ارتفعت أسعار النفط، أمس الجمعة، في ظل وجود مخاوف من استمرار تراجع المعروض في الأشهر المقبلة و ارتفاع الطلب على النفط واعتبر خبراء ومحللون، أن الأسعار، ستشهد ارتفاعا في الأشهر المقبلة، مع التعافي من جائحة كورونا وتحسن النمو الاقتصادي العالمي، وتوقعوا أن تصل إلى معدلات قياسية خلال العام المقبل ، حيث سيصبح الطلب أكثر من العرض لأول مرة. تواصل ارتفاع سعر برميل النفط، أمس، حيث قفزت العقود الآجلة لمزيج «برنت»، فوق معدل 84 دولارا للبرميل، وبذلك يكون المزيج قد سجل أعلى مستوى منذ أكتوبر 2018 ، فيما تم تداول الخام الأمريكي «غرب تكساس الوسيط»، فوق سقف 82 دولارا للبرميل، وفقا لما أظهرته التداولات. ويأتي هذا الارتفاع في أسعار النفط، في ظل مخاوف بشأن شح المعروض، بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن إنتاج النفط الخام في الولاياتالمتحدة، أكبر منتج في العالم، سينخفض في عام 2021 أكثر مما كان متوقعا في السابق قبل أن يعاود الارتفاع في 2022 ، ضف إلى ذلك زيادة التوقعات بالتحول إلى المنتجات النفطية في ظل الارتفاع الشديد في أسعار الغاز الطبيعي والفحم وانتعاش الطلب على النفط مع بداية التعافي من جائحة كورونا. كما أشار محللون إلى انخفاض حاد في مخزونات النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لتسجل أدنى مستوى لها منذ 2015. من جانب آخر، أشار تقرير أوبك الشهري، إلى تراجع توقعات نمو الطلب على النفط خلال العام الجاري لتصبح 5.82 مليون برميل يوميا بعد أن كانت التوقعات تشير إلى تسجيل 5.96 مليون برميل يوميا. واعتبر الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» محمد باركيندو، أن سوق النفط تواجه وضعا ضبابيا بسبب جائحة كورونا. ومن جانبه، رجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال بلوغ أسعار النفط مستوى 100 دولار للبرميل. ويرى الخبراء، أن أسعار البترول، ستواصل الصعود في الأشهر المقبلة ، ومن الممكن أن تتخطى عتبة ال100دولار للبرميل في العام المقبل. وأوضح الخبير الاقتصادي البروفيسور محمد حميدوش في تصريح للنصر، أن أسعار النفط ستواصل الارتفاع في الأشهر المقبلة، لتقارب معدل 100دولار للبرميل مع نهاية العام الحالي ، فيما توقع أن تصل الأسعار إلى 200 دولار للبرميل، خلال شهري جويلية وأوت 2022 . وأضاف أن سعر البترول صعد بسرعة وعرف ارتفاعا قياسيا خلال العام الجاري، حيث شهد ارتفاعا بنسبة 280 بالمئة في أقل من سنتين . وأرجع أسباب تحسن الأسعار إلى تراجع استثمارات المنتجين في قطاع النفط، خلال 10 سنوات الأخيرة ، نظرا لانخفاض الأسعار بعد 2011 ، مما جعل قدرات الإنتاج عند الصناعيين تنخفض بأكثر من النصف والتي كانت في وقت سابق ضخمة وقادرة على مرافقة الطلب العالمي ، كما أن هذه الشركات تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول العالم في أزمة صحية جراء انتشار جائحة كوفيد19 وهو ما جعل هذه الشركات تتوقف في ميدان الاستكشاف و الاستغلال وتتخلى عن استغلال بعض الآبار وهو ما يجعل هذه الآبار تفقد طاقتها الإنتاجية وهو ما يتطلب استثمارات جديدة عند الرجوع إليها ، مضيفا أن منظمة «أوبك»، ستكون أكثر تفتحا بالنسبة للطلب العالمي وذلك بزيادة حصص الدول المنتجة ، مشيرا إلى زيادة الطلب العالمي، ويرى أنه الآن نتوجه إلى عدم قدرة الشركات البترولية للاستجابة للطلب العالمي بعد 2022، حيث يصبح الطلب أكثر من العرض لأول مرة . ومن جهة أخرى، أبرز الخبير الاقتصادي، أهمية قيام الجزائر باستثمارات جديدة في مجال استكشاف النفط ، بما فيها استثمارات للبحث واستغلال المحروقات على مستوى شمال البلاد . ومن جانبه، توقع الخبير الاقتصادي الدكتور مبارك مالك سراي، استمرار ارتفاع أسعار البترول لتصل إلى مستوى 100 دولار للبرميل مع نهاية العام الحالي، في ظل تحسن النمو الاقتصادي العالمي وهو ما يزيد من حجم الاستهلاك بالنسبة للنفط . واعتبر الدكتور مبارك مالك سراي في تصريح للنصر، أمس، أن هذا الارتفاع في أسعار النفط، بالإضافة الى ارتفاع أسعار الغاز ، سينعكس إيجابا على الخزينة العمومية ، مضيفا أن نسبة إنتاج الجزائر من النفط زادت قليلا وهو ما سيحقق مداخيل إضافية، وتوقع الخبير الاقتصادي، أن تصل مداخيل الجزائر من المحروقات52 مليار دولار في سنة 2022 . و للتذكير ، فقد قرر تحالف «أوبك+» في الاجتماع الأخير، التعديل التصاعدي الاجمالي للإنتاج الشهري بمقدار 400 ألف برميل يوميا لشهر نوفمبر، وفي هذا الإطار سيرتفع مستوى إنتاج الجزائر من النفط من 942 ألف برميل في اليوم خلال الشهر الحالي إلى 952 ألف برميل في اليوم في شهر نوفمبر 2021. وسجلت أسعار الخام المرجعي الجزائري، «صحارى بلاند» ارتفاعا ب 2.80 دولار في شهر سبتمبر الأخير. وأوضحت منظمة « أوبك» في تقريريها الشهري، أن المتوسط الشهري لسعر الخام الجزائري قد انتقل من 71.05 دولارا للبرميل في شهر أوت الأخير إلى 73.85 دولارا في سبتمبر، أي بارتفاع بنسبة 3.9 بالمئة.