احتلت ولاية خنشلة المرتبة الأولى وطنيا في تربية المائيات، بإنتاج 30 طنا سنة 2021 و 15 طنا هذا العام، ما جعل هذا المنتوج ذي النوعية الجيدة يسوق إلى عديد الولايات و حفز القائمين على القطاع بإنشاء منطقة نشاطات للاستثمار في المجال بتبسة و أم البواقي. أكد المدير الجهوي للصيد البحري و المواد الصيدية، لزعر عبد الحكيم، في تصريح للنصر، أن ولاية خنشلة تحتل الصدارة على المستوى الوطني، في تربية المائيات في المياه العذبة، الأمر الذي أدى ب «كوسيدار فلاحة» لإجراء توسعة للمشروع، من أجل مضاعفة الإنتاج من 40 إلى 80 طنا و حتى 100 طن سنويا، حيث أن الأشغال جارية لتوسعة القدرة الإنتاجية للمزرعة و ذلك بإضافة حوض سقي ثان سيستغل لتربية السمك البلطي الأحمر للتحضير لعملية الاستزراع التي ستكون بين شهري ماي و جوان. وتسمح هذه التوسعة بتحقيق إنتاج مضاعف و ذلك نظرا للنجاح المبهر لتجربة استزراع أصبعيات السمك البلطي بمحيطات الاستصلاح لشركة كوسيدار للفلاحة، قرقيط الصفيحة بصحراء بلدية بابار جنوب الولاية و تحقيق نتائج جد إيجابية بإنتاج 15 طنا خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، إضافة إلى 30 طنا السنة الماضية بين كوسيدار فلاحة و بعض المستثمرين في المجال، وذلك بعد نهاية أول تجربة إنتاجية للصنف المستزرع في أحواض السقي عقد استزراع حوالي 150 ألف أصبعية من السمك البلطي الأحمر على مستوى حوض مائي بسعة 20 ألف متر مكعب، من بين 9 أحواض سيتم استغلالها مستقبلا لذات النشاط. وذكر المصدر أن هناك إمكانية لاستزراع أنواع أخرى من الأسماك، حيث تقوم مديرية الصيد البحري لولاية قالمة، بدعوة الفلاحين للانخراط في دورة إنتاجية في تربية سمك البلطي الأحمر «التيلابيا»، نظرا لما لهذا النوع من مردودية عالية و قيمة اقتصادية كبيرة، إذ يصل إلى أوزان تسويقية في غضون خمسة إلى ستة أشهر، ويمكن استزراع أحواض السقي الفلاحي ابتداء من شهر ماي للوصول إلى أوزان تسويقية شهر سبتمبر و أكتوبر، حيث يتم الحصول علىصغار أسماك التيلابيا من المصالح التقنية للمديرية. وكشف لنا ذات المسؤول، أنه وبالنظر لجودة منتوج ولاية خنشلة و نوعيته الرفيعة، تم تسويقه إلى عدة ولايات على غرار الجزائر العاصمة، جيجل، قالمة و سكيكدة، حيث أن النجاح في خنشلة شجع العديد من الخواص على الاستثمار في المجال، حيث تنقلوا إلى هذه الولاية للوقوف على التجربة و الاستماع لكل الشروحات حول الموضوع، كما أن النتائج الممتازة التي تحققت، شجعت المديرية الجهوية للصيد البحري على تعميم التجربة في عدة ولايات، الأمر الذي تم بتبسة، حيث تم إكمال قرار الإنشاء بمنطقة الصناعات في بلدية نقرين على مساحة 14 هكتارا، وتم استقبال 15 ملفا للخواص وهي قيد الدراسة لمنحهم الامتياز للاستثمار في تربية المائيات. و في ولاية أم البواقي، تم تحديد قطعة الأرض ببلدية عين الزيتون الخاصة بمنطقة نشاطات قيد الإنشاء، حيث قامت، مؤخرا، لجنة مكلفة بمنح الامتياز لإنشاء مؤسسات في تربية المائيات، بمعاينة ميدانية، تم من خلالها تحديد معالم منطقة النشاطات. و أكد ذات المسؤول، الأهمية البالغة التي تنتهجها المديرية الجهوية للصيد البحري من خلال الأيام التكوينية للتحسيس والإرشاد حول تربية المائيات بالمياه العذبة، مرفوقة بدورات قصيرة لحاملي المشاريع، حيث تختتم بتوزيع شهادات معترف بها من طرف أجهزة الدعم، وتسمح للمستفيدين بممارسة نشاطهم والحصول على قروض. وبولاية خنشلة، تم التكوين في تربية المائيات في المياه العذبة، عبر إنشاء مزارع إنتاجية وإدماجها في أحواض السقي مع تشجيع الراغبين في ولوج هذا المجال من طلبة، باحثين وحاملي المشاريع، بهدف الرفع من المردود و إرساء ثقافة استهلاك الأسماك بصفة عامة على مستوى المستثمرات و الأوساط الفلاحية. كما كشف المدير الجهوي عن توزيع أكثر من 1 طن من البلطي على مستوى مسمكة الشرق بولاية خنشلة، لتوفير المنتوج وبيعه بأسعار في متناول القدرة الشرائية للمواطنين، في إطار مبادرة وزارة الصيد البحري و المنتجات الصيدلية الرامية لتوفير منتجات تربية المائيات للمواطنين بأسعار مدروسة و تنافسية في شهر رمضان و كذا نشر ثقافة استهلاك أسماك المياه العذبة، خاصة البلطي الأحمر الذي يعتبر الأكثر استهلاكا في العالم، لما يمتاز به من جودة عالية و مذاق لا يختلف عن أسماك مياه البحر. وقامت سفيرة الدانماركبالجزائر، فانيسيا فيقا ساينز، شهر فيفري الماضي، بزيارة عمل إلى ولاية خنشلة، رفقة وفد مرافق لها، لتبادل الخبرات في مجال تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، في تقنية هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني الخاصة بالأقفاص العائمة في المياه العذبة، حيث أشادت بتجربة الولاية التي اعتبرتها جد ناجحة، وتم التباحث لفتح آفاق لتبادل الخبرات و الاستثمار بين البلدين في هذا المجال.