دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، إلى ضرورة تحضير المنظومات الصحية في القارة الإفريقية للتعاطي مع الأوبئة عبر إستراتجية تقوم في المقام الأول على الإنفاق الصحي وإنتاج اللقاحات محليا، وطالب بدعم وتوسيع صندوق مكافحة وباء كوفيد 19 التابع للاتحاد الإفريقي، حتى يكون أداة رصد يسمح للدول الأفريقية بالانتقال من الوقاية إلى التدخل الاستباقي. قدم بوغالي، اليوم بالعاصمة النيجيرية أبوجا، مقترحات من عشر نقاط تتعلق بتمويل الاستجابة الأفريقية لكوفيد 19، وهذا خلال تدخله في حلقة نقاش حول "تمويل الاستجابة الإفريقية للجائحة..الضرورات التشريعية والتدخلات"، و عليه دعا في هذا الإطار إلى دعم وتوسيع صندوق مكافحة وباء كوفيد 19 التابع للاتحاد الإفريقي والذي ساهمت الجزائر في إنشائه، حتى يكون أداة رصد تمكن الدول الأفريقية من الانتقال من الوقاية والاستشعار إلى التدخل الاستباقي بالسرعة التي تقتضيها التحديات استجابة لواجب التضامن الإفريقي. كما شدد بوغالي- حسب بيان للمجلس الشعبي الوطني أمس- على ضرورة تحضير المنظومات الصحية في القارة للتعاطي مع مثل هذه الأوبئة عبر إستراتيجية تعطي الأولوية للإنفاق الصحي وإنتاج اللقاحات محليا، واعتماد الرقمنة في المجال الصحي، مؤكدا في هذا الشأن بأن المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية و الوكالة الأفريقية للأدوية التي تأمل الجزائر احتضان مقرها سيلعبان دورا محوريا في ذلك. وحسب الورقة التي قدمها بوغالي فإن النقاط العشرة التي اقترحها تتمثل أساسا في الاستثمار المكثف في قطاع الصحة، إصدار قوانين تحفيزية لتمكين موظفي الصحة من ظروف عمل أحسن، إنشاء صناديق استعجالية لمجابهة الحالات الاستثنائية للأوبئة، إصدار قوانين ذات طابع جبائي تخفف من الرسوم والديون المستحقة وتحفز الاستثمار، تطوير الصناعة ذات الصلة بالأمن الغذائي، خلق مخزون استراتيجي للمواد الأساسية قابل للتجديد. وكذا الاستثمار في التقنيات الحديثة لتأمين التبادلات التجارية حتى في وضع الحجر الصحي، دعم الفئات الاجتماعية الهشة بقوانين وإجراءات خاصة وكذا المهن الأكثر تأثرا كالنقل والسياحة، و إدخال البعد المناخي وآثاره في كل الاستراتيجيات والقوانين، و إشراك النساء والشباب في بعث الاقتصاد وتنويع موارد التمويل. وفي ذات السياق أكد بوغالي تطلع الدول الأفريقية إلى أن تحظى البنية التحتية للرعاية الصحية في القارة بتمويل البنك الأفريقي سيما وأن بلدانها مقبلة على تطبيق اتفاق منظمة التجارة الحرة الأفريقية. كما تطرق المتحدث إلى ضرورة اعتماد قوانين تمكن من تنويع الاقتصاديات الأفريقية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي وتطوير الصناعة، وضرورة استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تسيير التبادلات التجارية سيما في أوقات الحجر الصحي وغلق الحدود. و حذر من عواقب انقطاع الإمدادات من الخارج وعليه دعا إلى تطوير التجارة البينية الإفريقية وتنويع مصادر الدخل ودعم وتوسيع التصنيع المحلي لجميع السلع المطلوبة، وتعبئة جميع الموارد الأساسية والمالية. وعلى صعيد آخر أشار ذات المتحدث إلى بقاء المسؤولية الأخلاقية قائمة في ذمة الدول الغنية من أجل تخفيف عبء الديون أو إلغائها بحق الدول الأفريقية، مجددا في هذا الصدد النداء الذي أطلقه الرئيس عبد المجيد تبون في جوان 2020 القاضي بتجميد خدمة المديونية. وعلى هامش مشاركته في اجتماع رؤساء البرلمانات الأفريقية بالعاصمة النيجيرية الذي جاء تحت عنوان " تعزيز الانتعاش الاقتصادي في إفريقيا لمرحلة ما بعد كوفيد 19 من خلال القيادة البرلمانية" كانت لرئيس الغرفة السفلى للبرلمان نشاطات مكثفة، حيث أجرى مباحثات مع نظيرته رئيسة الجمعية الوطنية لجنوب إفريقيا، السيدة نوسيفيوي مابيزا نكاكولا. وحسب بيان للمجلس فقد عبر الجانبان عن "ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين لاسيما وأنها مبنية على التضامن والاحترام المتبادل وتضرب جذورها تاريخيا في عمق الكفاح المشترك"، كما أكد الطرفان على تدعيم العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين، وكذا على ضرورة إعادة بعث البرلمان الإفريقي كآلية مهمة في إشراك الشعوب الإفريقية في عمل الاتحاد. كما التقى بوغالي بنظيرته رئيسة غرفة النواب لرواندا وأحد الأعضاء المؤسسين لمؤتمر رؤساء البرلمانات الإفريقية السيدة دوناتيل موكاباليزا، وقد تبادل الطرفان وجهات النظر بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك سيما ما تعلق "بضرورة إثراء العمل البرلماني بين المجلسين ودعم كل الجهود التي تهدف إلى تنمية القارة الإفريقية"، وكذا تثمين مسعى البرلمانات لإلغاء الديون الخارجية، مستبشرين خيرا، في هذا المنحى، بالاجتماع القادم للاتحاد البرلماني الدولي في رواندا. كما كانت لبوغالي كذلك محادثات مع رئيس الجمعية الوطنية لزمبابوي السيد جاكوب فرانسيس ميداندا وخلال اللقاء، عبرا عن جودة علاقات الصداقة التي تجمع بين البلدين والتي تمتاز بالحوار والتشاور المستمر وكذا الاحترام المتبادل.