أغلب ضحايا المفرقعات يعانون من طنين الأذن المزعج مدى الحياة أكدت الدكتورة نوال حنيدر مختصة في أمراض الأذن، الأنف و الحنجرة تزايد حالات المرضى الذين يعانون أعراض الطنين المزعجة ، جرّاء شدة الدوي الذي يحدثه انفجار المفرقعات، مشيرة إلى تسجيل قرابة 10حالة تمزّق على مستوى طبلة الأذن بكل مناسبة ذكرى المولد النبوي، التي تحوّلت إلى مناسبة للحوادث الخطيرة، و التي يستعد لها الأطباء بمختلف المصالح الإستعجالية الحساسة. و حذرت الطبيبة بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة من الدوي الذي تحدثه المفرقعات خاصة إذا كانت شدة الصوت تتراوح بين 90و 100دسيبيل، لما ينجم عنها من أعراض خطيرة على مستوى حاسة السمع، موضحة بأن أكثر ضحايا الرشق بالمفرقعات يصابون بطنين الأذن الذي و إن لم يعتبر مرضا فإن أعراضه تبقى مزعجة و تثير قلق من يعاني منها، و قد تستمر معهم مدى الحياة لانعدام علاج فعال لها. و أشارت إلى خطر تزايد حالات تمزّق طبلة الأذن لدى فئة المراهقين بشكل خاص في المولد النبوي، بسبب عدم تقدير الكثيرين من مستعملي هذه الألعاب لخطورتها على صحتهم، مؤكدة استقبال مصلحة أمراض الأذن، الأنف و الحنجرة الكثير من الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 9و 14سنة و الذين يشتكون جميعا من أعراض متشابهة تظهر في شكل طنين أو صوت مزعج لا يسمعه إلا المتعرّض لضوضاء شديدة :"أكثر المرضى يتحدثون عن"زف"في الرأس (طنين) ناجم عن تعرضهم لرشق بالمفرقعات و التي غالبا ما تنفجر قرب الرأس" تقول محدثتنا التي ذكرت بعض حالات الأطفال الذين أخضعوا لعمليات جراحية دقيقة أو متابعة مكثفة جراء تمزق طبلة الأذن تحت تأثير الدوي. و أوضحت بأن بعض الضحايا لا يلجأون إلى الطبيب إلا بعد تضاعف صوت الطنين و استمراره أكثر من يومين كما هو حال أحد الأطفال البالغ من العمر 11سنة الذي تأثر بدوي انفجار مفرقعات ذات الحجم الكبير قرب أذنه، لكنه لم يدرك خطورة ذلك إلا بعد مرور ثلاثة أيام، ليتبيّن بعد الفحص الطبي إصابته بتمزق في طبلة الأذن، مما استلزم إخضاعه لعملية جراحية لترقيعها. و تحدث عدد من الأطباء عن خطورة الضوضاء المتزايدة في مناسبة المولد نتيجة الاستعمال غير العقلاني لكميات كبيرة من الألعاب المتفجرة و على رأسها المفرقعات التي لا تؤثر فقط على سمع مستعمليها و إنما على جميع الأشخاص المتواجدين بالأماكن القريبة منها و بشكل خاص الأشخاص المسنين الذين يعانون من مشاكل في السمع يزيد الدوي المزعج من حدتها. و عن خطورة الطنين نصح الأطباء ضحايا الرشق بالمفرقعات عدم التهاون بأعراضه أو إهمالها لخطورتها مع مرور الوقت، و ألحوا على ضرورة الخضوع للفحص المعتمد على مخطط وقياس للسمع و إجراء صور مقطعية أو صورة رنين مغناطيسية للأذن إذا استوجب الأمر، لأهمية ذلك من أجل رفع نسبة أمل علاجه، خاصة و أن الأدوية الموجودة حاليا لم تثبت نجاعتها في شفاء الطنين بنسبة مائة بالمائة، إلا في حالات ضئيلة جدا، حيث يبقى الكثيرون يعانون منه مدى الحياة و هو ما يسبب لهم حالة قلق مستمرة تؤثر على حالتهم النفسية بشكل واضح. و لتجنّب فقدان مشاكل السمع في ظل تضاعف الحوادث الخطيرة الناجمة عن الألعاب النارية لا يبقى أمام المنزعجين من الظاهرة سوى التزّود بعازلات الصوت طيلة فترة الاحتفالات التي فقدت بعدها الديني بسبب طيش الكثيرين.