الوبائية. تتويج هلال شلغوم العيد باللقب قبل جولة من إسدال الستار على المنافسة، كان بعد مشوار "استثنائي"، لأنه لم يعتل عرش الصدارة إلا في سبع جولات على مدار موسم كامل، لكنه مع ذلك اختطف اللقب في آخر منعرج، إثر فوزه في "النهائي" على اتحاد عنابة، وهو المنافس الذي كان قد تربع على كرسي الريادة على مدار 13 جولة، غير أنه خسر الرهان بعد تنازله عن مشعل القيادة في آخر ثلاث خطوات من السباق. مسيرة الهلال كانت بانطلاقة متذبذبة، سيما بعد الانهزام في أولاد جلال ثم التعادل داخل الديار مع اتحاد خنشلة، إلا أن أبناء "الشاطو" اعتلوا الصدارة لأول مرة في الجولة العاشرة، بفضل الانتصار الثمين الذي عادوا به من عنابة، وهي النتيجة التي نصبت الهلال في الريادة بعقد شراكة مع اتحاد الشاوية، لينتزع إثرها اللقب الشتوي بفضل حسابات فارق الأهداف، على اعتبار أنه أنهى النصف الأول من البطولة جنبا إلى جنب مع كل من الشاوية واتحاد عنابة برصيد 22 نقطة. وظلت معطيات معادلة الصعود تتغير من جولة إلى أخرى، لكن هلال شلغوم العيد فقد كرسي الريادة مع بداية مرحلة العودة إثر خروجه من "الديربي"، الذي جمعه بالجار نادي التلاغمة بأياد فارغة، وهي ثاني هزيمة يتلقاها أشبال المدرب بن مسعود هذا الموسم، غير أنهم عادوا مجددا إلى الصدارة في الجولة 14، بعقد شراكة مع اتحاد عنابة، ثم تنازلوا عنها من جديد لثلاث جولات متتالية، قبل أن يتكرر "سيناريو" شراكة الهلال مع فريق آخر في الريادة لرابع مرة عند الجولة 18، لتشهد المحطة الموالية، ظهور "هلال العيد" لأول مرة بمفرده، مستغلا اكتفاء "طلبة بونة" بالتعادل في سفريتين إلى التلاغمة والخروب، ويحرز هامش مناورة بنقطتين عن أقرب الملاحقين، وهو الفارق الذي تثبّت عقب تعثر العنابيين داخل الديار أمام الشاوية، بتسجيلهم التعادل الثالث تواليا، ليلقي هذا الفارق بظلاله على حسابات "نهائي البطولة"، وعليه فإن أبناء "الشاطو" خطفوا اللقب في أهم منعرج من السباق، بعد انفصالهم عن الكوكبة في آخر ثلاث جولات، بعدما كانوا قد تقاسموا الصدارة مع منافس آخر في 4 مناسبات أخرى، على مدار موسم كامل. اتحاد عنابة بذكريات نكسات "الهواة" يبقى اتحاد عنابة أكبر الخاسرين في بطولة هذا الموسم، بتضييعه فرصة العودة إلى الرابطة المحترفة بطريقة "دراماتيكية"، خاصة وأن الفريق كان قد تربع على عرش الريادة في 13 جولة، لكن التراجع في آخر أربع جولات كلفه خسارة الرهان، في ظل عدم القدرة على الصمود في السفريات، خاصة في مرحلة الإياب، لأن "الطلبة" اكتفوا بانتصار وحيد خارج القواعد، وكان بباتنة على حساب "البوبية"، مقابل تسجيل التعادل في العلمة، التلاغمة والخروب، مع تلقي هزيمة بخنشلة، ليبقى الانهزام ذهابا وإيابا أمام المنافس المباشر هلال شلغوم العيد، بمثابة المنعرج الذي حسم في أمر اللقب، وقضى على آمال العنابيين في الصعود، لأن الهزيمة في شابو كانت الأولى في المشوار، وعواقبها كانت جد وخيمة. مسيرة اتحاد عنابة، كانت نسخة طبق الأصل لتلك التي كان الفريق قد قطعها في بطولة وطني الهواة خلال مواسم "النكسات"، لأن حلم الصعود يبقى قائمة ويراود آلاف المناصرين، لكنه يتبخر في آخر منعرج من السباق، وأبناء "بونة" كانوا قد عاشوا مثل هذه "الكوابيس" ثلاث مواسم متتالية في قسم الهواة، قبل نجاحهم في تحقيق الهدف. الشاوية والموك أبرز "أرانب" سباق الصعود حافظ اتحاد الشاوية على تقاليده بدخول المنافسة في ثوب أحد أبرز المرشحين للتنافس على تأشيرة الصعود، إلا أنه يكتفي بدور "الأرنب" في سباق اللقب، في ظل تحجج إدارة الرئيس ياحي بعدم توفر الأموال، التي تكفي لتحقيق حلم العودة إلى الرابطة المحترفة. واستهل أبناء "سيدي رغيس" مشوارهم هذا الموسم، بالتربع على عرش الصدارة، عقب تدشين الموسم بثلاثة انتصارات متتالية، غير أن الهزيمة المفاجئة في عقر الديار في الجولة الخامسة جردتهم من مشعل القيادة، ولم يستعد الإتحاد كرسي الريادة إلا في آخر جولتين من مرحلة الذهاب، وكان ذلك بشراكة مع هلال شلغوم العيد، قبل أن يتراجع حصاد تشكيلة المدرب زكري في النصف الثاني من الموسم، خاصة بعد التعادل في أولاد جلال، ثم الانهزام بقسنطينة أمام الموك، ليكون التعثر في عقر الديار، في الجولة 15، عند اقتسام الزاد مع الجار اتحاد خنشلة، بمثابة أهم منعرج في مشوار الإتحاد. ورغم أن معطيات الصعود أعادت اتحاد الشاوية نسبيا إلى السباق، لكن حظوظه في التتويج كانت ضئيلة، وظلت مرهونة بالعودة بانتصار من عنابة، وهي المقابلة التي خرج منها بتعادل، كانت عبارة عن "هدية" رياضية خدمت مصلحة هلال شلغوم العيد أكثر من أبناء "سيدي رغيس"، ليقبر حلم الصعود في التلاغمة، بالانهيار بثلاثية، ويبقى التحسر كثيرا على نقاط مباراة الذهاب أمام دفاع تاجنانت، كسبب في تضييع فرصة الصعود. ما قيل عن الشاوية ينطبق على مولودية قسنطينة، لأن الموك ظلت تلعب دور "الأرنب" في سباق الصعود، ورفع عارضة الطموحات عاليا يصطدم دوما بتعثر مفاجئ تسجله التشكيلة بقسنطينة، رغم أن الحسابات كانت في كل جولة تعيد المولودية إلى السباق، فكان التعادل في عقر الديار مع أولاد جلال أهم منعرج، قبل أن تكون الهزيمة أمام اتحاد خنشلة، بمثابة "رصاصة الرحمة" التي جعلت "أسطوانة" تبخر حلم الصعود، تتكرر مرة أخرى في أوساط أسرة الموك. استفاقة متأخرة لاتحاد خنشلة والتلاغمة الحصان الأسود بصم اتحاد خنشلة على مشوار استثنائي هذا الموسم، رغم افتقار الفريق للخبرة في حضيرة الاحتراف، لأن "الخناشلة" كانوا قد استهلوا الموسم بسلسلة من التعادلات، وانتظروا إلى غاية الجولة السادسة لتذوق طعم الانتصار، لكنهم عادوا بقوة، وأصبحوا من أبرز أطراف معادلة الصعود، قبل أن يتراجعوا من جديد مع نهاية مرحلة الذهاب، بتضييع 5 نقاط داخل القواعد، ليسجلوا استفاقة ملحوظة في الثلث الأخير من المشوار، حيث أحرزوا 4 انتصارات متتالية، مكنتهم من الارتقاء إلى مركز الوصافة مناصفة مع اتحاد عنابة، ولو أن التعادل في عقر الديار مع هلال شلغوم العيد في الجولة 16، قضى على أمل الصعود، لأن هذا التعثر رفع حصيلة النقاط، التي أهدرتها تشكيلة "سيسكاوة" بخنشلة إلى 11. من جهته، سرق نادي التلاغمة الأضواء، في أول ظهور له في هذا القسم، لأنه صنع الحدث، بالمحافظة على سجله خاليا من الهزائم داخل الديار طيلة موسم كامل، وهو أمر يتقاسمه مع الجار "البطل" هلال شلغوم العيد، لكن "التلاغمية" كانوا القوى بملعبهم، بإهدار 4 نقاط فقط، مقابل 6 نقاط للهلال، ونقاط خبازة لم تكن قابلة للتفاوض، مهما كان حجم الضيف، لتكون حصيلة تشكيلة زمامطة بملعبها كافية لترسيم البقاء، رغم أنها الأضعف في السفريات، بحصولها على نقطتين فقط، من تعادلين في أولاد جلال والعلمة، ليحافظ على مقعده في هذه الحظيرة لموسم آخر بكل أريحية، بعدما خرج مبكرا من دائرة حسابات السقوط. "البوبية" استسلمت مبكرا ومعطيات صراع "النجاة" ثابتة إلى ذلك، فإن معطيات مؤخرة الترتيب كانت معقدة، لأن نظام المنافسة المعتمد جعل السقوط المصير الحتمي لأربعة أندية من كل فوج، وهو ما وسع من دائرة المهددين، بدليل أن صراع «النجاة» كان محتدما بين 6 فرق، وهذا ما يمثل نصف تركيبة المجموعة. وعرفت مرحلة الذهاب من البطولة، تنافس فرق مولودية وشباب باتنة، دفاع تاجنانت، جمعية الخروب، شباب أولاد جلال ومولودية العلمة من أجل تفادي المراكز الأربعة الأخيرة في الترتيب، لكن «البوبية» استسلمت مبكرا لأمر السقوط، لأن بلوغها رصيد 8 نقاط عند الجولة الثامنة، كان بمثابة محطة «تعطل» الآلة عن حصد النقاط، بعد تلقي 10 هزائم متتالية، لتكون مولودية باتنة أول فريق رسّم نزوله، ولو أن وضعية دفاع تاجنانت لم تختلف كثيرا. هذا، وقد خرج شباب باتنة من عنق الزجاجة مع بداية مرحلة العودة، خاصة بعد استغلاله فرصة اللعب مرتين متتاليتين بسفوحي، والفوز على كل من نادي التلاغمة وجمعية الخروب، ليضمن «الكاب» البقاء في الجولة 16، تاركا الصراع متواصلا بين جمعية الخروب، شباب أولاد جلال ومولودية العلمة، لكن هشاشة «لايسكا» بملعبها، عجل بحجز التذكرة الثالثة على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الرابطات، بعد الاكتفاء بخمس نقاط في 5 مباريات بملعب عابد حمداني. من جهة أخرى، فقد أكمل شباب أولاد جلال عقد النازلين، إثر اكتفائه بالتعادل في المواجهة المباشرة التي جمعته بمولودية العلمة، ولو أن الملفت للإنتباه أن نجاة «البابية»، كان بفضل حصيلتها خارج القواعد، خاصة وأنها أحرزت 6 نقاط ثمينة من تنقلاتها في مرحلة العودة، لتكون الافرازات الختامية لمعادلة السقوط مطابقة لتلك، التي كانت قد خلفها النصف الأول من الموسم، على اعتبار أن رباعي المؤخرة لم يتغير. ص/ ف