اقتطع عشية أمس المنتخب السنغالي خامس تذاكر المرور إلى ربع نهائي النسخة 33 من نهائيات كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بالكاميرون، وذلك بفوزه الصعب على منتخب جزر الرأس الأخضر في مقابلة لعب فيها التحكيم دورا بارزا في تحديد مصير التأهل، سيما وأن الاحتكام إلى تقنية «الفار» كان قاسيا، ودفع بالحكم الجزائري لحلو بن براهم إلى إشهار البطاقة الحمراء في مناسبتين في وجه لاعب وحارس منتخب الرأس الأخضر، في إجراء يبقى مثيرا للجدل، لأن هذا «السيناريو» جاء امتدادا لذلك الذي كان قد رجح كفة الكاميرون أمام منتخب جزر القمر، خاصة في حالات الطرد. المباراة التي لم تكن متكافئة على الورق، سارت ميدانيا وفق معطيات مغايرة، لأن المنتخب السنغالي لم يظهر بقوته المعهودة، لكن المنعرج الأول في اللقاء كان عند الدقيقة 20، لما وقع احتكاك بين لاعب جزر الرأس الأخضر باتريك أوندرادي ومهاجم سنغالي، وهي اللقطة التي أشهر على إثرها الحكم بن براهم البطاقة الصفراء للاعب «الكاب فيردي»، إلا أنه تلقى إشعارا من غرفة «الفار» لإعادة تقدير الخطأ المرتكب، ليضطر إلى إعادة النظر في قراره، ويستبدل اللون الأصفر بالأحمر في العقوبة الإدارية، حجته في ذلك التهور في إصابة اللاعب السنغالي على مستوى الساق. النقص العددي لم يكن له تأثير كبير على آداء منتخب جزر الرأس الأخضر، بدليل أن السنغاليين لم يتمكنوا من فرض تفوقهم، ليكون ثاني منعرج في المباراة عند الدقيقة 55، إثر هجمة سريعة للمنتخب السنغالي، إضطر فيها حارس جزر الرأس الأخضر إلى مغادرة منطقة العمليات، في محاولة للتصدي لكرة هوائية، فوقع تصادم بينه وبين النجم السنغالي ساديو ماني، في لقطة لم يكن فيها أي خطأ، إلا أن طاقم «الفار» عمد إلى استدعاء الحكم بن براهم مرة أخرى، فكان القرار المتخذ «قاسيا»، وذلك بعد تقدير ارتكاب حارس الرأس الأخضر فوزينها لخطأ يتمثل في شل فرصة هدف محقق، وكأنه آخر مدافع. تدخل «الفار» في مناسبتين لطرد عنصرين من منتخب جزر الرأس الأخضر أثر على فيزيونومية اللعب، وفسح المجال أمام منتخب السنغال لاستغلال هذه الوضعية، فنجح ساديو ماني في تسجيل هدف السبق في الدقيقة 63، وقد تم تأكيد شرعية الهدف بعد الاحتكام مرة أخرى إلى تقنية الفيديو، رغم أن ماني كان من المفروض أن يغادر أرضية الميدان، ويمنع من مواصلة اللقاء، عملا بتوصيات الفيفا المقترنة بحالات التصادم بالرأس، قبل أن يتمكن الشيخ ديانغ في إضافة الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة، ويمر المنتخب السنغالي بصعوبة كبيرة إلى ربع النهائي، وسط تساؤلات كبيرة حول الدور الذي أصبحت تلعبه تقنية «الفار» في خدمة مصلحة بعض المنتخبات «الكبيرة»