وجد الأولياء في العطلة الصيفية و تشديد التدابير الوقائية لمنع تفشي الوباء و غلق الشواطئ، فرصة لاستدراك و معالجة مشاكل أبنائهم التعليمية، خاصة في اللغات الأجنبية، حيث أكد أولياء للنصر أن أبناءهم يعانون من ضعف مستواهم في مادتي الفرنسية و الانجليزية، كاشفين عن المنهجية التي اعتمدوها لتحسين مستواهم، فيما تنصح أستاذة في اللغة الفرنسية الأولياء بالاعتماد على مصادر موثوقة، لتفادي نقل معلومات خاطئة لأبنائهم، مثمنة إشرافهم على تعليم أطفالهم. بعد أن أجبر انتشار الوباء و قرار غلق الشواطئ، العائلات على قضاء العطلة الصيفية في البيوت، يحاول أولياء استغلال الموسم لاستدراك ضعف مستوى أبنائهم في اللغات الأجنبية و بالأخص اللغة الفرنسية، بعد أن سجلوا علامات غير مرضية في المادة في الموسم الدراسي المنقضي، فهناك من استعانوا بقنوات تعليمية عبر يوتيوب تبث دروسا عن بعد، و تشرح قواعد النحو و الصرف في اللغة الفرنسية، لمرافقتهم و توجيههم توجيها صحيحا، فيما اعتمد آخرون ممن يمتلكون شهادات في التخصص، على أنفسهم في تعليم أبنائهم، مسطرين برنامجا خاصا لذلك. قالت والدة رحمة للنصر، بأن ابنتها انتقلت إلى السنة الرابعة متوسط بمعدل 13 من 20، و علاماتها لا بأس بها في مختلف المواد، ما عدا اللغتين الفرنسية و الإنجليزية، حيث حصلت فيهما على نقاط ضعيفة، ودعاها أساتذتها إلى بذل جهد أكبر لتحسين مستواها في المادتين، وأضافت أم رحمة بأنها كانت تعتزم تسجيلها في مدرسة خاصة لتعليم اللغات، غير أن انتشار الوباء، جعلها تتراجع عن ذلك، فلجأت إلى قنوات يوتيوب التعليمية التي يشرف عليها أساتذة و تحقق نسب متابعة عالية، و انتقت قناة لأحد الأساتذة يستعمل طريقة مبسطة في شرح الدروس و تقديم المعلومات، ثم ضبطت برنامجا لابنتها، فأصبحت تتابع فيديوهات الأستاذ في الفترة الصباحية، و تخصص ساعة في المساء لحل نماذج لاختبارات السنة الثالثة متوسط، لتصحح في ما بعد الأخطاء، باطلاعها على الحلول المتوفرة عبر شبكة انترنت ، و أشارت الأم إلى أنها تساعدها بين الحين و الآخر في شرح بعض الكلمات التي لاتفهمها. إلمامي باللغات الأجنبية ساعدني في تعليمها لأبنائي من جهته قال والد نورسين التي تدرس في الطور الابتدائي، بأن إلمامه باللغات الأجنبية و بالأخص الفرنسية، جعله يشرف بنفسه على تكوين أبنائه الثلاثة، مستغلا تزامن عطلته السنوية مع عطلة أبنائه الدراسية، لتعليمهم و تحسين مستواهم في اللغات، مؤكدا بأنه حريص على ضمان تكوين جيد لهم، خاصة في اللغات التي تعد عائقا بالنسبة لشريحة واسعة من التلاميذ. بخصوص المنهجية التي يتبعها ، قال بأنه يخصص وقتا لابنيه اللذين يدرسان في السنتين الأولى و الثانية ابتدائي، لتعليمهما أساسيات اللغة، بعد أن لقنهما الحروف و أسماء الأشياء و الخضار و الفواكه و الحيوانات و كيفية كتابة معلوماتهم الشخصية بالفرنسية بشكل صحيح، ليباشر منذ منتصف شهر جويلية حصصا صباحية يومية، لتعليمهم كتابة بعض الكلمات الأخرى، فيما يخصص بعض الوقت في السهرة لقراءة قصص أو مشاهدة أفلام مع ابنيه لتعويدهما على النطق السليم للكلمات، فيما يخصص لابنه الأكبر حصصا خاصة ، لكونه مقبل على اجتياز شهادة التعليم الابتدائي، مشيرا إلى أنه عكس شقيقيه لا يواجه، صعوبة في المادة ،غير أنه يسعى لضمان تكوين جيد له ليتقن الحديث بها. في المقابل حرصت أمهات لأطفال لم يتجاوزوا 5 سنوات من عمرهم على تعليمهم أساسيات اللغة الفرنسية و كذا الانجليزية، و ذلك لتفادي الصعوبات التي غالبا ما يواجهها التلاميذ، خاصة في الطور الابتدائي الذي يعد لبنة أساسية في المسار التعليمي ككل، حيث قالت والدة صهيب المتحصلة على ليسانس في الترجمة، أن اتقانها للغتين، جعلها تحرص على ضمان تكوين مثالي لأبنائها منيب و صهيب اللذين لم يلتحقا بعد بالمدرسة، لكونها ترى بأن تعليم اللغات في سن مبكرة ، عامل مهم جدا لاكتساب اللغة بسهولة، معتبرة الحجر المنزلي فرصة ثمينة للأولياء لمعالجة كل الصعوبات التعليمية لأبنائهم. نريمان بوفنارة أستاذة لغة فرنسية التكوين المنزلي فعال لتعليم اللغة و إتقانها تثمن الأستاذة نريمان بوفنارة ، أستاذة سابقة في ثانوية الأخوين لكحل بقسنطينة، و تُدرس حاليا بثانوية محمد بلمخطار بعين الدفلى، إشراف الأولياء على تعليم و تحسين مستوى أبنائهم في اللغات، من بينها الفرنسية، معتبرة بأنها طريقة مفيدة و عامل مساعد لاكتساب اللغة و تعلم مصطلحات جديدة، مشيرة إلى أنها تحث في كل نهاية موسم دراسي، الأولياء على مرافقة أبنائهم في العطلة و تفادي انقطاعهم التام عن الدراسة، لأن ذلك له تأثير سلبي، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون من صعوبات تعليمية، و تنصحهم بمشاهدة برامج باللغة الفرنسية أو متابعة قنوات على يوتيوب لأساتذة أكفاء، لتعلم قواعد اللغة بشكل صحيح، كما تحدد للأولياء نقاط ضعف أبنائهم لتداركها في الموسم المقبل. و تعتبر المتحدثة اعتماد الكثيرين على قنوات يوتيوب لتعلم اللغات الأجنبية، مفيدا في حال تم اختيار أستاذ كفء، مشيرة إلى أن هناك بعض الأساتذة لا يمتلكون خبرة كافية في التعليم، و يرتكبون أخطاء فادحة عند تسجيل حصص افتراضية، داعية الأولياء إلى اختيار القناة التعليمية الأنجح، لتجنب اكتساب معلومات خاطئة، كما تنصح تلاميذها بحل نماذج اختبارات سابقة للتعود على قراءة النصوص واستيعاب مصطلحات جديدة من ناحية، و لتعلم القواعد من ناحية أخرى.