تشهد مدن و قرى سهل الجنوب بقالمة هذه الأيام حراكا كبيرا للتشكيلات السياسية استعدادا للتشريعيات المقبلة، معتمدة في ذلك على الرصيد التاريخي و النضالي الذي يميز مدينة وادي الزناتي القلب النابض للسهل الشهير الذي يضم دائرتين و 8 بلديات إذا ما أضفنا رأس العقبة و سلاوة عنونة المحسوبتين على سهل الجنوب بحكم الجوار و الإرث التاريخي و العادات و التقاليد الاجتماعية السائدة منذ أمد بعيد. و يمثل سهل الجنوب ثقلا انتخابيا كبيرا بالنظر الى الكثافة السكانية التي تتجاوز 100 ألف نسمة، ما جعله مصدر استقطاب و اهتمام متزايد للأحزاب السياسية و القوائم الحرة و هو ما يدركه سكان المنطقة، و دفعهم أيضا إلى الضغط على مختلف الأحزاب المشاركة و قادة القوائم الحرة لوضع إطارات و مرشحي سهل الجنوب على صدارة القوائم النهائية حتى يكون لهم ممثلون بالبرلمان يدافعون عن مطالبهم و انشغالاتهم المتعلقة بالسكن و العمل و تطوير زراعة القمح الذي يعد المورد الاقتصادي الوحيد تقريبا بالمنطقة. فمع كل موعد انتخابي جديد يبرز الاهتمام بالمنطقة، و تسارع الأحزاب السياسية إلى البحث عن مرشحين يحظون بتأييد واسع من قبل السكان في محاولة لحصد أكبر عدد ممكن من الأصوات بالحوض السكاني الهام، لكن المشكلة التي تتكرر و تثير غضب سكان في كل مرة هي الترتيب الذي يتحصل عليه مرشحوالمنطقة، خاصة إذا تعلق الأمر بالانتخابات التشريعية، حيث يوضع مرشحو سهل الجنوب في مواقع منعدمة الحظوظ تقريبا، باستثناء التجمع الوطني الديمقراطي الذي يولي اهتماما كبيرا للمنطقة و تمكن خلال عهدتين متتاليتين من الحصول على مقعد على الأقل بوضعه لمرشحه حسان بونفلة ابن الجنوب على رأس القائمة و هو ما يريده سكان المنطقة أن يتكرر مرة ثالثة بالرغم من وجود منافسة كبيرة من مدن وقرى الشرق ممثلا بمنطقة بوشقوف و الوسط الممثل بمدينة قالمة عاصمة الولاية. كما نجحت جبهة التحرير أيضا في الظفر بمقعد نيابي في التشريعيات الماضية بعد أن راهنت على المجاهد صالح كعواني المحسوب على منطقة وادي الزناتي لكنه طلق المنطقة و أهلها منذ إعلان النتائج و لم يظهر في أية مناسبة تماما كما حدث مع الفائز الثاني من الارندي السعيد أومدور، و قبله مرشح قدم من ولاية مجاورة حصل على مقعد نيابي وغادر بلا رجعة كما يقول سكان الجنوب الذين يبحثون عن ممثلين يبقون إلى جانبهم و يدافعون عنهم و عن باقي سكان ولاية قالمة التي تبقى في حاجة إلى مشاريع كبرى لتطوير البنى التحتية في جميع القطاعات تقريبا. و يسعى مناضلون في الأفلان هذه الأيام لإقناع القيادة المركزية بوضع مرشح المنطقة كمال طاب المعروف لدى سكان ولاية قالمة في مرتبة تليق بمكانة سهل الجنوب الذي أمد البلاد بكوكبة من المثقفين و السياسيين، أمثال الأديب بلعقون و الراحل عبد الحميد مهري. كما يسعى أعيان المنطقة أيضا الى اصطياد المراتب الأولى في القوائم الحرة التي أصبحت تستقطب العديد من المرشحين الذين لم يوضعوا في مراتب مشرفة بقوائم الأحزاب الكبرى. فريد.غ