تعكف مديريات التجارة عبر مختلف الولايات على التحضير لفتح حوالي 600 سوق تضامنية تحسبا لشهر رمضان المقبل، بالتنسيق مع المصالح البلدية والمنتجين، وكذا ممثلي التجار، وتهدف هذه العملية إلى ضمان الوفرة واستقرار الأسعار، وتخفيف ظاهرة التهافت على اقتناء المواد الغذائية قبيل حلول الشهر الفضيل. كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين حاج الطاهر بولنوار عن لقاءات ماراطونية تجري هذه الأيام مع مديريات التجارة عبر مختلف الولايات تحضيرا لفتح أسواق تضامنية أو معارض تجارية قبيل بداية شهر رمضان القادم بحوالي 15 يوما، وتهدف العملية إلى تخفيف الضغط على الأسواق والفضاءات التجارية بسبب التهافت على اقتناء المواد الغذائية من قبل الأسر في إطار الإعداد للشهر الفضيل. وستشهد هذه المعارض تنظيم حملات للبيع الترويجي الذي تم تأجيله من قبل وزارة التجارة بسبب تفشي العدوى بالفيروس مع بداية الموجة الرابعة، بعد أن كان من المزمع تنظيمه خلال شهر جانفي المنصرم، وستخص العملية عديد المنتوجات الاستهلاكية، بما فيها الألبسة والأحذية، وستشكل هذه العملية فرصة سانحة للأسر لاقتناء لوازم العيد بأسعار معقولة. و كشف ذات المصدر عن تعليمة صدرت مؤخرا عن والي العاصمة تتضمن الترخيص بتسخير 15 مساحة موزعة على عدد من البلديات لاحتضان الأسواق التضامنية أو المعارض التجارية الخاصة بالشهر الكريم، بمعدل معرض أو معرضين في كل دائرة، موضحا بأن هذه المبادرة ستشمل جل الولايات بالتنسيق مع مديريات التجارة والسلطات المحلية، على أن يصل عددها الإجمالي إلى حوالي 600 معرض عبر الوطن. ويتوقع أن تساهم الأسواق التضامنية في سد العجز من حيث الأسواق الجوارية، إلى جانب ضمان استقرار أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك من خلال مضاعفة مستوى العرض، عبر التموين المستمر لهذه الفضاءات بكميات هامة من المنتجات التي يزداد الطلب عليها في رمضان. كما ينتظر أن تساهم العملية في تحفيز وتشجيع المنتجين على مضاعفة وتيرة العمل لتدعيم هذه الفضاءات التجارية ذات الطابع التضامني بما يحتاجه المستهلك من مواد غذائية ومختلف المستلزمات، في ظل ضمان الجودة والأسعار المعقولة، بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية لعامة الأسر التي تخصص لشهر رمضان ميزانية معينة. وتهدف من جانبها وزارة التجارة عبر إقامة الأسواق التضامنية إلى تقريب المنتوج من المواطن، دون أن يضطر إلى قطع مسافات للحصول على ما يحتاجه من مواد ومتطلبات، بما سيؤدي إلى تخفيف الضغط على المدن الكبرى التي عادة ما تشهد الطرقات والمحاور المؤدية إليها اختناقات مرورية كلما تزامن الظرف مع التحضير لشهر رمضان، بسبب الإقبال المتزايد على الفضاءات التجارية المختلفة. ويؤكد في هذا الصدد الناطق باسم الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بأن كثرة العرض ستؤدي إلى استقرار الأسعار، بدليل أن البلديات المعروفة بأسواقها وفضاءاتها التجارية دائما ما تعرف بانخفاض الأسعار، وتستقطب يوميا مواطنين من مناطق مجاورة بحثا عن أفضل العروض التجارية من حيث السعر والنوعية. وأوضح المتحدث بشأن ما ستعرضه الأسواق التضامنية من منتجات، بأنها ستوفر كل ما يحتاجه المستهلك من مواد غذائية أساسية من سكر وزيت وحبوب وعجائن ومشروبات وعجائن بأسعار جد معقولة، بفضل الدعم الذي يستفيد منه العارضون فيما يخص مصاريف النقل، وكذا تأجير المساحات التجارية، لا سيما وأن بعض البلديات قررت منحها مجانا أو بالدينار الرمزي بهدف تحقيق استقرار الأسعار. وحث المتدخل بهذه المناسبة المستهلكين بعدم التهافت على اقتناء وتخزين المواد الغذائية قبيل رمضان، لعدم المساهمة في ارتفاع الأسعار، مطمئنا بوفرة كافة المنتجات المطلوبة لإعداد مائدة رمضان بفضل المخزون الذي أعدته الوزارة الوصية، مما يبطل كافة المخاوف من إمكانية تسجيل تذبذب في التموين أو ندرة في بعض