تمسكت نقابات قطاع التربية بقرار العودة لخيار الإضراب احتجاجا على ما وصفته بسياسة التماطل والتسويف في الاستجابة لمطالبها واعتبرت أن رسالة وزارة التربية التي وجهتها أول أمس إلى الأسرة التربوية لم تحمل في طياتها أي جديد ودعت إلى تحديد موعد للزيادة في الأجور. وفي هذا الصدد اعتبر أمس رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سنابيست" مزيان مريان أن الدعوة التي وجهتها الوزارة للنقابات للتعقل وعدم اللجوء لتنظيم حركات احتجاجية غير معقولة باعتبار أن النقابات التزمت الحكمة والتعقل لمدة سنتين ولم تتحقق لها مطالبها المشروعة إلى حدّ الآن. وفي ندوة صحفية عقدها بمقر النقابة بالعاصمة أعلن السيد مريان عن قرار نقابته الداعي إلى الذهاب لإضراب وطني لأسبوع متجدد اعتبارا من يوم الغد بعد إن تم تجميده في ال 26 نوفمبر الماضي، إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة وعلى رأسها الإفراج عن نظام التعويضات الجديد بالشكل الذي يحفظ كرامة الأستاذة وموظفي قطاع التربية وتطبيقه بأثر رجعي ابتداء من 1 جانفي 2008 وتحديد جدول زمني واضح لتسديد مخلفات ومستحقات موظفي القطاع التي سيقرها النظام التعويضي الجديد، إلى جانب تحرير الخدمات الاجتماعية من الهيمنة النقابية، الإسراع في إصدار قوانين طب العمل ومباشرة تطبيقها إلى جانب تمكين الأساتذة من التقاعد بعد 25 سنة من العمل، التكفل بمشاكل الأساتذة وعمال القطاع بولايات الجنوب وإعادة تقييم التعليم التقني واسترجاع حقوق الأساتذة على غرار المهندسين.على ضرورة تحسين القدرة الشرائية لمستخدمي قطاع التربية باعتماد سياسة أجور واضحة ما دامت خزينة الدولة لا تعاني أي عجز. دعا السيد مريان جميع أفراد الأسرة التربوية في الأطوار الثلاثة إلى المشاركة في هذا الإضراب الذي يعتبره إضرابا مصيريا باعتباره "الخيار الوحيد من أجل انتزاع واسترجاع الحقوق وتحقيق العيش الكريم،" كما وجه مريان الدعوة لنقابات قطاع التربية للمشاركة في هذا الإضراب.وفي سياق متصل طلب المتحدث من وزارة التربية الوطنية واللجنة المتخصصة التي نصبتها الحكومة في شهر ديسمبر والمكلفة باستقبال اقتراحات نقابات قطاع التربية فيما يتعلق بنظام التعويضات، المنح والعلاوات بالإسراع في تحديد موعد الإفراج عن هذا النظام وكذا الإسراع في الإعلان عن نسبة الزيادات التي سيتم اعتمادها، مؤكدا أنه في حال تحديد هذه المدة فإن عمال قطاع التربية سيتحلون بالصبر مجددا ويقومون بتوقيف الحركات الاحتجاجية، أما إذا حدث عكس ذلك - يضيف - سوف تتواصل الحركة الاحتجاجية أكثر فأكثر، وأعلن أن نقابته ستنظم للاعتصام الذي بادر به مجلس ثانويات الجزائر "الكلا" يوم 23 فيفري والذي قال أنه سيتم تحديد مكان تنظيمه لاحقا. من جهتها أبقت النقابة الوطنية لعمال التربية "سانتيو" على موقفها الداعي إلى الدخول في إضراب وطني لمدة أربعة أيام اعتبارا من ال 22 من شهر فيفري الجاري، معتبرة أن الرسالة التي وجهتها وزارة التربية الوطنية إلى أسرة التربية لا تحتوي على أي شيء ملموس ولا تقدم سوى الوعود. وفي تصريح للنصر أكد الأمين العام للنقابة عبد الكريم بوجناح أن وزارة التربية اكتفت في رسالتها بتقديم تطمينات بقرب صدور النظام التعويضي دون أن تشير إلى تاريخ محدد ملفتا إلى أن مطالب نقابته لا تتوقف على مطلب الإسراع في الإفراج على النظام التعويضي وإنما تتمسك بكل مطالبها التي تتعلق أيضا كما قال بإقرار التقاعد بعد 28 سنة خدمة للرجال و 25 للنساء مع احتساب سنوات الخدمة الوطنية بالنسبة للرجال، إلى جانب المطالبة بالإسراع في إصدار القرار الوزاري الجديد الخاص بتسيير الخدمات الاجتماعية ووضع أسس حقيقية لطب العمل في قطاع التربية، فضلا عن المطالبة بإعادة النظر في بعض مواد المرسوم التنفيذي 315 08 المتضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بقطاع التربية.من جهتها اعتبرت نقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "أونباف" أن رسالة الوزارة الوصية لا تحمل في طياتها سوى وعودا، وجددت تمسكها بمطالبها الثلاثة مجتمعة والمتعلقة بالإسراع في الإفراج عن النظام التعويضي لعمال القطاع، إلى جانب مطلبي الخدمات الاجتماعية وطب العمل. وقال مسعود عمراوي المكلف بالإعلام في "الأونباف" أن نقابته كانت تنتظر من وزير التربية أن يعلن عن تحقيق مطالب عمال القطاع، مؤكدا بأنه " في حال استمرار سياسة التسويف والتماطل فإن نقابة الإتحاد ستعود لشن حركة احتجاجية وأشار إلى أن هذا الخيار سيفصل فيه المجلس الوطني للنقابة اليوم وذكر بأن تنسيقا يجري حاليا بهذا الخصوص مع نقابة "الكنابيست.”وفي سياق متصل اعتبرت نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابيست" في تعليقها على رسالة وزارة التربية أن زمن الوعود قد ولى وأن الأساتذة لا ينتظرون سوى الملموس.دعا المكلف بالإعلام في النقابة مسعود بوديبة في تصريح للنصر إلى الإسراع في الإفراج عن النظام التعويضي الخاص بعمال التربية وتحديد تاريخ لذلك وعدم ربط موعد صدوره مع نظام المنح والعلاوات الخاصة بالقطاعات الأخرى للوظيف العمومي وتحدث بدوره عن قرار باللجوء لخيار الإضراب قال أن المجلس الوطني "للكنابيست" سيتم تحديد موعده اليوم أو غدا بالتنسيق مع نقابة "أونباف".