لم تقتصر نشاطات الترويج للطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، على الجانب الرياضي فقط، بل تعدته إلى جوانب أخرى، منها الفنية التي بدأت منذ أشهر بتزيين شرفة واجهة البحر، بلوحات تعكس ما تزخر به الباهية من مكاسب تراثية و جمالية معمارية و تاريخية، وتعددت المبادرات في المجال الفني بمختلف أنواعه، من بينها معارض لرسومات الأطفال و رسم جداريات عبر شوارع و مؤسسات عين الترك بوهران، من قبل فنان تشكيلي. الألعاب المتوسطية في صلب أعمالي أطلق الفنان ولد محمد مخيسي مؤخرا، مبادرة لرسم الجداريات عبر شوارع و مؤسسات عين الترك بوهران، من أجل تزيينها و ترميم الهشة منها، بهدف إضفاء لمسات جمالية على المدينة الساحلية التي تستقطب ملايين الزوار و السياح كل صيف، و كذا تحضيرها لاستقبال ضيوف الباهية، المشاركين في الألعاب المتوسطية المقبلة. في هذا الإطار، أوضح الفنان في اتصال مع النصر، أن التظاهرة المتوسطية كانت في صلب أعماله الفنية، من جهة للترويج لها، خاصة وأن عين الترك بدأت في استقبال أوائل المصطافين من عدة ولايات، مثلما تعودت قبل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، مبرزا أنه تمكن من إنجاز أكبر جدارية بطول 270 مترا و مترين (02)عرض، وهذا على مستوى شاطئ الجنة بعين الترك، جسد فيها كل ما يرمز إلى وهران، و إلى بعدها المتوسطي. و أضاف المتحدث أن أعماله الحالية المتمثلة في جداريات فنية، تعتمد على إمكانيات بسيطة، غالبا ما توفرها له بعض الجمعيات، و هو يتطلع لتقديم أعمال أخرى، تشمل كل وهران، وليس بلدية عين الترك فقط، التي كانت انطلاقته منها، لكن نقص الإمكانيات يحد من توسيع المبادرة. و سبق للفنان مخيسي أن أطلق مبادرة "مدارس الجزائر بالألوان" لأنه يرى أن المؤسسات التربوية بحاجة لجداريات و رسومات داخلها وخارجها، من أجل رفع معنويات التلاميذ وتمرير رسائل إيجابية لزرع حب الوطن و الوفاء للشهداء و الالتزام بالأخلاق الحميدة و الترفيه وغيرها من الأمور، التي يمكن لصورة على جدار، أن تنقلها وترسخها أكثر من أي وسيلة أخرى، مشيرا إلى أن مبادرته ، ألهمت العديد من نظرائه الفنانين الذين يتطلعون لتقديم خدماتهم من أجل تزيين و تجميل مدارس وشوارع ومحيط وهران، لضمان حسن الاستقبال لزوار الباهية. بالنسبة لبداية مشواره الفني، قال ولد محمد مخيسي، أن علاقته مع الفن بدأت في التسعينات، عندما تخرج من مدرسة الفنون الجميلة بوهران، و التحق بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، أين شارك في عدة أعمال فوق الركح، منها مسرحية "صياد الملح"، كما كان يشرف على تصميم ديكورات أعمال مسرحية أخرى. انتقل بعد ذلك إلى مديرية الثقافة، أين قدم عدة أعمال فنية من لوحات زيتية و اسكاتشات و تصميمات ديكور و إشراف على الأمور التقنية وغيرها، مبرزا أنه منذ 1994، عاد إلى مسقط رأسه بلدية عين الترك، وشرع في تطوير أعماله الفنية، خاصة الرسم، وأصبح اسمه معروفا في الوسط الفني، مما فتح له الطريق للقيام بأعمال في مختلف أنحاء الوطن. علما أن الفنان ولد محمد مخيسي، لا يقتصر إبداعه على الجداريات، بل يجسد كل ما يراه و يحسه في لوحات زيتية، كما يقدم التراث الجزائري المادي واللامادي في أجمل حلة فنية. يذكر أنه في إطار التحضيرات الفنية للألعاب المتوسطية، يحتضن المتحف الوطني أحمد زبانة بوهران، معرضا لرسومات تلاميذ المؤسسات التربوية الذين فازوا مؤخرا في المسابقة الولائية "أرسم وهران" والبالغ عددهم 45 تلميذا، تعكس رؤيتهم الفنية للباهية و تجسد مواهبهم الفنية، و قد انطلق المعرض يوم الثلاثاء المنصرم و يتواصل إلى غاية يوم 17 ماي الجاري.