انطلقت، عشية أمس الأول، أول عملية تصدير لشحنات من مادة الكلور، من قبل شركة متخصصة في صناعة المواد الكيمائية بالمنطقة الصناعية مشتة فطيمة بولاية برج بوعريريج، حيث انطلقت شاحنات محملة بحوالي 65 طنا من هذه المادة نحو كل من دولتي تونس و ليبيا. و أكد مسير الشركة الخاصة، خلال إشراف السلطات الولائية على إعطاء إشارة انطلاق الشاحنات المعبأة بمادة الكلور نحو الدولتين الشقيقتين، في إطار الاحتفالات المخلدة لعيد الثورة التحريرية، أن التوجه إلى التصدير جاء بعد تمكن المؤسسة من مضاعفة إنتاجها و تغطية احتياجات السوق الوطنية، ما سمح بتوفير فائض من الإنتاج سيوجه إلى الأسواق الخارجية و على رأسها دول الجوار، لسهولة نقل المواد الكيمائية برا بالشاحنات و القدرة على المنافسة بهذه الأسواق في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة، مشيرا إلى نقل شحنة من مادة الكلور بكمية قدرها 24.8 طنا نحو تونس، و حوالي 40 طنا نحو الأسواق الليبية. مضيفا أن تنويع المنتوج و مضاعفة كمياته لم يكن ليتحقق لولا تكفل السلطات الولائية بانشغالات المستثمرين على مستوى المنطقة الصناعية مشتة فطيمة و رفعها لعديد العراقيل مع تذليل بعض الصعوبات مؤخرا، خاصة ما تعلق منها بتلبية احتياجات الوحدات الصناعية من المواد الطاقوية على غرار الكهرباء والغاز الطبيعي، في حين كان مطلب توصيل هذه الشبكات و التأخر في تجسيده من بين أهم العراقيل التي أخرت العديد من المشاريع، بما فيها مشروعه الاستثماري الذي تجسد بصعوبة، و عرف توسعا و دخول حيز النشاط و الخدمة بقوة بعد توصيل مختلف الشبكات، و التهيئة الظرفية للطريق بالحصى، بعدما كان التنقل إلى الوحدة الصناعية محفوفا بالمتاعب و الصعوبات، في ظل تدهور وضعية المسالك خصوصا خلال فترات التساقط، أين تغمر مياه الأمطار أجزاء من الطرقات، مخلفة بركا مائية و انتشارا للأوحال و الطين على طول المسلك، ما يتسبب في صعوبة الحركة وتوقفها في أحيان كثيرة، لتجنب مشقة التنقل بالشاحنات و مختلف المركبات وسط مسالك موحلة . و أضاف أن المصنع الذي شيده بالمنطقة الصناعية مشتة فطيمة الواقعة بإقليم بلدية الحمادية جنوب ولاية برج بوعريريج، يعد ثاني مصنع على مستوى قارة افريقيا، بطاقة انتاج تصل 18 ألف طن سنويا و يتنوع منتوج الشركة في المواد الكيميائية المستعملة في نشاطات تنقية السدود و المجمعات المائية على غرار مادة الكلور و مواد أخرى منها الأحماض و نترات الصوديوم و حمض السيتريك، على أن يتم توسيع قائمة المنتوجات لتشمل مواد أخرى خلال السنوات القادمة، بالاستفادة من تجربة العمال واطارات الشركة و تجربتها في السوق المحلية والدولية، مشيرا إلى تشغيل أزيد من 400 عامل في مناصب دائمة وغير مباشرة، وتكوين عديد الاطارات بالاستعانة بخبرات وعمال أجانب. من جانبه، أكد والي برج بوعريريج، خلال اشرافه على اطلاق عملية التصدير، أن مصالحه اطلقت عملية لتطهير مدونة الاستثمار، فضلا عن تفعيل دور اللجنة الولائية لمتابعة المشاريع الاستثمارية، في مرافقة المستثمرين والقضاء على العراقيل، أين كان لها زيارات ميدانية ولقاءات مباشرة مع أصحاب المشاريع، للاطلاع على انشغالاتهم ورصد أهم المشاكل والعراقيل، التي تم التكفل بأغلبها، مستدلا بمرافقة شركة دوداح لصناعة و إنتاج المواد الكيميائية ما سمح لها بدخول دائرة الإنتاج و التصدير، بعدما كانت تعاني إلى وقت غير بعيد من مشاكل عديدة، كان من أهمها النقص الحاد في المياه، على الرغم من أن هذه المادة تعتبر من أهم المكونات للتصنيع، فضلا عن تأخر ربط المصنع بمختلف الشبكات بما فيها الغاز الطبيعي والكهرباء، قبل أن يتم التكفل بجميع هذه الانشغالات، الأمر الذي ساعد حسب ما أكده الوالي على بعث نشاط المؤسسة ودخولها مرحلة الانتاج، واسهامها في توفير المواد المصنعة وتغطية السوق الوطنية بها، بعدما كانت تستورد كميات هامة منها من الخارج، فضلا عن بلوغها مرحلة التصدير، مشيرا إلى أن بلوغها لهذه المرحلة من النضج، يعد مؤشرا ايجابيا لتطور المؤسسة ونجاحها، و هو ما تصبو إليه السلطات وتعمل على توسيع دائرته لباقي الوحدات الصناعية، في اطار تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية للتشجيع على الاستثمار و تنويع الصادرات خارج قطاع المحروقات.