ميلاد "تكتل الجزائر الخضراء" • التكتل الجديد يرافع من أجل نظام برلماني ومحاربة التزوير ويطمئن اللائكيين وقّع قادة الأحزاب الإسلامية الثلاثة حركة مجتمع السلم، حركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني أمس عقد ميلاد "تكتل الجزائر الخضراء" وهو التحالف الذي سبق وان أعلنوا عنه، وقرروا بذلك رسميا دخول الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم موحدة، وقالوا أن التكتل الجديد لم يأت ضد جهة معينة إنما اجتهاد سياسي جاء للانتقال من النظرة الحزبية الضيقة إلى ثقافة الأسر السياسية، ورفعوا شعار النظام البرلماني ومكافحة التزوير خلال الاستحقاق الانتخابي القادم، داعين إلى التصويت بقوة وتجنب المقاطعة. أعلن أمس كل من أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة وحملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني ميلاد تحالف جديد أطلقوا عليه اسم" تكتل الجزائر الخضراء" ووقعوا على وثيقة ميلاده في حفل أقيم بفندق السفير بالعاصمة وسط حضور مكثف لقيادات الأحزاب الثلاثة ومدعوين آخرين. وأرادت الأحزاب الثلاثة أن يكون الحدث كبيرا، حيث أشاد منظمو الحفل بالجهود التي بدلتها إطارات من الأحزاب الثلاثة منذ أسابيع قبل الوصول إلى هذه اللحظة التي تم فيها تجسيد ما أسموه "حلم" التيار الإسلامي منذ 20 سنة. ولدى تدخلهم قبل التوقيع على وثيقة ميلاد التكتل اجمع قادة الأحزاب الثلاثة على أن هذا المولود الجديد لم يأت ضد أي جهة ولا يقصد به مواجهة أي من مكونات الطيف السياسي، وقد جاء ليحقق حلما طالما انتظره الإسلاميون في وقت تعرف فيه الساحة العربية والإسلامية تحولات عميقة، وفي هذا الصدد أوضح حملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني أن "تكتل الجزائر الخضراء" جاء من اجل ترسيخ الديمقراطية وحماية الحريات حسب مبادئ أول نوفمبر، وخاطب الشباب بالدعوة للعزف عن العزوف بفعل التزوير المتتالي منذ 20 سنة، وقال"التزوير هو الطاعون والطاعون هو التزوير إياكم والمقاطعة"، وطالب من الشباب أن يغيروا بالإقبال وليس بالمقاطعة ومراقبة العملية الانتخابية بالكامل لمنع التزوير، ورافع من اجل نظام برلماني وتعديل للدستور يجعله أقوى من الهيئات والأشخاص. أما فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة فقد اعتبر إنشاء التكتل انجازا عظيما لأنه يوحد الصف الحلم الذي طالما راود التيار الإسلامي لسنين، وقال انه انجاز استثنائي في ظرف استثنائي داخليا وخارجيا، خارجيا بالحدث الذي تصنعه الثورات العربية، وداخليا حيث بدأت تلوح في الأفق إرهاصات التغيير والتحول في الجزائر بمناسبة الاستحقاق الانتخابي المقبل، مضيفا أن الانتخابات التشريعية المقبلة إذا توفرت لها أجواء النزاهة ستكون فاصلة بين مرحلتين. وقال ربيعي أيضا أن هذا التكتل سيؤسس لمرحلة جديدة كونه يستند لأرضية سياسية مشتركة وليس لمطامع انتخابية، مؤكدا أن التكتل لن يكون ضد أي جهة وهو بحاجة للتعاون مع جميع مكونات الساحة السياسية. من جانبه أكد أبو جرة سلطاني أن تكتل الجزائر الخضراء ليس منحسرا ولا منغلقا وهو انتقال متدرج من الحزبية إلى ثقافة الكتل السياسية، ووجه المتحدث كلامه صوب خصومه في التيار اللائكي بالقول أن السباب والشتم والتخوف والفوبيا ليس فكرا وعليهم تجاوز ذلك، وقال مطمئنا "الصفحة الفوبية طويناها نهائيا نحن أبناء الجزائر وهي تعرفنا أننا متسامحين ومسالمين وبناة". وأضاف أن التكتل الجديد سوف يفتح صفحة جديدة من النضال السياسي تتجاوز فضاء الاستبداد إلى الديمقراطية وفضاء الانغلاق إلى الانفتاح بعنوان النظام البرلماني. وقد تم التوقيع من طرف قادة الأحزاب الثلاثة على وثيقة ميلاد تكتل الجزائر الخضراء أمام العشرات من كوادر الحركات الثلاثة الذين جاؤوا من مختلف جهات الوطن وأمام مدعوين آخرين أبرزهم ممثل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذي بارك في كلمة له هذا التكتل. وفي ميثاق تكتل الجزائر الخضراء الذي قرأته إحدى الإطارات النسوية لحركة مجتمع السلم نجد فيه 24 هدفا منها تعزيز أركان الوحدة الوطنية وحمايتها، وتعزيز أركان دولة الحق والقانون، ومواصلة الإصلاحات السياسية في جميع المجالات وفي مقدمتها تعديل الدستور، واستكمال مسار المصالحة الوطنية، تحرير المنافسة السياسية ومكافحة الفساد وغيرها. وأعلن تكتل الجزائر الخضراء رسميا دخول الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم موحدة رافعا شعار محاربة التزوير ومراقبة العملية الانتخابية من بدايتها إلى نهايتها. محمد عدنان