يشهد حي الصنوبر بمدينة قسنطينة، اهتراء للطرقات وغياب النظافة إضافة إلى نقص في المرافق الخدماتية، فيما يحذر السكان من خطر انهيار الابتدائية الوحيدة بعدما ازدادت وتيرة التشققات على مستواها. و وقفنا يوم أمس، بهذا الحي الشعبي المعروف ب «الشالي»، على انكسارات في الطرقات الداخلية وامتلائها بالحفر، ما أدى إلى عرقلة حركة الراجلين والمركبات، وقال سكان إن المسالك الرئيسية تصبح زلقة في فصل الشتاء بسبب الأوحال وتجمّع المياه، ما يشكل خطرا على سائقي السيارات والشاحنات، نظرا لكون المنطقة تقع في منحدر. و رصدنا أيضا، انتشارا كبيرا للأوساخ التي تنبعث منها روائح كريهة، على طول جانبي المدخل الرئيسي للحي، وفي عديد المسالك الواقعة داخل المجمعات السكنية، إضافة إلى تسربات لمياه الصرف الصحي من قناة بالقرب من مسجد «عائشة أم المؤمنين» و التي تمتد لمسافة طويلة، فيما يقول السكان إن هذا الوضع مسجل منذ أكثر من سنتين ويتخوفون من انتشار الأمراض و الأوبئة وسط الأطفال الصغار الذين يلعبون بجوار المكان، مطالبين بالتدخل قبل أن تتفاقم الأوضاع مع نزول الأمطار بغزارة و وصول مياه الصرف إلى المنازل المجاورة. من جهة أخرى، ذكر مواطنون أنهم يعانون من انعدام التهيئة، حيث اضطروا في كثير من الأحيان إلى إنجاز أماكن لرمي القمامة، وتعبيد بعض المسالك، إضافة إلى إدخال أعمدة كهربائية، وشق طريق صغير أشبه بالجسر فوق قناة الصرف الصحي لتسهيل الدخول إلى المجمع السكني المقابل لمدخل المسجد وللحفاظ على سلامة الصغار، وكل ذلك من أموالهم و بمجهوداتهم الخاصة. كما يطرح السكان، مشكل غياب المحلات التجارية بالمنطقة ما يجعلهم يتنقلون إلى أماكن مجاورة للتبضع وشراء أبسط المستلزمات، ناهيك عن غياب المرافق الضرورية الأخرى مثل عيادة صحية وفضاءات الترفيه واللعب. توجهنا إلى المدرسة الوحيدة بالحي وهي ابتدائية «المسعودي للبنات»، و وقفنا على التدهور الكبير الذي تشهده المؤسسة، حيث أنها لا تتوفر على تدفئة، ناهيك عن ظهور تشققات كبيرة أدت إلى اهتراء على مستوى الأرضية و الجدران و الأسقف، لدرجة وقوع أجزاء من السقف في بعض القاعات، رغم ذلك، فإن الأطفال يدرسون بها. ويتخوف الأولياء من انهيار المدرسة على رؤوس أبنائهم في أية لحظة، خاصة بعد أن سقط جزء من السقف في إحدى المرات، كما تحدثوا عن غياب النظافة في الأقسام والمراحيض التي تمتلئ بالمياه في الأجواء الممطرة منبعثة منها روائح كريهة، وأضافوا أن المؤسسة تعرف انتشارا للحشرات الضارة، زيادة على ظهور الفئران و حتى الأفاعي، وهي كلها مشاكل يقول الأولياء إنها أثرت على نفسية التلاميذ وقدرتهم على الاستيعاب. ودعا السكان، السلطات المحلية من أجل التدخل وإعادة تهيئة وتعبيد الطرقات وتنظيف البالوعات، إضافة إلى إنجاز المرافق الضرورية، و ترميم الابتدائية، مع استكمال أشغال البناء المتوقفة على مستوى ابتدائية «بورصاص نوار».