سوق أهراس تطمح لمضاعفة إنتاجها مرتين ونصف بدأت ثمار المشاريع التنموية الفلاحية بولاية سوق أهراس تظهر في الميدان بتقدم الولاية إلى المرتبة الثانية على المستوى الوطني في نسبة نمو القطاع الفلاحي ب 30.29 بالمائة خلال موسم 2010 2011 . كما احتلت بلدية المشروحة المرتبة الأولى وطنيا في شعبة الحليب بإنتاجها أكثر من 25 مليون لتر. ومع هذا فإن مسؤولي القطاع يرون أن القدرات الموجودة بالولاية تسمح بمضاعفة الإنتاج في الحليب و الحبوب و الخضر أكثر من مرتين. تحقيق وتصوير : م / بن دادة وفي نظر مدير المصالح الفلاحية بالولاية السيد منصوري عبد الرحمن أن ارتفاع نسبة نمو القطاع يعود أساسا إلى التقدم الذي سجلته الشعب الفلاحية الأساسية بالولاية وهما شعبتي الحليب و الحبوب وكذلك توسع المساحات المسقية بعد استلام محيط سقي سدراتة الذي سمح بإضافة 1800 هكتار مسقية. إضافة إلى دعم الدولة والتأطير التقني و التمويل و التموين بمختلف المدخلات الفلاحية. النقائص تظل قائمة حسب نفس المسؤول من حيث استعمال التقنيات والتحسيس بسبب نقص عدد الإطارات و الإمكانيات . و بالقضاء على تلك النقائص بإمكان الولاية في تقديره مضاعفة الأرقام المحققة مرتين ونصف على الأقل بسهولة. جانب آخر له أهميته المعتبرة في تنمية القطاع الفلاحي تحقق هو الآخر على المستوى الوطني وكانت آثاره حميدة بسوق اهراس وهو برنامج المستثمرين المعنيين بعقود الإمتياز الذي انطلق بالولاية و يبشر بخير وفير حيث حصل 300 فلاح مستثمر على عقود الإمتياز من بين 3000 مستثمر معنيين بهذا العقد على مستوى الولاية أودعوا دفاتر الشروط لدى مصالح أملاك الدولة و المساحة المخصصة لهذا العدد هي 32 ألف هكتار. وأضاف المتحدث أن الديوان الولائي للإراضي الفلاحية يسعى لاستكمال هذه العملية قبل نهاية جوان القادم والمساحات المعنية بهذه العملية هي من أجود الأراضي 70 بالمائة منها كانت في يد المعمرين قبل استقلال الجزائر. ومن دون شك يقول أنها ستساهم في رفع الإنتاج و معدل الإنتاج بعد اطمئنان الفلاحين و زوال تخوفاتهم ، حيث صار تصرفهم في الأراضي بحق الإمتياز كاملا وهي تسوية تحررهم من التردد و تسمح لهم بالإنطلاق في الإستثمارات دون خوف. مساحة واسعة و تنوع في الإنتاج تسمح المساحة الواسعة لولاية سوق اهراس التي تبلغ 436 ألف هكتارمنها حوالي 254 ألف هكتار صالحة للزراعة بتنوع النشاطات الفلاحية تبعا لخصوبة التربة و وفرة مياه السقي،، لهذا فالولاية ذات طابع فلاحي غابي رعوي برزت فيها شعبتان فلاحيتان أساسيتان هما شعبتي الحبوب و الحليب كما ساهمت المساحات المسقية المضافة بتطور واضح لإنتاج الخضر، إذ بلغت مجمل المساحة المسقية 7500 هكتار مما سمح كذلك بممارسة السقي التكميلي للحبوب وهو ما أدى إلى ارتفاع مردودية المساحات المستفيدة من هذه التقنيات . وقد بلغ مجموع ما أنتجته الولاية من الحبوب خلال الموسم المنصرم مليون و 925 ألف و 800 قنطارمنها 973 ألف و 500 قنطار قمح صلب و 451 ألف قمح لين و 440 ألف و 450 قنطار شعير. لكن رغم هذا سجل القطاع بعض الملاحظات المفسرة لعدم تحقيق الأهداف المسطرة في بعض المواد كالحبوب مثلا التي تضررت كثيرا بفعل تساقط البرد . المساحة المتضررة بلغت خلال الموسم الماضي أكثر من 17 ألف هكتار نجم عن ذلك إنتاج ضائع قدر ب 313 ألف قنطار مما تسبب في تحقيق 94 بالمائة من الأهداف. ولولا العامل المذكور لأمكن تجاوز الأهداف المسطرة. فيما يخص الأعلاف تبقى الكمية المنتجة قليلة مقارنة بمؤهلات الولاية. وتم تسجيل كذلك نقص الأعلاف الخضراء و السيلاج ( العشب الأخضر المخزن ). وقد عملت مديرية الفلاحة لتدارك هذا النقص في الموسم الجاري بالتنسيق مع المعهد الوطني للتربية إلى إجراء أيام تطبيقية لمربي الأبقار فيما يخص حش السيلاج وكيفية المحافظة عليه من التلف وبقائه في حالة جيدة. بخصوص الخضروات ومع انطلاق محيط السقي " سدراتة الزوابي بئر بو حوش " ارتفعت زراعة البطاطا من 400 هكتار إلى 1135 هكتار بإنتاج قارب 300 ألف قنطار وبذلك تم تسجيل زيادة ب 134 بالمائة. و كذلك الشأن في الخضروات التي ارتفع إنتاجها من 400 ألف قنطار في السنوات الماضية إلى 700 ألف قنطار. لكن ضرر البرد في هذا الجانب كان كبيرا هو الآخرعلى مستوى بلديتي الزوابي و سدراتة وأدى إلى إلحاق خسائر بمنتوجي البطيخ و الدلاع و بلغت المساحة المتضررة232 هكتار بإنتاج ضائع قدر بأكثر من 114 ألف قنطار. تحفيزات جمع الحليب أعطت نتائجها سجلت الكمية المجمعة من الحليب ارتفاعا وصل إلى حدود 38 بالمائة مقارنة بالكمية المنتجة التي كانت في الأمد القريب لا تتعدى 10 بالمائة. ومن الواضح أن الدافع الأساسي لتسجيل هذه الطفرة هو التحفيزات التي اعتمدتها الدولة لجمع الحليب و المتمثلة في منح أحواض التبريد ، وآلات الحلب وتشجيع جمع الحليب و اقتناء أبقار حلوب.. مع التذكير بأنه بداية من جوان2010 تكفل الديوان الوطني المهني للحليب بتسديد إعانات الدولة المتمثلة في 12 دج في اللتر للمربي و 5 دج لمجمع الحليب و 5 دج لوحدات التحويل. بلغ إنتاج هذه المادة للسنة الماضية بالولاية 92 مليون لتر. ممارسو تربية الأبقار يدركون أن النتائج المحصلة لا زالت ضعيفة رغم أهميتها مقارنة بالقدرات الموجودة .لتحقيق ذلك يجب التخلص من بعض السلبيات ومنها نقص تنظيم شبكة الجمع و غياب وحدات تحويل كافية( كانت توجد واحدة فقط وقد صارت إثنتان وقريبا سيصبح العدد ثلاثة مع اقتراب اكتمال تجهيز الوحدة الثالثة كلها متواجدة بالمنطقة الصناعية لسوق اهراس، وهذا من شأنه أن يحسن وضعية جمع الحليب أفضل من الماضي). و من الناحية التقنية يوجد نقص في تنويع الأغذية التي بقيت مقتصرة على العلف المركز واستعمال الأعشاب الخضراء و السيلاج باستثناء بعض المربين القلائل الذين استطاعوا أن ينوعوا أغذية أبقارهم مما ضاعف إنتاجهم مقارنة بزملائهم الذين لم ينوعوا الغذاء. من السلبيات الموجودة كذلك نقص تنظيم شبكة الجمع ونقص المراقبة على كل المستويات ( المربي ، المجمع ، المحول ) . مشروع جزائري فرنسي لتطوير شعبة الحليب أنشىء هذا المشروع لتفادي النقائص المذكورة آنفا و التكفل الجيد بشعبة الحليب وهذا لمدة ثلاث سنوات . وقد انطلق في شهر أكتوبر 2011 ويعمل المشروع على تحقيق جملة من الأهداف أهمها : القيام بتنسيق كل المجهودات لدمج شعبة الحليب جمع كل المتعاملين نحو هدف واحد هو تحسين إنتاج وجمع الحليب تقديم دعم تقني لأكثر من 300 مرب. و في جانب التأطير : تحسين نوع التغذية إنتاج بذور الأعلاف لا سيما المحلية منها التكفل بالتلقيح الإصطناعي. في الجانب التنظيمي : إنشاء مؤسسات تأطير تضم 7 إطارات مختلفة التخصصات تنظيم الشعبة بوضع ديناميكية جديدة على مستوى الجمعيات ( المربين ، المحولين ، مجمعين و متدخلين اقتصاديين) و هذا بعد إنشاء مجلس جهوي متعدد المهن لشعبة الحليب في ماي 2011 و يضم 5 ولايات متجاورة حث الديوان الوطني للحليب لإنشاء وكالة على مستوى الولاية للتكفل بهذه الشعبة من كل الجوانب ( التقنية و الإقتصادية ) خاصة مراقبة كل المراحل ( إنتاج جمع و تحويل ) التكفل بالتكوين و التحسيس مع كل المتدخلين ( مديرية الفلاحة ، الفرع ، المعاهد الفلاحية المتخصصة ) مع إدماج الأطراف الأخرى مثل ا لتكوين المهني و الجامعة و لا سيما المعهد الفلاحي البيطري لبلدية تاورة تشجيع المربين المتحصلين على الإعتماد الصحي بمنحهم علاوة صحية مع رفع نسبة التعويض بالنسبة لذبح الأبقار المصابة بالحمى المالطية و مرض السل. ارتفاع مساحة البطاطا ب 162 بالمائة سجلت المساحة المزروعة و المجنية هذا الموسم من البطاطا ارتفاعا بأكثر من 162 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط و قد ساعد على تحقيق هذه القفزة النوعية بصفة أساسية وفرة عامل ماء السقي وكذلك التشجيعات التي منحتها الدولة في اقتناء عتاد السقي و دعم الأسمدة. و من جملة الكمية المنتجة و المقدرة بما يقارب 300 ألف قنطار تم تخزين ما يفوق 14 ألف قنطار في إطار ضبط المنتوجات ذات الإستهلاك الواسع على مستوى غرفة التبريد بسدراتة. ويذكر أن مديرية الفلاحة تتكفل بمصاريف التخزين لمدة ثلاثة أشهر كدعم . كما أن المديرية تقوم بتسديد فارق الربح إذا هبط دون 25 دج. 10 آلاف هكتار مبرمجة للزيتون عشرة آلاف هكتار من أشجار الزيتون هي حصة ولاية سوق أهراس من البرنامج الوطني الخماسي 2010 / 2014 الذي يهدف إلى غرس مليون هكتار من هذه الشجرة. غراسة الزيتون هذا الموسم بلغت 1308 هكتار/ المستفيدون 1189/ لتصل المساحة الإجمالية المغروسة إلى 3326 هكتار بزيادة قدرت ب 65 بالمائة. يذكر أن الولاية استفادت من إنشاء معصرة حديثة بدعم من الدولة لأحد الخواص ببلدية الحدادة وهو ما سمح للفلاحين من اقتصاد أعباء و أتعاب التنقل إلى معاصر بعيدة عنهم بالولايات المجاورة. من جانب آخر تجدر الإشارة إلى التطور الذي تشهده شعبة العسل فقد بلغ عدد الخلايا بالولاية 16 ألف وحدة وبلغ الإنتاج 560 قنطارا. و قد تم مؤخرا تكوين جمعية لمربي النحل ستساعد في إعطاء دفع لهذا النشاط و توسيع ممارسته. م / ب