حسم 90 بالمائة من القوائم الانتخابية ودخول الاستحقاق بقائمة واحدة تحمل اسم »الجزائر الخضراء« وقعت أمس الأحزاب الإسلامية الثلاثة حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني على ميثاق التكتل الإسلامي المعلن عنه قبل أسابيع، وتضمنت الوثيقة التي أخذت اسم »ميثاق تكتل الجزائر الخضراء« 10 مبادئ و24 هدفا سياسيا ستسعى الأطراف الثلاثة لتحقيقها. وتم التوقيع على ميثاق تكتل الجزائر الخضراء صباح أمس في حفل بروتوكولي حضرته نحو 200 شخصية سياسية وحزبية بفندق السفير بالعاصمة بإشراف زعماء الأحزاب الثلاثة المتحالفة، وهم أبو جرة سلطاني رئيس حركة حمس وفاتح ربيعي أمين عام حركة النهضة وحملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني. وتناول قادة الأحزاب الثلاثة بالمناسبة مداخلات تمحورت حول الغايات والدوافع التي فرضت تشكيل هذا التكتل، ومنها يذكر الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي وهو أول القيادات الثلاث المتدخلة «كسر السكوت عن محاولات تحوير الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر عن أهدافها الحقيقية، وتوجيه هذه الإصلاحات لحقيقتها الفعلية، ليؤكد عكوشي في سياق تدخله على أن السلطة التي حكمت البلاد عملت منذ 50 سنة مضت عن استقلال على توجيه التاريخ لصالحها. واعتبر الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي وهو ثاني متدخل تكتل الإسلاميين الثلاثة »إنجاز استثنائ« يحصل في ظرف استثنائي خارجيا وداخليا، فعلى الصعيد الخارجي يقول ربيعي بالموازاة مع ثورات عربية أتت على البنية التحتية لأنظمة استبدادية وداخليا في ظل إرهاصات التغيير التي تلوح في الأفق من خلال الانتخابات التشريعية، إن كانت حرة وديمقراطية فستكون فاصلة بين مرحلتين. وأضاف ربيعي أن تكتل الجزائر الخضراء يؤسس لمرحلة جديدة كونه بداية مرحلة ممارسة سياسية مشتركة وتصحيح مسار الإصلاحات بدءا من الانتخابات إلى الدستور. أما رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني الذي كان آخر المتدخلين فركز مداخلته على الأهمية التنظيمية لهذا التكتل فهو حسبه- تكتل يؤسس للخروج من الحزبية إلى التيار ومن الشرعية التاريخية إلى الشرعية الشعبية، ليؤكد بأن هذا التكتل سوف يفتح المجال السياسي وينتقل بالجزائر من فضاءات البيروقراطية إلى فضاءات الديمقراطية. وأضاف سلطاني أن ثلاثي الأحزاب المتكتلة تودع مرحلة أرادها البعض أن تكون حمراء بالدماء بينما يريدها التكتل أن تكون خضراء، معتبرا الإنجاز «بشرى» للتيار الإسلامي ومتعاطفيه بخروج الإسلاميين من مرحلة التشتت والتشرذم إلى مرحلة الوحدة ولم الصف، ليتقدم أبوجرة سلطاني بالثناء على الذين سهروا على تجسيد هذا التكتل مفردا بالذكر منسق المبادرة عزالدين جرافة. هذا وتضمنت وثيقة التكتل »ميثاق تكتل الجزائر الخضراء« 10 مبادئ و24 هدفا تتمحور حول تكريس ممارسة سياسية تعددية في إطار ثوابت الأمة ومقومات السيادة الوطنية والعهود والمواثيق الدولية القائمة على أساس توزان المصالح. وتشير مصادر من داخل التكتل إلى تقدم الأطراف الثلاثة بخطوات كبيرة في عملية ضبط قوائم الترشيحات لتشريعيات ال 10 ماي القادم، حيث تم الفصل في 90 بالمائة من القوائم التي ستكون موحدة باسم »تكتل الجزائر الخضراء» في كل ولايات القطر ال 48 بطريقة التراضي في الولايات التي يتميز فيها أحد الأحزاب الثلاثة بقوته وحظوظ فوزه وبطريقة القرعة في الدوائر الانتخابية أين تتساوى حظوظ الفوز، مع ضمان تمثيل كل الأحزاب بمرشح في كل القوائم في الثلاثة المتصدرة للقائمة.