صُنف الأربعاء الفارط، طبق الكسكسي ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للمنظمة العالمية للتربية و العلوم و الثقافة "يونسكو"، في انتظار تحقيق مكاسب أخرى للتراث الوطني يجري العمل عليها. و جاء التصنيف خلال أشغال الدورة 15 للجنة الحكومية المشتركة لحماية التراث الثقافي غير المادي، التابعة لمنظمة اليونيسكو التي تم عقدها عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، بمشاركة وزيرة الثقافة و الفنون السيدة مليكة بن دودة، التي اعتبرت الكسكسي ثقافة و تراث متجذر في عمق المجتمع الجزائري منذ آلاف السنين، و ذلك بناء على ملف مشترك بين كل من الجزائر، تونس، المغرب و موريتانيا. و أعربت الوزيرة عن سعادتها بتحقيق هذا الإنجاز، كاشفة في تصريح لها عن عمل الوزارة على إيصال ملفات ثقافية جديدة إلى منظمة اليونيسكو، خاصة ما يتعلق بإيصال ما يتواجد منها على مستوى القائمة الاحتياطية للمنظمة، إلى القائمة النهائية لينال حقه في التصنيف كتراث عالمي. أما عن الملفات الأخرى التي يتم العمل عليها، فقد كشفت بن دودة عن العمل على تصنيف البلوزة الوهرانية، إضافة إلى بعض الآثار الموجودة في منطقة الشرق الجزائري، و نوهت في معرض حديثها إلى التعديل الذي طال القانون 98/04 خاصة بعد عرضه على الحكومة، في انتظار مروره على مجلس الوزراء و المصادقة عليه في البرلمان. و أكدت الوزيرة أن هذا التعديل من شأنه أن يسمح بتصنيف كل التراث اللامادي الجزائري، على المستوى الوطني أولا، و هو لوحده كاف لوضع مخططات لحمايته، إضافة إلى التعريف به بشكل أكبر، سعيا لإيصاله بعد ذلك إلى العالمية، حسب تصريح الوزيرة. إ.زياري التمويل يؤجّل المهرجان الدولي تزاوج بين التقليدي والمبتكر في احتفالية « أيام الكسكسي» انطلقت أمس الأول، بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالجزائر العاصمة، فعاليات "أيام الكسكسي" ، بمشاركة وطنية واسعة، بدلا من المهرجان الدولي للكسكسي الذي تم تأجيله لاعتبارات مادية. و تأتي "أيام الكسكسي" التي تدوم 4 أيام، تحت شعار " الكسكسي طبق المحبة و التلاقي"، احتفاء بتصنيف هذا الطبق التراثي الشهير، ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي للإنسانية من طرف منظمة اليونيسكو يوم الأربعاء الفارط، كما صرحت وزيرة الثقافة و الفنون مليكة بن دودة التي أشرفت على افتتاح فعاليات التظاهرة التي تشهد مشاركة وطنية واسعة، من شرق إلى غرب الوطن، و من شماله إلى جنوبه، لحرفيين و جمعيات، صنعوا جوا مميزا ببهو قصر الثقافة من خلال عرضهم لأطباق متنوعة تقليدية و مبتكرة، في حين بادرت مجموعة من السيدات بتحضير الكسكسي على الطريقة التقليدية بكل مراحلها أمام الجمهور، انطلاقا من عملية "الفتيل" اليدوية، إلى الطهي بالبخار، في ظل احترام صارم لبروتوكول للوقاية من فيروس كورونا. و كشفت السيدة شهراز عيواز، محافظة المهرجان الدولي للكسكسي الذي كان من المرتقب تنظيمه خلال هذه الفترة، في تصريح خاص للنصر، أنه قد استبدل ب"أيام الكسكسي"، بعد تعذر تنظيمه، نظرا لاعتبارات مادية تسبب فيها غياب الممول، مما فرض تأجيل المسابقة التي التزمت إحدى القنوات التلفزيونية، مسبقا، ببثها. كما كشفت السيدة عيواز أن الهيئة المنظمة للمهرجان الدولي للكسكسي أقامت طبعتين منه على التوالي، فيما أجلت الثالثة، و تهدف أساسا إلى الخروج بالمهرجان إلى العالمية، مشيرة إلى أن الجزائريين ذواقون للكسكسي و يعرفون مختلف أنواعه و طرق تحضيره، و آن الأوان ليكون التذوق خارج الجزائر، خاصة في الدول التي تتواجد بها جالية جزائرية و عربية كبيرة، و ذلك للتعريف به بشكل أوسع. و أضافت السيدة عيواز أن كل شيء مرهون بتنظيم الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للكسكسي و عرضها على القناة التلفزيونية التي التزمت بذلك، لتكون بعد ذلك انطلاقة لتحضير لطبعة تنظم ما وراء الحدود الجزائرية، قائلة "نحن نعرف كسكسي بلادنا، و يجب أن يتذوقه المغتربون و الأجانب"، و أشارت إلى أن التظاهرة ستختتم يوم الاثنين المقبل بتنظيم حفل على شرف المشاركين الذين ستوزع عليهم شهادات مشاركة، في انتظار تنظيم مسابقة وطنية للكسكسي مطلع جانفي المقبل. يذكر أن الطبعتين الأولى و الثانية للمهرجان الدولي للكسكسي عرفتا مشاركة عربية و عالمية كبيرة، حيث شاركت بهما تونس، المغرب، مصر، تركيا، سوريا، موريتانيا، كرواتيا، فلسطين، بطهاة أوصلهم شغفهم بهذا الطبق للمشاركة في أكبر مسابقة عالمية له ، أشرف على تأطيرها و التحكيم فيها طهاة عالميون على غرار الماستر شيف الجزائري سليمان سعدون الذي أكد وجود أكثر من 111 طبقا للكسكسي بالجزائر، لا يعرفها الكثيرون. و تم تتويج عديد الأسماء في المسابقة الدولية، أبرزها جزائرية مثل الشيف ليلى عنان التي أبدعت في تقديم الكسكسي بطرق مبتكرة، زادت من جماله و لذته و أبهرت الجمهور و لجنة التحكيم. إ.زياري الشيف نصيرة فصيح للنصر التصنيف من قبل اليونسكو مستحق و ثمرة جهود طويلة * حافز جديد لإيصال أطباق أخرى إلى العالمية أكدت الشيف نصيرة فصيح، التي تنشط منذ سنوات، في إطار منظمة سلوفود العالمية، الكائن مقرها بإيطاليا، التي عينتها كمسؤولة لمكتبها بولاية قسنطينة، و منسقة للمجتمع الدولي للأكل الصحي، في اتصال بالنصر، بأن إدراج الكسكسي ضمن القائمة الممثلة للتراث غير المادي للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو يوم الأربعاء الفارط، مستحق، و اعتبرته حدثا سعيدا و مميزا، أثلج صدرها و حفزها على مواصلة مسارها الطويل لتسليط المزيد من الأضواء على ما تزخر به بلادنا من أطباق و أكلات تراثية متنوعة، العامل المشترك بينها أنها شهية و صحية، و الترويج لها عبر مختلف دول العالم. و أضافت الشيف فصيح، أن هذا التصنيف يعتبر ثمرة جهود هيئتين، الهيئة الأولى التي أعدت مختلف الوثائق لتشكيل ملف الكسكسي الذي قدمته لمنظمة اليونيسكو، و الهيئة الثانية عملت ميدانيا لنفس الهدف، و تضم عددا كبيرا من «الشيفات» و الطهاة الدوليين، و هي واحدة منهم، قضوا سنوات طويلة في بذل قصارى جهودهم، من أجل التعريف بالكسكسي، الطبق التراثي المتنوع و العريق و الإبداع في عرضه و تقديمه عبر مختلف التظاهرات التي احتضنتها ولايات الوطن و العربية و الأجنبية، و في كل مرة يستقطب إعجاب الزوار و السياح. و أشارت الشيف الدولية من جهة أخرى، إلى أن الكسكسي، لا يجمع فقط أفراد الأسر كل جمعة حول نفس الطاولة، بل هو أيضا يجمع بين الدول و الحضارات، و يجسد هوية أجيال متتالية، كما أنه جزء من الذاكرة الثقافية الجزائرية و المغاربية، و أداة لترقية السياحة . و الملاحظ أن في كل ولاية من ولايات الوطن، يتم تحضير الطبق التقليدي بطرق مختلفة، إذ يعتبر أكثر تنوعا من كل الأطباق الأخرى، كما قالت المتحدثة، و يمكن إعداده بالزيت فقط ، أو بالخضر فقط، أو القرنبيط فقط، أو بالدجاج أو السمك أو اللحوم الحمراء، و مرقه يمكن أن يكون أبيض أو أخضر أو أحمر.. المتحدثة أوضحت أن عملها كمنسقة للمجتمع الدولي في مجال الأكل الصحي، في إطار منظمة سلوفود، التي أسسها كارلو بيتريني في إيطاليا سنة 1986 و تضم حاليا ملايين المنخرطين من 160 دولة، فتح أمامها الأبواب، للترويج للأطباق التقليدية القسنطينية التي تعتمد في تحضيرها على مواد طبيعية صحية، من بينها طبق «المزيت» و هو نوع من أنواع الكسكسي المحلي التقليدي، فأدرج خلال السنة المنصرمة، ضمن الدليل العالمي الرقمي للأطعمة الصحية، ذات النوعية الجيدة، المنسية أو المهددة بالزوال، التي تعدها منظمة سلوفود. و تحقق ذلك، كما قالت، بعد سنتين كاملتين من العمل و الاجتهاد، سواء بتحضيره و تقديمه للسياح في مختلف المعارض و التظاهرات الدولية بفرنسا و إيطاليا و الإماراتالمتحدة، مع بطاقة تقنية مفصلة، أو إلقاء محاضرات تبرز تاريخه و خصائصه و فوائده و طريقة تحضيره و اكتسابه لمذاق حامض، و كذا عملية تخمر الشعير بعد تخزينه، مشيرة إلى أن هذه العملية، أهلت «المزيت القسنطيني» إلى احتلال مكانة مرموقة في الريبيرتوار الرقمي الدولي لسلوفود. و عادت صاحبة لقب «زعيمة الطبخ القسنطيني» بذاكرتها إلى مهرجان «مئة بالمئة كسكسي» الذي نظم قبل سنوات بتونس، و شاركت فيه ب 60 طبق كسكسي جزائري، لكن الطبق الذي استقطب أكثر إعجاب التونسيين و السياح هو طبق «المحور» الذي لا يعرفونه، ما جعلها تحظى بالتقدير و التكريم، و تألقت قبل سنتين في الإمارات العربية طيلة ثلاثة أسابيع بتقديمها عدة أنواع من العجائن التقليدية من بينها الكسكسي ، «المزيت»، «الشخشوخة»، «التريدة»و كذا طبق «الرفيس» و «العيش» وغيرها التي حققت المتعة لمتذوقيها و الشهرة العربية لها، لتدعم شهرتها الدولية.