تواصل المنابع الحموية بالمدينة السياحية حمام دباغ بقالمة، تشكيل المزيد من البدائع الهندسية، غير آبهة بعدوان الزلازل الذي أصابها بالكثير من الندوب و الشروخ الغائرة، و لم يتوقف عن إلحاق الأذى بواحدة من أجمل المعالم السياحية بالجزائر، لكنها ظلت صامدة منذ عقود طويلة، و كلما تصدعت و فقدت بعضا من جمالها المتفرد تعود إلى الحياة من جديد. بعد زلزال أفريل 2021 بدأت منابع مائية جديدة تتدفق بقوة و حرارة على جانب الشلال الشهير، الذي أصيبت واجهته الجميلة بندوب و انهيارات كلسية، و غارت بعض المنابع التي كانت تغذيه، و حبس سكان الجوهرة السياحية و زوارها الأنفاس، خوفا على هذا المعلم السياحي النادر، لكن المنابع الجديدة بددت تلك المخاوف، و شكلت شلالات ناشئة على الجانب الشرقي للشلال القديم، و لم تتوقف هذه الكائنات الجيولوجية الصغيرة عن التوسع و النمو، مكتسحة المزيد من مساحات السمار و الصخور البركانية الأسطورية، في مشهد طبيعي مثير، لم يتعود عليه سكان المدينة و زوارها منذ عقود طويلة. في غضون أشهر قليلة تحولت الشلالات الناشئة إلى مقصد للسياح الذين عادوا بعد رفع القيود التي فرضتها جائحة كورونا منذ مارس 2020، و بدأت هذه الكائنات الكلسية الجميلة، تسرق بعض الشهرة من أبيها الأكبر، فالوصول إليها أسهل، و منظرها ناصع متعدد الألوان و جذاب، و ملمسها ساحر و ممتع، و بإمكان الزائر أن يسير فوقها بحذر، و يشاهد عن قرب كيف تتدفق المنابع الحارة من أعماق الأرض البعيدة. و تبني المياه المعدنية الساخنة تلك الشلالات الجميلة طبقة فوق طبقة، باللون الأبيض الناصع، و البني و الأخضر و الأصفر، و البرتقالي، و كأنها ألوان الطيف، يمكن مشاهدتها من وراء السياج المعدني حامي المعلم السياحي الشهير. و يتوقع المهتمون بشؤون الشلال و السياحة بالمنطقة، نموا سريعا للشلالات الناشئة، إذا استمر تدفق المنابع المغذية لها بتنفس القوة، مؤكدين بأن شلالا أكبر يتشكل الآن على الجهة الشرقية للمعلم القديم. و يبذل الموظفون العاملون بمحمية الشلال المزيد من الجهد لتنظيم جريان المياه الساخنة، و تغذية الشلالات الناشئة، حتى تنمو و تأخذ أشكالا هندسية جميلة، قد تتحول إلى مقصد رئيسي للسياح الشغوفين بالسير فوق الكلس الناعم، و سماع الخرير، و استنشاق البخار الساخن، و التقاط صور تذكارية جميلة، مع واحدة من إبداعات الطبيعة بالجزائر. حرارتها الثانية في العالم بعد شلالات إيسلندا تصنف حرارة منابع حمام دباغ بالجزائر، الثانية في العالم ، بعد منابع شلالات إيسلندا ، و تمثل عصب السياحة الحموية في البلاد، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من التطوير، و البنية التحية القوية كالفنادق و الطرق و المواصلات، و المحيط العمراني الملائم. و قد بدأ الشلال الكبير يتعافى من زلزال أفريل 2021 ، و بدأت تلك الندوب تختفي من على واجهته الرئيسية بسرعة، بعد أن عادت المياه الكلسية الساخنة إلى التدفق من جديد على مواقع الانهيارات. و فتح المعلم السياحي الشهير أبوابه من جديد أمام السياح، بعد اغلاق طويل بسبب الزلزال و الجائحة، التي ألحقت أضرارا بالغة بقطاع السياحة الحموية بولاية قالمة.