وضعت الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية القادمة الحث على التوجه إلى مراكز الاقتراع للتعبير عن الأصوات، وإقحام المواطنين في تسيير الشأن المحلي ضمن أولويات الحملة الانتخابية في أسبوعها الثاني، مع الحرص على تقديم وعود عملية قابلة للتنفيذ وتفادي الشعارات الرنانة. تدخل الحملة الانتخابية للاستحقاقات المحلية التي ستجري يوم 27 نوفمبر الجاري أسبوعها الثاني، ومع تقدم عمر الحملة سارعت التشكيلات السياسية المشاركة في العملية إلى رفع وتيرة العمل والنشاط الميداني، لاستقطاب الناخبين، معتمدة على خطاب واقعي يطرح الانشغالات اليومية للمواطنين، من تنمية محلية وتحسين للمرفق العمومي. وأمرت في هذا السياق قيادة حركة مجتمع السلم إطاراتها وأعضائها القياديين بالنزول بكثافة خلال هذا الأسبوع إلى الولايات لتنشيط تجمعات شعبية، والقيام بخرجات ميدانية عبر مختلف البلديات ، قصد التقرب من المواطنين والسماع لانشغالاتهم واهتماماتهم. وتعول حمس على الأسماء التي اختارتها ضمن قوائم المترشحين لتعزيز حظوظها في الفوز بأكبر عدد من المقاعد بالمجالس المحلية، حسبما أفاد به العضو القيادي في الحركة عبد الرحمان بن فرحان، الذي أكد بأن شعار حمس لهذه الانتخابات «تسيير راشد وتنمية عادلة، سيتم تحقيقه حرفيا في حال الفوز في هذه الاستحقاقات. ويضيف المصدر بأن المرشحين سيحرصون على شرح هذا الشعار، الذي يقصد به ضمان تنمية عادلة غير منحازة لأي بلدية أو حي أو عرش، بالاعتماد على إطارات ذات كفاءة ونظافة اليد، ودون إقصاء بالتعاون مع الطاقات التي تزخر بها كل البلدية، إلى جانب المجتمع المدني. وجعلت من جهتها جبهة القوى الاشتراكية من إقحام المواطنين في تسيير الشأن المحلي، وتفعيل المجالس البلدية، وتحفيز المجتمع المدني على تقديم يد العون للمنتخبين المحليين في تنفيذ البرامج والمشاريع، محاور أساسية للحملة الانتخابية في أسبوعها الثاني، إلى جانب التأكيد على أهمية التضامن المحلي للنهوض بالبلديات التي تفتقر للجباية المحلية. ويعتزم الحزب خلال هذا الأسبوع تجنيد إطاراته ومرشحيه، رافعين شعار الديمقراطية التشاركية كأسلوب تسيير فعال لتحقيق التنمية المحلية، عبر جعل المواطن محورا للبرامج التنموية والاقتصادية للبلديات، وهدفا لها في ذات الوقت. ويؤكد في هذا السياق المكلف بالإعلام بالنيابة للأفافاس هشام زعنابي «للنصر»، بأن تجسيد الديمقراطية التشاركية سيكون فعلا وليس قولا، عبر إقحام المواطنين والحركة الجمعوية في تجسيد القرارات لتعزيز النسيج الاجتماعي، لا سيما وأن الطاقات المحلية موجودة، يبقى فقط وفق المتحدث، توفير الظروف الملائمة لها لتحفيزها على المشاركة في تجسيد البرامج والسياسيات المحلية. وبالنسبة لرئيس حزب صوت الشعب لمين عصماني، فإن الشعارات المتعلقة بالتشاركية والحوكمة والتنمية المحلية يجب أن تترجم على أرض الميدان، بتوفير الوسائل والإمكانات لتجسيدها، وهو ما سيسعى الحزب للتأكيد عليه في التجمعات الشعبية والعمل الجواري، فضلا عن اقتراح مبادرات عملية لتحسين المرفق العمومي، وتقديم خدمات نوعية للمواطنين. ويعد تجسيد الحكومة الإلكترونية تحت شعار «صفر أوراق» بمصالح الحالة المدنية، النقطة الجوهرية التي سترتكز عليها الحملة الانتخابية لهذه التشكيلة السياسية خلال الأيام القادم، إلى جانب مراجعة قانون الولاية والبلدية لتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين، واستعادة مكانة وهيبة المجالس المحلية. ويعتزم الحزب أيضا اقتراح مبادرة تشاركية ذات أبعاد اقتصادية، لتعزيز التعاون ما بين البلديات ذات مداخيل جبائية، والبلديات التي تفتقر إلى مصادر، بهدف خلق الثروة ومناصب شغل، ويعتقد رئيس حزب صوت الشعب بأن تقديم مقترحات بناءة وقابلة للتجسيد يعد عاملا محفزا للناخبين للإدلاء بأصواتهم، والقضاء على ظاهرة العزوف، قائلا إن الجزائر يبنيها الجميع، وهي اليوم بأمس الحاجة إلى كافة أبنائها. ويعتقد العضو القيادي في حزب جيل جديد حبيب براهمية بأن التصويت بورقة بيضاء أهون وأفضل من عدم المشاركة في الانتخابات القادمة، لذلك سيحرص الحزب خلال ما تبقى من الحملة الانتخابية على شرح أهمية الإدلاء بالأصوات، لاختيار الأنسب والأفضل لتسيير الشأن المحلي، معتقدا بأننا تجاوزنا تلك المراحل التي كان المواطن يقوم فيها بدور المتفرج.