مجموعة الشرق اختبار صعب للرائد وسفرية معقدة للوصيف تضع مباريات الجولة 25 لبطولة ما بين الجهات، كرسي ريادة مجموعة الشرق في المزاد، ومحل صراع عن بعد بين نجم بني ولبان وجمعية الخروب، لأن هذا الثنائي سيضطر للدفاع عن حظوظه خارج الديار، الأمر الذي يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن النجم سيكون في قمة النقيضين بميلة، بينما ستنزل "لايسكا" في ضيافة نصر الفجوج بقالمة، مما يجعل الإثارة مرشحة لبلوغ الذروة في آخر منعرج من السباق، في الوقت الذي ستكون فيه كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن. ويشد نجم بني ولبان الرحال إلى ميلة لملاقاة الشباب المحلي، في قمة لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن الزوار لا يملكون أي خيار سوى الفوز للمحافظة على هامش المناورة، أو حتى إمكانية تعميق الفارق إذا ما تعثر الوصيف بقالمة، لكن المهمة ليست سهلة، على اعتبار وضعية أهل الدار ضمن كوكبة المهددين بالسقوط تحتم عليهم استغلال ورقة الأرض، بحثا عن المزيد من النقاط للخروج من دائرة الخطر، وهي المعطيات التي تبقي النقاط الثلاث في المزاد، بين ضيف يسعى للاحتفاظ بمشعل القيادة، ومستضيف يراهن كثيرا على النقاط الثلاث، للتمسك بحظوظه في النجاة. صعوبة مأمورية بني ولبان بميلة، تقابلها سفرية محفوفة بالمخاطر ستقود الوصيف فريق جمعية الخروب إلى قالمة، لملاقاة نصر الفجوج، في مباراة أحادية الأهمية، لكنها تعد "مفصلية" في أمر الصعود، لأن "النصرية" تتواجد بمنأى عن كل الحسابات، ومع ذلك فإنها تسعى لتأكيد قوتها داخل الديار، سيما وأن تشكيلتها ستلعب متحررة من جميع الضغوطات، بعد الاطمئنان بنسبة كبيرة جدا على البقاء، الأمر الذي سيرمي بالضغط إلى معسكر "الخروبية"، خاصة وأن حصادهم خارج القواعد تراجع بشكل كبير في مرحلة الإياب، بعد الاكتفاء بنقطة يتيمة في 4 سفريات، وانتفاضة "لايسكا" أصبحت حتمية لتمديد "السوسبانس" بخصوص هوية البطل، لأن أي تعثر آخر قد يرهن نسبة كبيرة من حظوظ الجمعية في العودة إلى الرابطة الثانية. أما على مستوى القاعدة الخلفية فإن اتحاد عين البيضاء وأمل شلغوم العيد سيلعبان مباراة الحظ الأخير، لأن أي تعثر سيجبر كل طرف على استكمال إجراءات الحجر على متن القطار المؤدي إلى الجهوي، ولو أن مهمة "الحراكتة" جد معقدة، مادامت الرحلة إلى الذرعان ليست محمودة العواقب، بالنظر إلى حاجة أصحاب الأرض للنقاط الثلاث، وتعثر الشباب سيضعه في خانة أكبر المهددين بالنزول، وعليه فإن قمة الذرعان من شأنها أن تحدد هوية أول فريق سينزل إلى الجهوي. وفي سياق متصل فإن أمل شلغوم العيد لن يكون بمنأى عن ترسيم السقوط مبكرا، مادامت مهمته بباتنة صعبة للغاية، لأن وضعية أبناء "بوقرانة" تجبرهم على التمرد على المنطق، والعودة بكامل الزاد إذا ما أرادوا بعث بصيص من الأمل في القدرة على تحقيق البقاء، والأمر ذاته ينطبق على أولمبي الطارف، الذي سيكون على موعد مع قمة ساخنة بخنشلة، لأن المستضيف شباب قايس مطالب بعدم التفريط في أي نقطة بملعبه، وإلا فإن مصيره سيكون السقوط، بينما تبقى أوضاع ترجي قالمة مرشحة للتأزم أكثر، لأن التنقل إلى تبسة قد يكلفه الهزيمة الرابعة تواليا، وبالمرة مواصلة الغوص نحو مربع السقوط، بالنظر إلى الأزمة الداخلية التي يتخبط فيها "السرب الأسود". على صعيد آخر، وإذا كان عامل الأرض أهم ورقة يراهن عليها شباب ميلة في رحلة بحثه عن المزيد من النقاط، رغم صعوبة مهمته أمام الرائد فإن جمعية عين كرشة تعد الفريق الوحيد من كوكبة المهددين الذي قد يمد خطوة إضافية نحو بر الأمان، لأن "الديربي" مع نجم تازوقاغت يبقى أحادي الأهمية، وبالتالي فإن هذه الجولة قد تعرف إجراء عملية "غربلة" أولية في قائمة المهددين برسم أضلاع مربع النزول.