مهري يجمع الطبقة السياسية ومختلف الأجيال في جنازته شيع أمس جثمان الفقيد عبد الحميد مهري الوجه التاريخي البارز والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي يحيى بحيدرة ( العاصمة) وسط حضور كبير جدا من رفقاء الفقيد في النضال والجهاد والسياسة، و من المسؤولين السامين في الدولة وشرائح المجتمع الأخرى دون استثناء. حوالي الرابعة والربع من نهار أمس تدخل فرقة من الحماية المدنية حاملة جثمان الراحل عبد الحميد مهري ملفوفا بالراية الوطنية إلى مقبرة سيدي يحيى بعدما أديت عليه الصلاة بالمسجد المحاذي للمقبرة، بينما كانت مساحة هذه الأخيرة مكتظة عن آخرها بالحضور الذين جاءوا لتوديع "حكيم" السياسة الجزائرية إلى مثواه الأخير، كان الحضور قويا وكبيرا، جاءوا من كل حدب وصوب ، جاءوا من مختلف الأركان والزوايا من كافة الشرائح الاجتماعية والمشارب السياسية دون استثناء لتوديع الأستاذ عبد الحميد مهري إلى مرقده الأخير. يتقدم هذا الحضور في جنازة الرجل المحنك رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد الذي بدا جد متأثر وهو داخل سيارته، ورؤساء الحكومات مولود حمروش، رضا مالك، علي بن فليس، جاءوا من مختلف المناصب الوزير الأول أحمد أويحيى، وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والأمين العام للآفلان عبد العزيز بلخادم، مسؤولو المؤسسات الدستورية، عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة، وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني، بوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري شقيق رئيس الجمهورية السعيد بوتفليقة و العديد من أعضاء الطاقم الحكومي، وزراء سابقين قيادات وجنرالات متقاعدين في الجيش على غرار اللواء خالد نزار، اللواء مصطفى شلوفي، العميد عبد السلام بوشارب... كما حضر جنازة الفقيد أمناء عامون سابقين لحزب جبهة التحرير الوطني منهم محمد الصالح يحياوي، بوعلام بن حمودة وعلي بن فليس، وكان حضور الآفلانيين قويا ، لقد جمع الفقيد عبد الحميد مهري أجيالا من مناضلي وإطارات الحزب العتيد من الرعيل الأول إلى الشباب الجديد، لقد وحدهم أمس ولو للحظات فقط، كما حضرت شخصيات سياسية من أحزاب عدة جنازة الرجل الذي يصفه الجميع بالرجل بالسياسي المحنك والمقنع الذي يحاور الجميع جاءوا وجاءوا لتوديع رجل الحكمة والبصيرة الثاقبة، كما هرول إلى المقبرة أيضا إعلاميون ومسؤولي جرائد وطنية وشخصيات مثقفة وغيرهم من المواطنين العاديين. وفي الكلمة التأبينية التي قرأها الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو قال وهو يودع عبد الحميد مهري" نودع اليوم أخا مناضلا ومجاهدا كان بحق علما في مسيرة وطنية مليئة بالتضحيات الجسام وبالمكاسب التاريخية المشهودة"، عبادو الذي استعرض مسيرة سي عبد الحميد مهري النضالية والسياسية على مدى أكثر من 60 عاما قال أيضا" أن كل الرفاق يشهدون لسي عبد الحميد نفاذ بصيرته وقدرته على تحليل الأحداث وتوقع صيرورتها"، وأضاف المؤبن انه على الرغم من انسحاب الفقيد عبد الحميد مهري من مناصب المسؤولية فقد ظل حاضرا في كل النشاطات الفكرية والثقافية التي عرفتها الساحة العربية بصواب تحليله ودقة الاستخلاص. ومما قاله عبادو أيضا في الراحل أن هذا الأخير تبنى دائما الحوار كوسيلة لمعالجة القضايا المصيرية، وقد كان هذا عنوانه يوم أن واجهت البلاد أحلك الظروف في العشرية الأخيرة من القرن الماضي واثبتت الوقائع صواب رأيه، ليخلص إلى القول أن الفقيد عبد الحميد مهري كان بحق أرشيفا حيا من المعطيات المرتبطة بالحياة السياسية الوطنية على مدى 60 سنة.. فما أفدح الخسارة. نشير فقط أن الطبقة السياسية الوطنية برمتها شاركت في توديع الراحل عبد الحميد مهري الهرم السياسي إلى مثواه الأخير، لقد جمع الرجل الإخوة والفرقاء في مماته كما سعى دائما لأن يجمعهم في حياته فكانت التحية الأخيرة كبيرة وكانت الخسارة فادحة كما ترجمتها عيون الجميع. وكان الفقيد عبد الحميد مهري قد توفي أول أمس بالمستشفى العسكري لعين النعجة بعد صراع مع المرض، وسيقيم حزب جبهة التحرير الوطني غدا الخميس تأبينية خاصة على روح الراحل بالمقر المركزي للحزب بحيدرة.