سرقة أعضاء المجانين هو الموضوع الرئيسي للمسلسل البوليسي "الأربعة" مسري هواري ابن مدينة الباهية التي أخذته وهو صغير إلى عالم الغناء حيث تعرف عليه الجمهور من خلال أداء أغاني عمالقة الأغنية الوهرانية بصوته الرومانسي المتميز ، فغنى لعدة سنوات مع جوق و فرقة إذاعة وهران، ثم انتقل للعمل كتقني صوت بالتلفزيون مما سمح له من تحقيق طموحه الأساسي في الإخراج، فأنجز عدة مسلسلات و أفلام على رأسها فيلم يتناول حياة الشاب حسني لم يتم عرضه و فيلم "وجها لوجه" الذي يتناول قضية الحراقة ، بالإضافة إلى كتابة عدة سيناريوهات لمسلسلات تلفزيونية منها "الدليل" .و كان آخر عمل له هو الفيلم الوثائقي "من أليكانت إلى مسعد" ليتفرغ هذه السنة لإنجاز مسلسل تلفزيوني جديد ينتظر عرضه في شهر رمضان القادم أشرف والي ولاية وهران شخصيا نهاية الأسبوع الماضي على إعطاء إشارة انطلاق تصويره، في احتفالية حضرتها النصر فكان لنا هذا الحوار القصير معه. لماذا أشرف الوالي على إشارة انطلاق عملك التلفزيوني الجديد ؟ - ببساطة لأنه منحنا دعما كبيرا ماديا و معنويا و أكاد أقول أنه لولا تدخله لما بدأ العمل.بعد أن اتصل بي المؤلف عمير زوبير القادم من شرق البلاد من أجل تصوير العمل في وهران لوجود جو يلائم تصوير مثل هذه الأعمال فواجهتنا صعوبات مادية كبيرة خاصة مع انعدام ثقافة "السبونسور" . هل تحدثنا عن قصة هذا المسلسل البوليسي الذي اخترت له إسم "الأربعة" ؟ - هو مسلسل تلفزيوني بوليسي من 30 حلقة ،عنوانه "الأربعة" يعني أربعة أصدقاء كانوا يدرسون معا و لكن تفرقهم انشغالات الحياة اليومية ثم تجمعهم الأقدار حيث تتلاقى مصائرهم ، لكن لكل واحد ظروفه ، حيث يتناول العمل عدة قضايا اجتماعية ، أهمها قضية سرقة أعضاء البشر بعد اختطافهم و ركزنا على خطف المجانين و سرقة أعضائهم . العمل ضم 80 ممثلا ،كيف تم اختيار كل هذه الوجوه ؟ - ال 80 ممثل مزيج بين وجوه قديمة منسية ووجوه جديدة تم اختيارها في "كاستينغ "صارم .و من بين الوجوه القديمة أردت تكريمها و إعادتها للتلفزيون الممثلة شهلة و مليكة يوسف ،كواكي ميمون و غيرهم من الممثلين الذين غابوا أو غيبوا عن الشاشة . إذن القدامى سيشرفون على تكوين الجدد ؟ – أركز على أن أبدأ التصوير مع القدامى المحترفين و يحضر الجدد للتكوين الميداني المباشر و بعدها يدمجون شيئا فشيئا . التصوير سيكون في وهران فقط ؟ - حوالي 90 بالمائة من المشاهد في الباهية و أسبوع سنقضيه في مستغانم لتصوير مشاهد أخرى و مدة التصوير ستستغرق 90 يوما. المسلسل تلفزيوني ،فهل تلقيت ضمانات من التلفزيون الجزائري لعرضه ؟ – نعم لدي الموافقة لعرضه في رمضان القادم ،فرغم أنني أثمن تعامل التلفزيون الجزائري بشرط التكفل بالأعمال عندما تكون جاهزة و عدم منحه الأموال لأعمال لم تر النور أبدا ،إلا أنني كنت ضحية التلفزيون في أعمالي السابقة و الآن جاء الفرج .فالفنان بطال إذا لم ينتج و يبيع إنتاجه للتلفزيون . كيف كنت ضحية ؟ –آخر إنتاجي و هو فيلم وثائقي "من أليكانت إلى مسعد" حول ظاهرة الحراقة في إسبانيا ، يقول بأن أوروبا ليست الجنة و نال إعجاب كل من شاهده لم يتم عرضه في التلفزيون الجزائري إلا بعد 6 أشهر من ركنه في درج أحد المكاتب ، و اضطررت لاستجداء سلطات عليا من أجل عرضه رغم أنه يندرج في إطار مكافحة الحرقة و تشجيع الشباب على خدمة الوطن ، فشعرت بإحباط كبير وأنا أرى بأن الجهود التي بذلتها مع مدير التصوير ميموني هواري من أجل إنجازه رغم كل الصعوبات التي واجهتنا قد سقطت في الماء .لم يتعبني التلفزيون وإنما أشخاص فيه و الدليل أن الشريط لم يعاد عرضه في التلفزيون ،و لم نتقاضى مستحقاتنا منذ 8 أشهر . ما شد انتباهي في الشريط هو الإسبان في مسعد ،فكيف كانت الفكرة ؟ – جميل أنك شاهدت الشريط ،لأن كل المساعي التي ذكرتها و العرض كان على الساعة العاشرة ليلا و متزامنا مع مقابلة كروية بين برشلونة و ريال مدريد و اعتقدت أن لا أحد شاهده .المهم أن الفكرة هي لصديق لي يعمل في وزارة الفلاحة ، اقترح علي تصوير شريط عن تواجد شابين من إسبانيا يعملان في الفلاحة بمسعد .و فعلا توجهت هناك و صورت معهما ، هما شاب و شابة هربا من البطالة في بلدهما و تأقلما مع المجتمع .و لما توجهت لإسبانيا لتصوير مشاهد مع أسرتيهما في أليكانت ،راودتني فكرة العمل على الحراقة الجزائريين الذين جاؤوا لإسبانيا للعمل ،و لكن أوضاعهم المزرية ووجودهم دون وثائق منعني من تصويرهم فاكتفيت بتصوير مشاهد لبعض الحراقة ممن يحملون وثائقهم قانونية. هل من مشاريع أخرى مستقبلا؟ –أنوي إنجاز الجزء الثاني من فيلم "وجها لوجه" لمواصلة قصة الحراقة الجزائريين في أوروبا و ظروف عيشهم خاصة مع التحولات العالمية الجديدة و الأزمة المالية ، أحافظ فيه على نفس الممثلين . ما رأيك في تنظيم مهرجان الفيلم العربي بوهران ؟ -أنا إبن وهران و مخرج لكني لم أتلقى دعوة لحضور هذه التظاهرة ، حيث كنت سأشارك بالفيلم الوثائقي الذي سبق ذكره "من أليكانت إلى مسعد ". نعود إلى هواري المطرب ثم التقني في السمعي البصري إلى مخرج ،ما الذي يشدك أكثر ؟ - السينما أولا، و لكن هذا لا يمنعني من ممارسة هوايتي و موهبتي في الغناء الوهراني وقد أنجزت أغنية في هذا الطبع.