❊ دعم تخفيف عبء الديون وضمان استمرار الغذاء وحماية الوظائف ❊ تعزيز التضامن القاري والعالمي لتقويض آثار الجائحة دعا الوزير الأول، عبد العزيز جراد أمس، إلى تعزيز التضامن الإفريقي والعالمي وتوحيد الجهود المشتركة من أجل التصدي لجائحة "كوفيد 19"، مشدّدا على ضرورة وصول الدول الفقيرة إلى اللقاح والخروج من هذه الأزمة الصحية التي أضرت بجهود بعث التنمية. كما نوّه بمبادرة "المنصة الأفريقية للإمدادات الطبية" وإنشاء صندوق الاتحاد الأفريقي لتمويل جهود مكافحة الوباء، الذي ساهمت فيه الجزائر يه بمبلغ مليوني (2) دولار. وأكد السيد جراد الذي يمثل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في الدورة 34 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، في كلمته حول تقرير رئيس جنوب إفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي حول "تنفيذ الاستراتيجية القارية الإفريقية المشتركة لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)"، أن هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة من حيث اتساع نطاق انتشارها، وجسامة تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، قوّضت نمو اقتصاديات الدول وأدت إلى تفاقم نسب البطالة ووضعت أنظمتنا الصحية أمام تحديات كبيرة استوجبت تبني تدابير صارمة لتخفيف العجز المالي واجتناب خسائر اقتصادية إضافية". وبعد أن نقل تحيات الرئيس تبون للقادة الأفارقة وتمنياته بنجاح أشغال قمتهم التي تجري بتقنية التحاضر المرئي عن بعد، أشاد الوزير الأول بالاستراتيجية القارية الإفريقية المشتركة لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19"، والتي تستند إلى ضرورة التعاون والتنسيق لتوفير اللقاح على الأقل لسكان القارة، معتبرا إياها "مبادرة ثمينة تسمح لدول القارة بتنسيق مواقفها في إطار العمل المتعدد الأطراف". في هذا السياق، أكد السيد جراد أن نجاح هذه الاستراتيجية القارية مرتبط بشكل وثيق بتعزيز التعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين، قبل أن يضيف بقوله، "إنها سانحة لنسجل دعمنا للمطلب الرامي إلى تخفيف عبء الديون ومساعدة الدول في ضمان استمرار الإمدادات الغذائية، وحماية الوظائف، والتخفيف من وطأة تراجع المداخيل بسبب ضياع عائدات التصدير على القارة". وجدد السيد جراد التذكير بآثار الأزمة الصحية لوباء "كورونا" على كافة نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للدول، مشيرا إلى أنه "بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح البشرية، أرغمت هذه الأزمة عديد الدول على إغلاق حدودها وفرض تدابير احترازية.. ما انجر عنه خسائر مادية معتبرة ناتجة عن تعطيل النشاطات الاقتصادية وتقييد حركة الأفراد بين دول العالم". ولمواجهة الوضع الذي فرضته الجائحة، دعا السيد جراد إلى ضرورة تعزيز التضامن القاري والعالمي أكثر من أي وقت مضى، "وتوحيد جهودنا المشتركة مع تجنيد كل طاقتنا ووسائلنا من أجل التصدي لهذه الجائحة والحد من آثارها". وأضاف السيد جراد "إننا نجتمع اليوم وكلنا أمل في تجاوز أزمة فيروس كوفيد 19 التي ألمت بالإنسانية جمعاء، بفضل بداية عمليات التلقيح ضد هذا الوباء في العديد من دول العالم، كما نتطلع إلى أن تتوصل قارتنا إلى توفير اللقاح بصفة عادلة ومنصفة بين دولنا لوقف انتشار الفيروس ووضع إستراتيجية لمرحلة الإنعاش الاقتصادي لما بعد الوباء"، مشدّدا على ضرورة تعزيز التضامن الدولي في توزيع اللقاحات وتفادي انصياع هذه العمليات إلى اعتبارات النزعة الوطنية التي تحول دون وصول الدول الفقيرة إلى اللقاح وبالتالي إطالة أمد هذه الأزمة. كما نوّه السيد جراد بمبادرة "المنصة الأفريقية للإمدادات الطبية"، التي تم تشغيلها في شهر ماي 2020، كآلية لتجميع المشتريات لكافة الدول الأعضاء، من أجل ضمان اقتناء الإمدادات الطبية الأساسية، بالإضافة إلى إنشاء صندوق الاتحاد الأفريقي لتمويل جهود مكافحة الوباء، والذي سارعت الجزائر إلى المساهمة فيه بمبلغ مليوني (2) دولار. وقامت على المستوى الثنائي، بتقديم مساعدات غذائية ومعدات طبية. الجزائر واجهت الوباء بحزم منذ الوهلة الأولى وأبرز الوزير الأول جهود الجزائر في مواجهة هذا الوباء "بحزم منذ الوهلة الأولى، من خلال التدابير الوقائية، وتسخير كل الوسائل الممكنة لمجابهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجائحة، لاسيما بالنسبة للشباب والنساء والفئات الهشة"، مضيفا بأن هذه التدابير سمحت في وقت قياسي بالتحكم في انتشار الفيروس وتحقيق اكتفاء ذاتي، فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص. وأكد في سياق ماصل، عزم الجزائر على مواصلة عملية التلقيح التي باشرتها في أواخر شهر جانفي المنصرم إلى غاية تحقيق النسب المطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية. كما سجل الوزير الأول دعم الجزائر للتوصيات الواردة في تقرير الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، وحرصها الشديد على أهمية عمل المنظمة القارية مع الشركاء الدوليين لوصول اللقاحات إلى البلدان الإفريقية "بشكل عادل ومنصف، وبتكلفة ميسورة وفي الوقت المناسب، من خلال تعزيز التعاون الدولي ودعم منظمة الصحة العالمية، وانتهاج سياسة المواقف المشتركة والموحدة، التي طالما مكنتنا من الحفاظ على مصالح دولنا وقارتنا ومنظمتنا". بالمناسبة هنأ السيد جراد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فليكس أنتوان تشيسيكدي تشيلومبو، على توليه رئاسة المنظمة القارية، كما شكر السيد سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، على جهوده خلال رئاسته للاتحاد الإفريقي في سبيل النهوض بالعمل الإفريقي المشترك، وكذا على تقريره المستفيض الذي قدمه للقمة بخصوص مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.