اختتمت، أمس الأربعاء ،فعاليات الطبعة 12 للصالون الدولي للسياحة والتجهيزات الفندقية الذي جرت فعالياته على مدار 4 أيام بمركز الاتفاقيات بوهران، بمشاركة عشرات العارضين من داخل وخارج الوطن. اختير لهذه الطبعة شعار "إنعاش النشاط السياحي والفندقي في عهد كوفيد"، و نظمت تزامنا مع استعدادات مدينة وهران لاحتضان الدورة 19، لألعاب البحر المتوسط التي ليست فقط حدثا رياضيا، بل سياحيا أيضا. وفي هذا الإطار رصدت النصر، تحضيرات بعض الفاعلين في مجال الطبخ و الحلويات التقليدية، الذين سيرافقون الألعاب من خلال التعريف بالموروث اللامادي للجزائر، من خلال الأطباق التي تقدم للوفود القادمة من خارج الوطن و كذا للزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن. أوضحت السيدة صويلح زهرة، رئيسة اللجنة الوطنية لحماية الأكلة التقليدية و المرأة ، المعروفة باسم "الشيف نينا"، أنها تسعى في إطار المنظمة الوطنية لحماية التراث الثقافي و التنمية السياحية، لإعادة الاعتبار لفن الطبخ و للأطباق التقليدية الجزائرية، من خلال تقديمها في الفنادق ذات صنف 5 نجوم، كونها تستقطب سياح من داخل وخارج الوطن، و هي بوابة مهمة جدا للترويج و التعريف بالطبخ الجزائري و أصوله ومميزاته، وفق الشيف نينا التي أشارت إلى أن هناك اتفاقيات بين المنظمة و الفنادق تعطل تجسيدها، بسبب جائحة كورونا، و سيتم تفعيلها قبل انطلاق الألعاب المتوسطية التي ستشهد توافدا كبيرا للأجانب الذين ستخصص لهم خدمات سياحية راقية، وعلى رأسها الأكلات التقليدية التي تعرفهم بالتاريخ العريق للعادات والتقاليد الجزائرية، مشيرة إلى أن الأمر لن يقتصر على الفنادق، بل سيشمل أيضا المطاعم. و أضافت المتحدثة أن المنظمة الوطنية لحماية التراث الثقافي و التنمية السياحية، عضو في اليونسكو، ومن خلال هذا المنبر الدولي تحاول التعريف والمحافظة على الموروث الثقافي الجزائري. و على مستواها، قالت السيدة صويلح أنها تلتزم بشعار "كل امرأة هي شيف في بيتها"، و بناء عليه، تنظم مسابقات لأحسن أكلة شعبية تشارك فيها نساء ماكثات في البيت من مختلف الفئات العمرية، لإتاحة الفرص لهن للظهور و إبراز إمكانياتهن وقدراتهن في فن الطبخ، مضيفة أن العديد منهن، تمكن من إقامة مشاريعهن في هذا المجال. و ذكرت المتحدثة إلى أنها تستعد لتنظيم الطبعة الرابعة لهذه المسابقة في نهاية سبتمبر المقبل، و المشاركة تكون مجانية على أن يوفر المتسابق لوازم تحضير طبقه، مشيرة إلى أن المسابقة مفتوحة أيضا للرجال، خاصة الشباب الذين تمكن العديد منهم من الظفر بمناصب عمل في المؤسسات الفندقية، التي استحسنت عملهم بعد مشاركتهم في الطبعات السابقة لهذه المنافسة، التي تهدف للحفاظ على العادات والتقاليد و الترويج لها، عن طريق الأطباق و الحلويات. من جهته، أوضح فوزي بحيش، مدير مدرسة نادي الحرفي الخباز و إطار في وزارة السياحة، أن هناك تحضيرات للمشاركة في النشاطات الثقافية التي سترافق المنافسات الرياضية للألعاب المتوسطية، وأنه سيركز على المعارض المخصصة للموروث المادي و اللامادي لبلادنا، لاستقطاب الأجانب المهتمين بفن الطبخ و الخبازة ، بهدف اكتساب معارف و خبرات جديدة. و أكد المتحدث أن الاحتكاك المباشر مع الوفود الأجنبية خلال معارض الأكلات الشعبية التقليدية، سيسمح بتعزيز التبادل و نقل التجارب والخبرات، من أجل تحقيق التطور المنشود، وأنه سيضع خبرته التي تتعدى 40 عاما في خدمة البلاد و الشباب، أمام كل من يحتاجها، و ذلك خلال المعارض. و أضاف أنه خلال مشاركته في صالون السياحة، أشرف منذ اليوم الأول على تنظيم مسابقة لأحسن أكلة تقليدية لإحياء الموروث الثقافي الجزائري والتعريف به، و قدم عشرات المشاركين من ست ولايات ولايات، للتنافس و تقديم أحسن ما عندهم من أجل الحفاظ على الموروث الوطني من خلال إحيائه. و أشار إلى أنه طلب من المتنافسين تحضير أكلة تقليدية عريقة من صميم تراث مناطقهم، لإعادة إحيائها. و تضمن جناح المدرسة بالصالون، عرض منتجات شبان و نساء ماكثات في البيت و عاملات، تكونوا وتخرجوا من المدرسة و أنجزوا مشاريعهم الخاصة.