خبراء يدعون لاستخدام البكتيريا الجذرية في الزراعات يؤكد باحثون أن استخدام البكتيريا الجذرية في تعزيز نمو النباتات يساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي والنهوض بالإنتاج وتحسين جودته، إلى جانب تعزيز قدرته على مقاومة التغيرات الطبيعية، على اعتبار أن هذه التقنية الحديثة تجعل المحاصيل الزراعية ذات مردودية أكثر، وبالتالي تطور الاقتصاد الأخضر في الجزائر. وأوضحت الدكتورة نادية يخلف المختصة في الفسيولوجيا النباتية وتحسين النباتات بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، أن استعمال تقنية البكتيريا الجذرية التي تعيش في المنطقة المحيطة بهذه الكائنات الحية، يحسن خصوبة التربة ويساعد على نمو النباتات كما يكسبها مقاومة ضد الجفاف، فهي تعتبر كمخصبات حيوية وتحسن الإنتاج كما أنها تحافظ على البيئة. وأضافت الدكتورة على هامش يوم دراسي احتضنته جامعة منتوري، أن العديد من الدراسات أثبتت أن هذه المجموعة من البكتيريا المتواجدة في التربة وفي البقوليات، يمكن عزلها واستغلالها، وذلك من خلال دمجها في جذور نباتات أخرى كالقمح. وذكرت يخلف، أن الدراسات والزراعات التجريبية التي تم إنجازها داخل المخابر العالمية والوطنية، وحتى المحلية على غرار مخبر بيوتكنولوحيا النباتات بجامعة منتوري، أثبتت فعالية هذه البكتيريا على أرض الواقع، حيث أنها تحسن المردود الزراعي وتسرع نمو النباتات و تزيد إنتاجيتها. ولفتت يخلف، إلى أن هذا النوع من البكتيريا الموجود طبيعيا في التربة، يكثر في جذور النباتات البقولية، لهذا كانت تُستعمل هذه الطريقة تقليديا لزيادة خصوبة التربة. ومن جهة أخرى أكدت الأستاذة، أن الباحثين في هذا المجال يطمحون إلى استعمال تقنية البكتيريا الجذرية على مستوى أكبر من المساحات الزراعية في الوطن. في مقابل ذلك، يُطرح إشكال حول ما إذا كان استعمال هذه الكائنات يكلف أموالا كبيرة، حيث أشارت المتحدثة إلى وجود بعض التحديات التي قد تحول دون الوصول إلى النتائج المنشودة وهي تحقيق الاكتفاء الذاتي بكلفة بسيطة. كما أكدت الدكتورة المتخصصة في بيوتكنولوجيا النباتات، معقال ريم تنهنان، أن الإكثار من استخدام الأسمدة الكيماوية، له انعكاسات سلبية على المكونات الحية للنظام البيئي، بما فيها صحة الإنسان والحيوان والنبات نفسه، لذلك وجب الإنقاص تدريجيا من استعمالها واعتماد تقنية البكتيريا الجذرية، لاسيما أن هناك توجها عالميا باستخدام كل ما هو طبيعي في تغذية النباتات. وذكرت معقال، أن تحقيق الفائدة المرجوة من هذه البكتيريا، يتم من خلال استعمالها وفقاً لبرامج مدروسة، من حيث كمية ونوعية وتوقيت إضافتها، بما يتناسب مع نمو النبات وحاجته، ويتم ذلك عن طريق الحقن أو السقي بهذه المواد. وأشارت المتحدثة، إلى أن كل بكتيريا لها دور معين، فهناك من تمكن النبتة من الحصول على العناصر الغذائية التي تحتاجها وأخرى تعمل على زيادة طولها وما إلى ذلك، داعية إلى تطبيق نتائج الدراسات التي أثبتت فعالية هذه الكائنات، على أرض الواقع، من أجل تحقيق التنمية في مجال الاقتصاد الأخضر. لينة دلول تشجيع الاستثمار لتوسيع السد الأخضر بتبسة تقوم محافظة الغابات ومديرية المصالح الفلاحية ومحافظة السهوب بولاية تبسة، بعقد جلسات عمل عبر دوائر ولاية تبسةالجنوبية، تتعلق بدراسة مخطط العمل المتعلق بإعادة تأهيل السد الأخضر و توسيعه وفق التوجيهات الجديدة للمخطط المتعلقة بفتح مجالات الاستثمار و تشجيع المستثمرين، حيث يقوم محافظ الغابات و مدير المصالح الفلاحية بتقديم الشروحات والتوضيحات اللازمة بخصوص هذا المخطط، بهدف مكافحة التصحر والتغير المناخي إلى جانب توسيع مساحة الغطاء النباتي، مع انجاز استثمارات خاصة في المجال الفلاحي تساهم في خلق الثروة ومناصب الشغل. إعادة بعث السد الأخضر عبر بلديات جنوب الولاية، تهدف إلى الحفاظ على التوازن البيئي والنظام الإيكولوجي، ومكافحة التصحر، و وضع حد لظاهرة زحف الرمال التي تهدد مساحات شاسعة من الولاية، سيما الجنوبية منها، إلى جانب تحسين ظروف معيشة سكان المناطق المعنية و ذلك بغرس مختلف أصناف الأشجار خاصة المثمرة منها. تنويع أصناف الغراسة بالبلديات المعنية للإشارة، فإن محافظة الغابات لولاية تبسة، قد شرعت في تنظيم الخرجات الميدانية عبر البلديات التسع المعنية بالمشروع والواقعة بجنوب الولاية والجنوب الغربي، وهي بئر العاتر، العقلة المالحة، أم علي، صفصاف الوسرى، الحويجبات، المزرعة، العقلة المالحة, سطح قنتيس، ثليجان، قصد تحديد أصناف الأشجار التي يمكن غرسها في كل منطقة، حيث تقوم اللجان المعنية بدراسة الجانب الاجتماعي وتحديد احتياجات السكان في هذه المناطق في مجالات الطرقات وفك العزلة ومياه السقي الفلاحي والطاقة الشمسية, فضلا عن تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية من خلال إشراكهم في مسار الإنتاج الوطني خاصة في مجال الفلاحة والحرف التقليدية. محافظة الغابات بالولاية، أعدت جملة من الأهداف في مجال إعادة بعث مشروع السد الأخضر, حيث تعمل على تنفيذ البرنامج المسطر ضمن المخطط الرباعي "2020-2023" للحد من ظاهرة التصحر والرفع من المساحة الغابية بهذه الولاية. المحافظة قامت بتحديد عدد من الأصناف التي يمكن غرسها، على غرار أشجار اللوز والفستق الحلبي و الخروب والتين الشوكي و الزيتون و النخيل وغيرها بعد أن كان الغرس يقتصر على الصنوبر الحلبي والكاليتوس والصرو والقطف، و ذلك بهدف تحسين ظروف معيشة العائلات القاطنة بمناطق الظل والمناطق البعيدة والنائية عبر البلديات التسع المعنية ضمن هذا البرنامج التنموي الهام، وسيسمح تجسيد هذا البرنامج بمساعدة العائلات القاطنة بهذه المناطق والتي تعيش ظروفا معيشية صعبة، بحكم صعوبة الطبيعة، وانعدام الظروف المناسبة للعيش، من خلال العمل على توفير مناخ استثماري يمكنهم من تحسين ظروف معيشتهم وتثبيتهم في مناطقهم وذلك تنفيذا للسياسة الجديدة للحكومة، أين ستعمل المحافظة على مرافقة هذه العائلات، من خلال توزيع عدد من أطقم الطاقة الشمسية، ومئات خلايا النحل المملوءة، إضافة إلى فتح عشرات الكيلومترات من المسالك الريفية والفلاحية. إنجاز نقاط مراقبة تثبيت الكثبان الرملية استفادت ولاية تبسة التي تتميز بمناخ شبه صحراوي منذ إقرار مشروع السد الأخضر عام 1970 من طرف الدولة من تجسيد عشرات العمليات التي تهدف أساسا لمكافحة التصحر وكبح زحف الرمال من جنوب الوطن نحو شماله وتوسيع الغطاء النباتي، حيث وبحسب الإحصاءات الصادرة عن محافظة الغابات فقد تم في هذا الخصوص تهيئة مساحة شاسعة تعادل 24158 هكتارا إلى غاية نهاية سنة 2020، وذلك عبر 9 بلديات، حيث تمثلت العمليات المجسدة أساسا في إنجاز نقاط مراقبة بالمناطق الحساسة وإعادة تأهيل وإنجاز مسالك فلاحية وريفية والقيام بأشغال غراسة غابية ورعوية فضلا عن تثبيت الكثبان الرملية وتعبئة الموارد المائية. محافظ الغابات، أكد مؤخرا في هذا الشأن بأن هذه العمليات تهدف بالدرجة الأولى إلى المحافظة على الغطاء النباتي الذي تدهور بشكل كبير، بفعل عوامل طبيعية من بينها قلة التساقطات المطرية في السنوات الأخيرة، وانجراف التربة، وزحف الكثبان الرملية، فضلا عن العوامل التي تسبب فيها الإنسان، على غرار الرعي العشوائي وتعرية الأرض، واجتثاث مادة الحلفاء التي تشتهر بها الولاية، سيما المناطق الجنوبية منها لاستخدامها كأعلاف أو للتدفئة، مشيرا إلى أنه بالنظر لتوفر ولاية تبسة على مساحة غابية هامة تفوق 211 ألف هكتار منها أزيد من 123 ألف هكتار غابات بنسبة 59 بالمائة، فإن المحافظة تسعى إلى الحفاظ عليها من التلف وتوسيعها، فيما قدرت المساحة المعنية بغرس الأشجار ضمن برنامج السد الأخضر بحوالي 407 آلاف هكتار من إجمالي مساحة الولاية. ع.نصيب الباحث المتخصص في شؤون البيئة و الحياة البرية علي العافري الطيور النادرة ضحية التغيرات المناخية و اعتداءات الإنسان يبدي الباحث المتخصص في شؤون البيئة و الحياة البرية و الطيور علي العافري مخاوف جدية تجاه مستقبل الأنواع النادرة من الطيور بالجزائر، مؤكدا للنصر بأن عوامل كثيرة قد تزيد من تدهور الملاذات البيئية الآمنة التي تعيش فيها طيور نادرة تشكل عصب التنوع البيولوجي و التوازن الإيكولوجي عبر مختلف مناطق الوطن، و خاصة بالشريط الشمالي أين تعيش عدة أنواع من الطيور والكائنات الحية الأخرى من حيوانات و نباتات منذ عقود طويلة. و تعد التغيرات المناخية و الجفاف و توسيع العمران و المساحات الزراعية بالمناطق المحمية من أكبر المخاطر التي تهدد مستقبل الطيور النادرة بالجزائر، منها 4 أنواع اقرب إلى الانقراض بمرور الزمن. و قال علي العافري متحدثا للنصر"اعتقد أن الجفاف الذي تعاني منه المنطقة هو من بين الأسباب الأكثر تهديدا لحياة الطيور و خاصة النادرة منها، ثم يأتي العامل البشري في المرتبة الثانية خاصة بالاعتداء غير الشرعي على المناطق الطبيعية و ما تتعرض له من توسع عمراني غير مدروس". و يرى الباحث الذي يقود عدة دراسات حول الحياة البرية بالجزائر بأن الطبيعة قادرة على ترميم نفسها بنفسها مع مرور الزمن، لكن تدخل الإنسان قد يعطل هذا النظام و يقوض فرص التعافي من الجفاف و التغيرات المناخية. طائر بلشوان القطعان مفيد للتنوع البيولوجي و أوضح علي العافري بأن قطع الأشجار بالمدن و القرى و المزارع، و مطاردة الطيور البرية التي تعيش هناك، يعد أيضا من المخاطر المحدقة بعدة أنواع بالجزائر، كما يحدث لطائر أبو قردان أو بلشوان القطعان "Bubulcus ibis" الذي يتعرض لمخاطر كبيرة بسبب تصرفات معادية داخل المدن و المزارع على حد سواء، مؤكدا بأنه طائر ذو أصل إفريقي-هندي، و أن المعطيات المتوفرة عن تاريخ مشاهدته في الجزائر تعود إلى القرن التاسع عشر، و خلال السنوات الأخيرة تكاثرت أعداده بشكل كبير على مستوى جميع مناطق تواجده حول العالم، و هذا راجع في الأساس إلى قدرته على التكيف مع التوسع العمراني و مختلف الأنشطة البشرية. و أضاف الباحث بأن عوامل أخرى قد زادت من أعداده في السنوات الأخيرة، بينها قدرته الكبيرة على تنويع مصادره الغذائية، حيث انتقل في الآونة الأخيرة من اصطياد الزواحف و الحشرات و القوارض الصغيرة و التي تعتبر أمرا منهكا بالنسبة إليه، إلى الاعتماد على الفضلات الناتجة خاصة من أنشطة تربية الدواجن و الأنعام، حيث وجد فيها البديل خاصة مع توفرها بكثرة، نظرا للرمي العشوائي لها حيث لا يتطلب الحصول عليها أي جهد مقارنة بغذائه الطبيعي. و حسب المتحدث فإن الطيور النادرة و حتى تلك المتواجدة بكثرة في الجزائر و حول العالم كطائر بلشوان القطعان، مفيدة للتنوع البيولوجي و التوازن الإيكولوجي، و لا توجد دراسات تثبت مدى تأثير هذا الطائر المثير للجدل على الأنظمة البيئية بصفة عامة ما عدا إمكانية نقله لأمراض فيروسية تصيب الطيور بصفة خاصة. "أعتقد أن هذا الطائر لا يزال يملك دورا مهما في التوازن البيئي خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضاء على الحشرات و القوارض الضارة، أما زيادة أعداده فيمكن تعديلها و ذلك بواسطة القضاء على الرمي العشوائي للفضلات خاصة الناجمة عن النشاطات الفلاحية، و بالاعتماد على الدراسات الموثقة فإن هذا الطائر يتواجد من الحدود الشرقية إلى غاية الحدود الغربية، على شريط يقدر بنحو 200 كلم من الساحل عرضا و بطول 1200 كلم، على مساحة تقارب ربع مليون كلم مربع، و هو قليل المشاهدة في الصحراء الجزائرية، لكنه موجود في بيئته المفضلة على مدار العام، فهو طائر معشش لكن مشاهدته قليلة جدا في الصحراء و نتائجه السلبية حول صيرورة النظام البيئي تبقى مجرد فرضية". و الباحث علي العافري أستاذ محاضر قسم أ بجامعة عباس لغرور بخنشلة، حائز على دكتوراه علوم تخصص بيولوجيا و ايكولوجيا الحيوان من جامعة سطيف سنة 2017 و متحصل على التأهيل الجامعي سنة 2021 من جامعة خنشلة، و خلال مشواره الدراسي قام بتربصات ميدانية في جامعة ميلانو سنة 2015، و جامعة باريسالجنوبية لمدة سنة تحت إشراف البروفيسور Anders pap Moller المصنف رقم 7 على مستوى العالم في مجال البيئة. أغلب الأبحاث التي قام بها الباحث الشاب تخص بيولوجيا و ايكولوجيا الطيور و البيئة بصفة عامة، و التي كللت كلها بنحو 19 مقالا علميا منشورا في أرقى المجلات العالمية.