قررت امس نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابيست" "تجميد" الإضراب الذي شل الثانويات لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع وأمهلت الوصاية إلى غاية ال27 ديسمبر المقبل للإستجابة إلى مطالبها. وأشار مسؤول الاعلام في "الكنابيست" مسعود بوديبة في تصريح للنصر أن المجلس الوطني للنقابة قرر تجميد الإضراب ودعا الأساتذة إلى الإلتحاق بمناصب عملهم اليوم في كل الثانويات عبر الوطن، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول فحوى البيان الذي خلص إليه لقاء أمس. واكتفى بالقول بأن نص البيان سيتم نشره اليوم، مشيرا فقط إلى ان المجلس الوطني قرر منح الوزارة الوصية مهلة إلى غاية ال27 ديسمبر القادم لتجسيد إلتزاماتها المتعلقة بالمطالب الرئيسية الثلاثة المتعلقة بالنظام التعويضي، الخدمات الإجتماعية، وطب العمل. وياتي قرار الكنابيست بتعليق الإضراب بعد أن دخلت حركتها الإحتجاجية أسبوعها الرابع امس. أما النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سنابيست" كانت قد اعلنت نهاية الأسبوع تجميد الإضراب الذي دام ثلاثة أسابيع واستئناف العمل بشكل عاد إبتداء من يوم أمس. وأوضحت النقابة في بيان لها أن تجميد الإضراب ينبع من إيمانها "بإتاحة الفرصة للتفاوض والحوار الجاد" كسبيل لتجسيد القرارات التي تمخض عنها مسار المفاوضات المكثفة والعسيرة التي جمعت النقابة والوزارة الوصية حول أرضية المطالب المدونة في بيان الإضراب والتي كللت بمحضر اجتماع اطلع عليه الأساتذة وتمت مناقشته خلال الجمعيات العامة المنعقدة يوم الأربعاء الماضي. وقد تضمنت التقارير الولائية الخاصة بهذه الجمعيات العامة - حسب بيان "السنابيست" تثمين القرارات المتوصل إليها شريطة تنفيذها في أقرب الآجال خاصة منها مخلفات منحة الخبرة المهنية البيداغوجية ومنحة تحسين الكفاءات البيداغوجية. وفيما أكدت النقابة تحملها لمسؤوليتها "كاملة" في اتخاذ قرار تجميد الإضراب شددت أيضا على ضرورة إلتزام الوصاية والسلطات العمومية بقراراتها والوفاء بتعهداتها السابقة المتفق عليها في محضر الإجتماع الموقع بين الطرفين والذي يحدد تاريخ 31 ديسمبر القادم كآخر أجل لإنتهاء اشغال اللجان المشتركة. واعربت "سنابيست" في نفس السياق عن أملها في أن يتم الشروع في تنفيذ ما اتفق عليه خاصة فيما يتعلق بالنظام التعويضي. وعن كيفية تعويض الدروس التي "ضاعت" خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قال رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان في تصريح للنصر أن الميكانيزمات الخاصة بذلك متعارف عليها في العالم أجمع مقترحا توزيع الدروس على الرزنامة السنوية للبرنامج الدراسي دون المساس بالعطلة الشتوية باعتبار أن ذلك إجراء غير بيداغوجي وفي غير صالح التلاميذ. وقال في هذا الصدد أن الأمر لايدعو إلى القلق وأنه من غير المعقول حرمان التلاميذ من عطلتهم لأجل إستدراك مافات او تكثيف الدروس. كما اقترح بهذا الصدد إعداد ملخصات للدروس "المتأخرة" وتوزيعها على التلاميذ مفضلا تخصيص الأسبوع الأول من العطلة الشتوية المقبلة لتقديم دروس الدعم - كما جرت عليه العادة - للمعنيين بالامتحانات الرسمية لأخر السنة (الأقسام النهائية). وعلى صعيد آخر قرر مجلس ثانويات العاصمة "الكلا" عقد جمعية عامة طارئه لمجلسه الوطني لمناقشة إمكانية إستمرار الإضراب الذي دخل أمس أسبوعه الرابع في أغلب الثانويات عبر الوطن، وليس توقيفه. وفي هذا الصدد قال عاشور إيدير المكلف بالإعلام في النقابة أن "الكلا" متمسكة باستمرار الإضراب على مستوى الثانويات إلى غاية إستجابة الوزارة الوصية لكافة المطالب المرفوعة إليها والمتعلقة بإعادة النظر في سياسة الأجور، والنظام التعويضي لاسيما مسألة تحديد سقفه وإدماج الأساتذة المتعاقدين. وذكر السيد إيدير بأن نقابته قررت تنظيم اعتصام أمام قصر الدكتور سعدان يوم الثاني ديسمبر المقبل موعد انعقاد الثلاثية للإحتجاج على إقصاء النقابات المستقلة من المشاركة في هذا لموعد الهام. وكانت وزارة التربية الوطنية قد وقعت يوم الثلاثية للإحتجاج على إقصاء النقابات المستقلة من المشاركة في هذا الموعد الهام. وكانت وزارة التربية الوطنية قد وقعت يوم الثلاثاء الماضي اتفاقا مع نقابات القطاع إلتزمت فيه بالاستجابة للمطالب الثلاثة المطروحة المتعلقة بالنظام التعويضي وملف الخدمات الإجتماعية وملف طب العمل، وهو الاتفاق الذي جاء إثر المفاوضات التي اجرتها الوزارة مع كل من "الكنابيست" و"الأومباف" و"السنابيست" وكذا المشاورات الواسعة مع النقابات النشطة في القطاع. وعقب توقيف هذا الإتفاق وجهت وزارة التربية نداء إلى الاساتذة من اجل استئناف العمل بدء من يوم ال25 نوفمبر وضبط رزنامة مافات من الدروس اعتبارا من هذا الأسبوع. وعقب ذلك قرر الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأومباف" توقيف الإضراب واستئناف الدراسة بداية من التاريخ المذكور غير ان "الكنابيست" و"السنابيست" تركت الفصل في مسألة العودة إلى العمل لقواعدها.