ووري جثمان سفير الجزائر بالمغرب الفقيد العربي بلخير إلى مثواه الأخير أمس بمقبرة زدك ببن عكنون بالعاصمة في جو جنائزي مهيب حضره أفراد عائلته ورفقاء الفقيد ورؤساء جمهورية سابقين ورئيسا غرفتي البرلمان والوزير الأول السيد أحمد أويحيى وأعضاء في الحكومة وقيادات في الجيش الوطني الشعبي، وكذا وزير الخارجية المغربي السيد الطيب الفاسي الفهري والسيد محمد معتصم مستشار الملك المغربي محمد السادس وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. وتحولت مقبرة بن عكنون ظهر أمس الجمعة إلى موطن لقاء لعدد كبير من المسؤولين الحاليين والسابقين في الدولة جاءوا كلهم لإلقاء آخر نظرة على جثمان الفقيد العربي بلخير الذي وافته المنية الخميس الماضي بالمستشفى العسكري عين النعجة بالعاصمة عن عمر ينهار ال72 عاما بعد صراع مع المرض. ووصل جثمان الفقيد إلى مقبرة بن عكنون مباشرة بعد صلاة الجمعة في نعش وضع عليه العلم الجزائري ويتبعه أفراد عائلته. وقامت فرقة عسكرية بتقديم التحية الشرفية قبل أن يتم نقل الجثمان نحو المقبرة التي لم تسع كل الحضور الى درجة أن الطريق المؤدي من ثانوية المقراني إلى الإقامة الجامعية للإناث المحاذي لوزارة الأشغال العمومية تم غلقه بالكامل. وجاء إلى مقبرة بن عكنون لتوديع المدير السابق لديوان الرئيس بوتفليقة ووزير الداخلية في بداية التسعينات رئيس الجمهورية الأسبق السيد الشاذلي بن جديد وهو الذي عرف الفقيد إلى جانبه عندما كان مديرا لديوانه ثم أمينا عاما لرئاسة الجمهورية إلى غاية عام 1989، وضم الوفد المشيع كذلك رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري، والوزير الأول السيد أحمد أويحيى ورئيس المجلس الدستوري السيد بوعلام بسايح والوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح إلى جانب قيادات في المؤسسة العسكرية، وأعضاء في الحكومة من بينهم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم. وتنقلت إلى مقبرة زدك ببن عكنون لتوديع العربي بلخير إلى مثواه الأخيرة وجوه سياسية وقيادات أحزاب، كما غصت المقبرة بمواطني بلدية فرندة بولاية تيارت مسقط رأس الراحل. وأشاد مدير الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع الوطني العميد نذير متيجي في كلمة تأبينية ألقاها بالمناسبة بالخصال الحميدة للراحل، وذكر مناقبه الكثيرة ونضاله من أجل الاستقلال، والعمل الذي قام به خدمة للبلاد طوال تقلده مناصب المسؤولية سواء في الجيش الوطني الشعبي أو في مؤسسات الدولة عندما كان مديرا لديوان رئيس الجمهورية الأسبق السيد الشاذلي بن جديد أو أمينا عاما للرئاسة في فترة الثمانينات، قبل أن يتقلد منصب وزير الداخلية في بداية التسعينات. وقال العميد متيجي أن الجزائر برحيل الفقيد العربي بلخير تكون قد "ودعت بطلا من أبطال الوطن المفدى" وأضاف أن الراحل استجاب لنداء الثورة التحريرية في 1958 للذود على الوطن واسترجاع السيادة، وتقلد بعد الاستقلال مناصب عكست حرصه على مواصلة مسيرة البناء فتقلد منصب رئيس الأركان للناحية العسكرية الرابعة ثم الثانية. وذكر العميد متيجي أن الفقيد العربي بلخير نذر عمره كله في خدمة الجزائر، وكان مثالا للعسكري الملتزم والوطني المخلص، وأضاف "لقد أثبت جدارتك طوال مسيرتك، والموت يخطفك اليوم في وقت البلاد بأمس الحاجة إليك وأن الجيش الذي حلمت به يبكيك اليوم". وذكر العميد متيجي أن الفقيد العربي بلخير كان من بين المدافعين عن الحدود الوطنية وعلى القيم الوطنية الشيء الذي أهله ليكون من أبرز قيادات البلاد ونجح في تكريس فكرة تواصل الأجيال". وأشار إلى أن الراحل استطاع أن يجمع بين خبرته العسكرية وحنكته الدبلوماسية وهذا ما جعله يكسب ثقة الرؤساء واحترام الرفقاء. وفي تصريح للصحافة قال وزير الدفاع السابق خالد نزار أنه عرف الراحل في صفوف جيش التحرير الوطني وكذا خلال الاستقلال وانه يشهد له بكفاءاته العالية وبتفانيه في العمل ووطنيته العالية، وأضاف أنه كان رجل دولة بأتم معنى الكلمة وأفنى روحه في خدمة الجزائر وأنه كان دوما يفضل أن يبقى في "الظل" وذلك بالنظر الى المسؤوليات التي تقلدها في هرم الدولة.