أحزاب تسعى لعقد تحالفات مع الزوايا تحدث مصدر مطلع عن تحالفات سرية تسعى عدة أحزاب سياسية لعقدها مع شيوخ الزوايا لكسب دعمها في معركة الانتخابات التشريعية المقبلة بالنظر لما تمثله من قوة سياسية غير معلنة خاصة على المستوى المحلي، وقال أن الزوايا لها في هذا الموضوع شروطا تريد فرضها على الأحزاب منها ترشيح بعض المنتمين إليها للاستحقاق المقبل. كشف مصدر مطلع جيدا على شؤون الزوايا أن عدة أحزاب سياسية خاصة الجديدة منها تسعى في المدة الأخيرة من اجل التقرب للزوايا الموجودة على المستوى الوطني بغية الاستفادة من دعمها في الانتخابات التشريعية المقبلة، وحسب ذات المصدر الذي عمل في قطاع الشؤون الدينية لعدة سنوات فإن الجزائر تتوفر في الوقت الحالي على 11 ألف زاوية وهي - - كما قال- بالنظر للانتشار والمصداقية التي تتمتع بهما "قوة سياسية كبرى" لا يستهان بها، لذلك فإن كل الأحزاب تقريبا تسعى للاستفادة من دعمها في معركة تشريعيات العاشر ماي المقبل خاصة في المناطق الداخلية للبلاد حيث لا تزال كلمة هذه الزوايا مسموعة. ويضيف محدثنا أن القانون يمنع على شيوخ الزوايا ممارسة أي نشاط سياسي، لكن الواقع يقول أن كل شيوخ الزوايا يقومون بأدوار سياسية مهذبة وبطرق ذكية جدا، " ظاهرهم حياد تام لكن الباطن سياسة مهذبة"، و برأي ذات المتحدث نفسه دائما فإن الزوايا مقسمة بين التيار الوطني والديني، والزوايا الكبرى وقفت دوما إلى جانب "أحزاب السلطة"، لكن الأمر يختلف اليوم وكل شيء ممكن، وكل التحالفات ممكنة بما أن السياسة هي فن الممكن كما يقال خاصة في الظرف الحالي. وبما أن الزوايا عبارة عن بطاقة انتخابية كبيرة فإن كل الأحزاب تحاول استمالتها وعقد تحالفات معها في هذا الوقت بالذات والاستفادة بعد ذلك من دعمها في المنافسة الانتخابية التي تبدو شرسة وخطيرة بالنسبة حتى للأحزاب الكبيرة، لذلك يقول مصدرنا سالف الذكر فإن الأحزاب تتسابق التقرب من الزوايا التي يتمتع شيوخها بنفوذ لا يمكن لأحد إغفاله خاصة في بعض المناطق ذات التركيبة السوسيولوجية التقليدية القائمة على البعد الديني والعشائري. من جهتها ستجد الزوايا ضالتها هي الأخرى في مثل هذه التحالفات مع الأحزاب السياسية، إذ أشار محدثنا أن لهذه الأخيرة ظروفا معينة وهي تبحث عن تغييرها وتوسيع شبكة نفوذها خاصة بالنسبة لبعضها التي لم ترض بالحصص التي استفادت منها في المراحل السابقة، وفي هذا الصدد يشير مصدرنا أن الزوايا تشترط على بعض الأحزاب إدراج بعض المنتمين لها ضمن قوائم مرشحيها، فهي ترغب في أن يكون لها نواب يمثلونها في البرلمان لكن بطريقة غير معلنة وبدون ترك أي بصمات، كونها من الناحية القانونية غير مؤهلة لممارسة السياسة. وبحسب بعض المطلعين على الشؤون الداخلية للزوايا وتركيبة السلطة فيها فإن قيادات وسطى تريد تغيير الشيوخ الكبار والموالين لهم الذين يستفيدون في كل مرة من الامتيازات، ويكونون دائما في الواجهة، بينما غالبية الكوادر فيها مهمشة ولا يظهر دورها أبدا، لذلك فهي لا تمانع من عقد أي تحالفات مع أحزاب قد تدفع بها للصدارة والى مراكز النفوذ على مستوى الزاوية.