آلاف السياح يتدفقون على الجوهرة السياحية بقالمة تدفق آلاف السياح، القادمين من مختلف مناطق الوطن، على الجوهرة السياحية حمام دباغ بقالمة، يومي الخميس و الجمعة، بعد ركود كبير ميز موسم الربيع هذه السنة، ناجم عن إغلاق محيط الشلال الشهير، بسبب أشغال التهيئة التي يتوقع أن تنتهي في غضون الشهرين القادمين. انتشر طوفان بشري كبير بمحمية العرائس الأسطورية، للتمتع بجمال الصخور البركانية العجيبة التي تغطي مساحة كبيرة من المدينة الحموية الشهيرة، و أبدى السياح تشوقا كبيرا لملامسة الصخور، التي ظلت مصدرا لأساطير خرافية قديمة. و تعد الصور التذكارية مع الكائنات البركانية الجميلة حلم كل زائر للمنطقة، إلى جانب المنابع الحارة و الحدائق و الشلال الكبير الذي أغلق منذ أكثر من سنة لإنجاز عملية تهيئة كبرى، يعول عليها كثيرا لبعث السياحة بالمنطقة، و جلب مزيد من السياح، و الأموال التي تسمح بصيانة المعالم السياحية و حماية الحدائق و تشغيل أنظمة الإنارة. و استمتع الأطفال الصغار بأوقات جميلة بين الصخور البركانية، و المساحات الخضراء التي انتعشت أخيرا ، بعد الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة مؤخرا. و استقطبت منصات الألعاب، المتواجدة قرب مركب حمام الشلالة المعدني، عددا كبيرا من الزوار، الذين قضوا ساعات طويلة وسط الفضاءات الخضراء، التي أنستهم متاعب الحياة اليومية و ضغط المدن. و عرفت هذه المنصات نشاطا مكثفا خلال اليومين الماضيين، إلى جانب معرض الصناعات التقليدية و الحرف الذي يقام كل ربيع، و يستقطب عشرات الحرفيين القادمين من مختلف مناطق الوطن، لعرض منتجاتهم التقليدية للسياح، و المساهمة بفعالية في تنشيط السياحة بولاية قالمة التي تنام على كنوز طبيعية و أثرية تؤهلها لتكون قطبا سياحيا رائدا خلال السنوات القادمة. و انتشر باعة الهدايا التذكارية، و المصورون حول الشلال المغلق، لتقديم خدماتهم للزوار، و تنشيط أيام ربيع الشلال، التي ظلت تقليدا راسخا منذ فجر الاستقلال، و تعد مناسبة لإنعاش اقتصاد المدينة، و مساعدة سكانها على تحسين ظروفهم الاجتماعية المتردية. و قد عرفت مطاعم المدينة حيوية كبيرة في نهاية عطلة الربيع، و استقطبت عددا كبيرا من السياح، رغم الارتفاع الملحوظ للأسعار. و تعد أطباق الشواء الأكلة المفضلة بالمدينة السياحية حمام دباغ، و لا يكاد مطعم يخلو من هذه الأكلة الشعبية التي ظلت مرتبطة بقطاع السياحة الحموية منذ سنوات طويلة، إلى جانب البيض الذي يحضر بالمنابع الساخنة، و يقدم للسياح كأطباق تقليدية شعبية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمنابع الحموية الشهيرة، التي تتجاوز حرارتها 97 درجة مئوية في كل الفصول. و وضعت مصالح الشرطة و الدرك الوطني مخططا خاصا بموسم ربيع الشلال، انطلاقا من الطريق الوطني 20، إلى غاية وسط المدينة، لتأمين الحشود و تنظيم حركة السير، حتى لا يقع الازدحام و تنغلق مداخل المدينة و الطرقات المؤدية إلى المعالم السياحية الشهيرة، كالشلال، محمية العرائس، مركب الشلالة، بحيرة بئر بن عصمان، السد الكبير و منصات الألعاب و الفنادق و الفضاءات التجارية. و عبر السياح عن أسفهم لعدم تمكنهم من زيارة الشلال الشهير هذه السنة، مؤكدين بان حلم كل سائح يأتي إلى قالمة هو رؤية التحفة الطبيعية النادرة عن قرب، و ملامسة النوازل الكلسية الجميلة، و المياه الساخنة، و التقاط صور تذكارية جميلة تؤرخ للزيارة و تبقى ذكرى من بلاد السحر و الجمال. و يراهن المهندسون المشرفون على مشروع تهيئة محيط الشلال على إخراج تحفة جميلة، تزيد من روعة المكان، و تثير إعجاب السياح القادمين من داخل الوطن و من خارجه، و بدأت ملامح المشروع الكبير في الظهور من خلال الجسور الجميلة و المساحات الخضراء و الساحات الواسعة التي تقرر تخصيصها للراجلين فقط، و لم يعد بإمكان السيارات الاقتراب من الشلال كما كان عليه الحال قبل انطلاق المشروع. و يسابق المهندسون الزمن لوضع آخر اللمسات على ما وصوفه بالتحفة الفنية الجميلة، و فتح المعلم السياحي الشهير أمام السياح المتشوقين إلى ألوانه الجميلة، و مياهه الساخنة و بخاره الكثيف، الذي يحجب الرؤية و يزيد من روعة المعلم الطبيعي النادر. و يحاول أصحاب المطاعم بمدينة حمام دباغ تقديم أحسن الخدمات للسياح و التحكم في الأسعار و مواجهة الحملة القوية التي تستهدفهم على مواقع التواصل الاجتماعي، و كثفت وسائل النقل من نشاطها بين حمام دباغ و مدينة قالمة، لنقل المئات من السياح، و إعادتهم على منازلهم عندما يحين موعد العودة إلى الديار، بعد يوم جميل بين أحضان الطبيعة و المعالم النادرة.