تتواصل معاناة المواطنين بمنطقة مرزوق عمار ببلدية سيدي عمار بعنابة، بفعل الوضعية الكارثية لسكناتهم الهشة والمشيدة بطرق فوضوية خلال العشرية الماضية على مساحة واسعة من الحي. وتشهد الحالة الصحية لقاطنيه تدهورا مستمرا بسبب تعفن المحيط وانتشار كل أنواع الملوثات، ناهيك عن مخاطر الفيضانات والأسلاك الكهربائية التي تهدد حياة العشرات من العائلات. تشير شكاوى السكان أن واقعهم المرير عمّر طويلا وزاد من حسرتهم خاصة العائلات التي أمضت أكثر من 20 سنة بتواجدها بالمنطقة دون أن تغيّر العهدات الانتخابية الأربع الماضية من واقعهم شيئا، خاصة وأن الحي شهد انتشارا مذهلا للبيوت القصديرية التي أتت على مساحات كبيرة من المزرعة في غفلة من السلطات المحلية التي اصطدمت في الفترة الحالية بمأزق البحث عن حلول لهذا المجمع السكني الفوضوي. كما يذكر السكان أن البيوت التي تضم في مجملها تعدادا أسريا مرتفعا تخلو من أدنى مقومات الحياة، خاصة بالنسبة لقنوات الصرف الصحي التي لا وجود لها وبالتالي يلجأ هؤلاء إلى القنوات والطرق التقليدية لصرف مياههم المنزلية، حيث أدى هذا الوضع إلى تعفن لا يطاق في عمق الحي الذي يغرق طوال أيام السنة بين تسربات هذه المياه، مما شكّل هاجسا صحيا عليهم وعلى أبنائهم. علما أن ملامح صغارهم تدل على نوعية الحياة المتردية القابعين بها منذ ولادتهم. وأمام هذا الوضع رفضت السلطات إقامة قنوات لصرف المياه القذرة وفق المعايير المطلوبة بذريعة عدم تضييع أموال طائلة على حي فوضوي غير مستقر. وإلى جانب ذلك، يبقى السكان تحت خطر السيول التي تهدد بيوتهم الضعيفة بسبب وقوعهم بمحاذاة واد كبير و بحيرة فزارة، مما يجعلهم في كل لحظة عرضة لمخاطر كبيرة، حيث لا تصمد منازلهم أمام أي تدفق غير متوقع لمياه الأمطار، وباءت طلباتهم بتوفير إجراءات حمائية في المواسم الماطرة بالفشل أمام عجزهم المادي لدفع تكاليف عملية من هذا النوع، مما يجعلهم يغرقون في مياههم داخل غرف نومهم في كل يوم يشهد تساقطا متوصلا للأمطار. في السياق ذاته، يعرف الحي فوضى عارمة في توصيل الكوابل الكهربائية، حيث يقوم جميع الجيران بتبادل الكوابل والاشتراك في عدادات واحدة لفائدة عدد غير محصى من الأسر قصد استعمالها المحدود في أغراضهم اليومية. فيما تتدلى الخيوط بصفة عشوائية فوق البيوت مما ينذر بحدوث كارثة في كل وقت. من جهته، أكد رئيس البلدية أن المصالح المختصة قامت بإحصاء كامل سكان الحي القدماء وأدرجت هذا المجمع الفوضوي ضمن برنامج السكنات الخاصة للقضاء على السكنات الهشة ضمن الأحياء التي برمجت كأولوية في الترحيل بعد إتمام إنجاز المشاريع التي تم اختيار أرضياتها. معتبرا أن الحي يحظى حاليا بالاهتمام من خلال تجسيد عدة مشاريع سكنية في حدود الحصص المتاحة أين تجري عمليات إعادة تهيئة بشكل تدريجي بالعديد من المواقع.