سكان قرية مرزوق يطالبون بحمايتهم من فيضان " وادي القنطرة " و بحيرة " فزارة " طالب سكان قرية مرزوق عمار التابعة إداريا لبلدية سيدي عمار بولاية عنابة بضرورة التدخل الفوري و العاجل لمصالح مديرية الري من أجل تخليصهم من كابوس الفيضانات الذي جعلهم يعيشون لحظات رعب و فزع في الأيام القليلة الماضية جراء الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على المنطقة، لأن السيول الجارفة أجبرت الكثير من العائلات المقيمة بهذه القرية على مغادرة منازلها خوفا من خطر الفيضان الذي يبقى يهدد السكان، على إعتبار أن هذه القرية تقع بمحاذاة وادي " القنطرة " و كذلك بالقرب من بحيرة " فزارة "، و إرتفاع منسوب المياه في المجرى المائي زاد من مخاوف السكان الذين طالبوا بتدخل المصالح المعنية لبرمجة عمليات إستعجالية كفيلة بتوفير الحماية اللازمة لمئات العائلات. إنشغال سكان قرية مرزوق عمار طفا إلى السطح من جديد بسبب التقلبات الجوية الأخيرة، لأن معاناة العائلات المقيمة بهذه القرية بلغت ذروتها في نهاية الأسبوع المنصرم، بعد إرتفاع منسوب المياه في وادي " القنطرة "، حيث أرغمت وحدات الحماية المدنية على إعلان حالة طوارئ قصوى و متابعة الوضعية عن كثب، بتنصيب فرقة تدخل على ضفاف الوادي تحسبا لأي طارئ، سيما و أن السكان أبدوا تخوفهم الكبير من حدوث كارثة، خاصة و أن غالبيتهم تقطن سكنات فوضوية و بيوت قصديرية لا تقوى أسقفها و جدرانها على مقاومة السيول الجارفة المتدفقة من الوادي. إلى ذلك فقد أثار السكان في عريضة المطالب التي تقدموا بها إلى السلطات المحلية جملة من الإنشغالات اليومية التي تزيد من معاناتهم، لأن هذه القرية عرفت إنجاز الكثير من السكنات بطرق فوضوية خلال العشرية الماضية، مما جعل الحي يتحول إلى منتجع للبيوت القصديرية، مع تزايد طالبي السكن على مستوى القرية، كما أن هذه الوضعية إنعكست بصورة مباشرة على المحيط البيئي، لأن غالبية البيوت تضم تعدادا أسريا مرتفعا، و لا تتوفر على أدنى مقومات الحياة الكريمة، خاصة بالنسبة لقنوات الصرف الصحي التي لا وجود لها في المخطط العمراني، إذ يلجأ قاطنو البيوت القصديرية إلى القنوات والطرق التقليدية لصرف مياههم المنزلية، مما أدى إلى تعفن لا يطاق في عمق الحي الذي يغرق على مدار أيام السنة في تسربات المياه القذرة، في ظل الإكتفاء بحلول ترقيعية و ظرفية تتمثل في تنصيب قنوات لصرف المياه القذرة لا تراعي المعايير المطلوبة ، بحجة تفادي تضييع الأموال في مسكن قصديري يقع بحي فوضوي ، يعتبر بمثابة مقر للإقامة المؤقتة، في إنتظار الترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش. و في سياق متصل، يعرف الحي فوضى عارمة في توصيل الكوابل الكهربائية، حيث يقوم الكثير من الجيران بالإشتراك في عدادات موحدة لفائدة عدد من الأسر، قصد استعمالها المحدود في أغراضهم اليومية من الطاقة الكهربائية، الأمر الذي تسبب في إنتشار أسلاك كهربائية فوضوية فوق سطوح المنازل، من دون الإحساس بدرجة خطورتها على حياة السكان. بالموازاة مع ذلك فقد كانت مصالح بلدية سيدي عمار بعملية إحصاء لجميع السكان الذين كانوا قد أنجزوا بيوتا على مستوى هذه القرية قبل سنة 2007، و إدراجهم ضمن العائلات المعنية بحصة البلدية من برنامج القضاء على السكنات الهشة، سيما و أن معظم العائلات التي تقطن بقرية مرزوق عمار نصبت الترحيل في صدارة إنشغالاتها، في الوقت الذي برمجة فيه البلدية عملية تهيئة لمحيط هذه القرية يمتد على أربعة مراحل، بينما يبقى مشكل فيضان وادي " القنطرة " و بحيرة " فزارة " من بين الملفات المطروحة على طاولة مديرية الري بالولاية.