مستوى الرابطة الثانية غير بعيد عن قسم النخبة التعادل أمام الهلال كان منعرج الموسم اعتبر مدرب إتحاد خنشلة، فاروق الجنحاوي، إنهاء فريقه المشوار في الصف الثالث إنجازا كبيرا، بالنظر إلى الصعوبات كما قال " التي واجهتنا، ولو أننا كنا قادرين على تحقيق الأفضل، والمراهنة على ورقة اللقب، والمرور إلى دورة "البلاي أوف"، لولا الانطلاقة المتعثرة، وكذا مشكل كثرة الإصابات ومحدودية التعداد". التقني التونسي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأن ضمان البقاء في الرابطة الثانية كان الهدف المسطر، لكن مع تقدم المنافسة حقق الفريق سلسلة من النتائج الإيجابية، الأمر الذي أدى إلى رفع عارضة الطموحات عاليا، دون فرض ضغط على المجموعة، ليكون التعادل داخل الديار مع هلال شلغوم العيد حسبه "بمثابة المنعرج الحاسم الذي أخرجنا من السباق"، كما تحدث عن مغامرته في الجزائر واعتبرها ناجحة على جميع الأصعدة. ما تقييمك للمشوار الذي أداه الفريق، في بطولة الرابطة الثانية، خلال الموسم المنقضي؟ أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، إن إتحاد خنشلة حقق الهدف الذي سطرته الإدارة، وذلك بضمان البقاء بكل أريحية في القسم الثاني، رغم أن الأمور كانت صعبة للغاية، لأن نمط المنافسة الذي تم اعتماده بصورة استثنائية، جعل حسابات السقوط تلقي بظلالها على أجواء البطولة، في ظل تدحرج 4 فرق من كل فوج إلى قسم ما بين الرابطات، والجميع يعلم بأن البطولة في المجموعة الشرقية صعبة للغاية، لأن تركيبة الفوج تضم الكثير من الأندية التي لها خبرة طويلة في مستويات أعلى، دون تجاهل الظروف الاستثنائية التي جرت فيها المنافسة، بسبب الأزمة الوبائية، وعليه فإننا كنا نراهن أكثر على الخروج مبكرا من منطقة الخطر، لتفادي أي "سيناريو" لا تحمد عواقبه. لكن اتحاد خنشلة، كان من بين المتنافسين على تأشيرة الصعود، أليس كذلك؟ كما سبق وأن قلت، فإن هدفنا المسطر كان واضحا منذ البداية، وانطلاقة اتحاد خنشلة في البطولة لم تكن موفقة، وذلك بعد تسجيل 4 تعادلات في الجولات الخمسة الأولى، وقد احتل الفريق في تلك الفترة المراكز الأخيرة، مما دفع ببعض المتتبعين إلى التكهن بإمكانية السقوط، لكن انطلاقتنا الحقيقية كانت في الجولة السادسة، عند النجاح في تذوق طعم الإنتصار لأول مرة، وكان على حساب شباب أولاد جلال، لتتوالى سلسلة النتائج الإيجابية، الأمر الذي سمح لنا بتحقيق قفزة عملاقة في سلم الترتيب، بالخروج من منطقة الخطر والإرتقاء إلى المراتب الأربعة الأولى، وهي الانتفاضة التي حولت مخاوف الأنصار إلى تفاؤل بالقدرة على تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، ورفع عارضة الطموحات كان أمرا مشروعا، بالنظر إلى آداء التشكيلة، إلا أن العديد من الأمور قطعت أمامنا الطريق في المنعرجات الأخيرة من المشوار. وهل من توضيح أكثر بشأن الأسباب، التي كانت وراء تبخر حلم الصعود؟ نحن لا نتحسر على تضييع ورقة اللقب، بل نشيد بالمشوار الذي أديناه، لأن الفريق مر بظروف استثنائية، والخروج من فترة الفراغ التي مر بها في الجولات الأولى لم يكن بالأمر السهل، في ظل قصر فترة المنافسة، وعدم توفر فرص كثيرة للتدارك، وعودتنا القوية إلى المنافسة تزامنت مع تأثر العديد من الركائز بإصابات، خاصة على مستوى الهجوم، لأن كريوي ودمان ظلا خارج نطاق الخدمة في أغلب المباريات، والثلاثي لمهان، حمزاوي وحقاص كانت مشاركتهم مع الفريق غير منتظمة، وهي غيابات كان لها تأثير كبير على الآداء الجماعي، بدليل أننا وجدنا أنفسنا مجبرين على خوض مباراة مولودية العلمة داخل الديار، بتعداد منقوص من سبع ركائز، فكانت عواقب ذلك هزيمة صعبة الهضم، وحطمت مشوارنا الإيجابي، لتعقب تلك المواجهة بتعثر آخر في خنشلة، إثر التعادل مع شباب باتنة، ومع ذلك فإننا نجحنا في العودة من جديد للتنافس على ورقة الصعود، بعد الفوز في الخروب، ثم تجاوز عقبة اتحاد عنابة، وبعدها العودة بنقطة من أم البواقي، فكانت مقابلتنا ضد هلال شلغوم العيد بمثابة "النهائي" الفاصل، غير أن اكتفاءنا بالتعادل قضى على أحلامنا في الصعود، ورغم ذلك فقد واصلنا الموسم بكل جدية، وأحرزنا 4 انتصارات متتالية، مكنتنا من انهاء الموسم في الصف الثالث مناصفة مع اتحاد الشاوية. بعد هذه التجربة، هل ستواصل مشوارك مع اتحاد خنشلة الموسم القادم؟ الحديث عن هذه القضية أمر سابق لأوانه، ولو أنني جد متحمس لمواصلة العمل في خنشلة، لأن إدارة النادي عملت على توفير كافة الظروف التي ساعدتنا على تأدية مشوار ناجح، كما أن الأجواء في محيط النادي جد محفزة، لأنني تعودت على العمل في الجزائر، بعد تجربة أولى كانت لي مع اتحاد الشاوية قبل موسمين، والحقيقة أن مستوى بطولة القسم الثاني في المجموعة الشرقية لا يختلف كثيرا عن مستوى المنافسة في الرابطة الأولى، في ظل طغيان طابع "الديربي"، على أغلب المباريات، فضلا عن وجود العديد من الأندية التي لها خبرة طويلة، كما أن الكثير من العناصر التي اعتادت على اللعب في مستوى أعلى، سجلت حضورها مع فرق الدرجة الثانية، وذلك بعد تغيير نمط المنافسة، وهذا ما حاولت الوقوف عليه من خلال الحوصلة التي قدمتها لإدارة اتحاد خنشلة، بغية رسم خارطة طريق تحسبا للموسم المقبل، إذا ما تم تجديد الثقة في الطاقم الفني بكامل تركيبته. حاوره: ص / فرطاس