استعجل سكان الحي القصديري المعروف ب”الأكراد” ببلدية الكاليتوس، السلطات المحلية والولائية، الالتفات لوضعيتهم السكنية المزرية وترحليهم إلى سكنات لائقة تضع حد لمخاوف انهيار سكناتهم بفعل درجة الاهتراء التي طالتها السنوات الأخيرة وتتزايد بقدوم فصل الأمطار، مشددين على ضرورة الالتفات لوضعيتهم عقب الانتهاء من ترحيل حي الرملي. أخرجت عملية الترحيل الأخيرة التي تم اطلاقها الأسبوع الماضي بالعاصمة حي الأكراد المشيد من الصفيح والكائن ببلدية الكاليتوس، للمطالبة بدورهم في نيل الشقق اللائقة بدلا من العيش مع هاجس انهيار أكواخ القصدير بتواصل هطول الأمطار وتتابع الهزات الأرضية بين الحين والآخر، ناهيك عن غياب أدنى متطلبات العيش الكريم، على غرار جملة من المشاكل والنقائص التي يعرفها الحي، والتي ساهمت في معاناتهم المستمرة منذ سنوات، مطالبين السلطات بترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال، وأوضحوا أن أكبر هم يؤرقهم تواجدهم بتلك السكنات الهشة الآيلة للانهيار في أي لحظة، جراء التصدعات الكبيرة والتشققات التي تشهدها جدرانها واهتراء أسقفها، وتسربات مياه الأمطار إلى داخلها، ناهيك عن إصابة العديد من قاطني الحي بأمراض مزمنة جراء الرطوبة العالية. كما يعاني هؤلاء من مشاكل أخرى، أولها انعدام كل متطلبات الحياة الكريمة من غياب شبكة الصرف الصحي بالحي، الغاز الطبيعي والمياه الشرب، مشكل اهتراء الطرقات وغياب الإنارة العمومية التي ساهمت في انتشار الاعتداءات والسرقة بشكل خطير. وما زاد في تأزم الوضع، حسب تصريحاتهم، تسرب المياه القذرة التي تجري عبر مسالك الحي إلى بيوتهم، التي باتت تشكل إزعاجا كبيرا لهم نتيجة المياه القذرة التي تتجمع بالحي، والتي بدورها تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وتنذر بأوبئة وأمراض لا تعد ولا تحصى خاصة في فصل الصيف، حيث تصبح الأوضاع كارثية مع انتشار النفايات المتراكمة في أركان الحي، فالنفايات والأوساخ أصبحت تشكل ديكورا مميزا مسببة أمراض مزمنة لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية والربو والأمراض الجلدية. وشدد قاطنو حي الأكراد على ضرورة ترحيلهم باعتبارهم من قدامى قاطني القصدير بالبلدية، مصرين على ضرورة إدراجهم في العملية ال20 التي باشرتها مؤخرا الولاية.