* إشادة بالإمكانيات التي تزخر بها الجزائر في المجال الاقتصادي دعا المشاركون في أشغال مؤتمر إفريقيا الثامن للاستثمار و التجارة، الذي انطلقت أشغاله أمس بالجزائر العاصمة، إلى تعزيز بحث فرص الاستثمار بين الدول العربية و الإفريقية في كافة المجالات، وأعربوا عن قناعتهم أن المستقبل الاقتصادي للقارة الإفريقية واعد نظرا لما تتوفر عليه أغلب بلدان القارة من المقومات، الكفيلة بدفع التعاون الاقتصادي والشراكة سواء بين الدول الإفريقية والعربية أو بينها وبين القوى الاقتصادية الأخرى. و في تدخله خلال مراسم افتتاح الملتقى المنظم من طرف هيئته أبرز رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار و التطوير، أمين بوطالبي، أهمية ولوج السوق الأفريقية لتنويع مصادر الاقتصاد و خلق الثروة، مشيرا إلى أن كل الأطراف الفاعلة في مجال الاستثمار تسعى إلى تعزيز فرص الشراكة و التعاون مع القارة الإفريقية في مجالات مختلفة من أجل تقوية أواصر التعاون الثنائي. من جهته رافع رئيس الهيئة العربية للاستثمار و الإنماء الزراعي، محمد بن عبيد المزروعي، من أجل تعزيز بحث فرص الاستثمار بين الدول العربية و الإفريقية في كافة المجالات خاصة في قطاعي الزراعة و التجارة لزيادة حجم الاستثمار والتعاون والشراكة. و أوضح المزروعي خلال تدخله في أشغال الملتقى أن هيئته تعمل على زيادة الاستثمارات الزراعية بما يمكن من التوظيف الأمثل للموارد الزراعية و المالية و الكفاءات العلمية و استغلالها بما يعود بالنفع على الشعوب العربية و الإفريقية. ودعا في هذا السياق كافة المستثمرين و مؤسسات التنمية و التمويل الإفريقية و العربية و الدولية للتباحث حول الفرص الاستثمارية المتاحة في كافة المجالات التي تخدم القطاع الزراعي و تعزز من التبادل التجاري بين الدول العربية و الإفريقية. كما أبرز المتحدث بأن للجزائر دورا أساسيا، في نشاط الهيئة العربية للاستثمار و الإنماء الزراعي وما تحقق من انجازات وذلك من خلال عضويتها في مجلس المساهمين وممثلها بمجلس الإدارة، مشيدا بالإمكانيات التي تزخر بها الجزائر باعتبارها أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة وتوفرها على أكبر مخزون في العالم من المياه الجوفية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيث تنوع المناخ والمحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة للزراعة باعتباره قطاعا استراتيجيا. كما رحبت وزيرة الاستثمار بالسودان، أحلام مدني سبيل، في الكلمة التي ألقتها بالمناسبة، بجهود الجزائر في دعم علاقات الاستثمار والتعاون مع دول القارة الإفريقية من أجل تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدة أن هذا الملتقى يشكل حدثا هاما من أجل العمل سويا لبلوغ مستقبل أكثر تماسكا مع الدول الأفريقية التي عرفت تغييرات عديدة خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية. وأبرزت المتحدثة، أن بلدها السودان يمتاز بموقع متميز، يجعل منه قطبا مهما لتبادل السلع والخدمات، فضلا عن امتلاكه لثروات طبيعية، مائية وحيوانية تشجع على جلب الاستثمار. من جهته، كشف رجل الأعمال الأردني، طلال أبو غزالة، في كلمة ألقاها عبر تقنية التخاطب عن بعد، أنه تم ببلجيكا تأسيس منظمة تحت مسمى « مؤسسة أوروبا للمتوسط و أفريقيا»، التي يترأس مجلس إدارتها، والتي تهدف إلى تطوير التعاون الاقتصادي بين هذه المناطق من فنلندا إلى جنوب إفريقيا. وفي تصريح للنصر على هامش الأشغال أكد الخبير الاقتصادي عبد القادر بريش، أن مثل هذا اللقاء الذي خصص للتسويق لمختلف البيئات الاستثمارية الإفريقية والعربية من شأنها أن تحدث ديناميكية تخدم استراتيجية الدولة الجزائرية في التوجه نحو الأسواق الخارجية وخاصة نحو الأسواق الإفريقية، مبرزا بأن القارة السمراء تمثل سوقا واعدة بواقع 1,3 مليار نسمة وبها عددا من البلدان التي حققت صعودا اقتصاديا هاما بلغت نسبة النمو فيها 8 بالمائة. و أكد بريش بأنه قد حان الوقت لكي تلعب الجزائر دورا رائدا في بعث التنمية في إفريقيا بالنظر لعلاقاتها الوطيدة مع أغلب دول القارة وبالنظر أيضا للإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر، مبرزا أهمية تفعيل '' هذا الثراء '' من خلال خلق بيئة استثمارية جديدة. من جهته أكد الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي على ضرورة سعي الجزائر في مختلف المحافل لاسترجاع الثقة ''المفقودة'' مع المستثمر الأجنبي، مبرزا في هذا السياق أهمية تنظيم مؤتمر إفريقيا للاستثمار و التجارة في هذه الفترة بالجزائر، لتعريف المستثمر الأجنبي بالمنتوج المحلي وبخامات الجزائر ومؤهلاتها وأيضا لإبراز التوجهات الاقتصادية الجديدة للجزائر الرامية لبسط مناخ استثماري مناسب وجذاب، من خلال قانون الاستثمار الذي دعا الرئيس تبون إلى مراجعته من أجل تحقيق الغرض المذكور. وثمن المحلل الاقتصادي أبو بكر سلامي، المستوى العالي للمداخلات في هذا اللقاء، داعيا إلى تكثيف هذا النوع من الندوات والمؤتمرات لأهميته في التأسيس لتعاون اقتصادي وشراكة بين الجزائر وإفريقيا على وجه الخصوص سيما في ظل توجه بلادنا نحو الدخول بقوة إلى الأسواق الإفريقية. تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤتمر تميز بحضور منظمات أرباب عمل جزائرية و إفريقية و ممثلين عن مختلف القطاعات الوزارية و غرف التجارة و الصناعة الجزائرية و الأفريقية و متعاملون اقتصاديون و خبراء في مجال الاقتصاد و المالية بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات جهوية وبنوك ومؤسسات مالية وطنية وإقليمية.