كشفت مصادر مطلعة من التحالف الرئاسي أن قياديين من حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي شرعوا في مساع ومفاوضات ماراطونية مع المنتخبين المنشقين عن حركة مجتمع السلم الناشطين تحت لواء حركة الدعوة والتغيير بغرض إقناعهم بمنح أصواتهم لمرشحي الحزبين تحسبا لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة المقررة نهاية السنة الجارية، خاصة بعد تأكيد قيادة الدعوة والتغيير استحالة دعمها لحمس· وأفاد أعضاء قياديون من الأفالان والأرندي أن منتخبي الحزبين تلقوا تعليمات للشروع في عملية جس النبض وضم أكبر عدد ممكن من المنتخبين المحليين على مستوى المجالس المحلية والولائية· وتمت الإشارة إلى ضرورة التقرب من عناصر الدعوة والتغيير التي تضم في صفوفها عددا من المنتخبين، والذين بالإمكان تدعيم حظوظ المرشحين من خلال كسب أصواتهم، فضلا عن منتخبي باقي التشكيلات السياسية التي تبقى حظوظها ضعيفة وتفضل التحالفات، مثل حزب العمال والجبهة الوطنية الجزائرية· غير أن ذات المصادر لم تستبعد لجوء قيادة حركة الدعوة والتغيير الى دخول المعترك الانتخابي المقبل في محاولة لعقد صفقة من شأنها السماح لها بالفوز ببعض المقاعد في مجلس الأمة، لاسيما إذا علمنا أن هذه الحركة ستعرف خروج عضوين إثنين من الغرفة العليا محسوبين على جناح عبد المجيد مناصرة، وبالتالي يتعين استبدالهما على الأقل لضمان تواجدها عبر غرفتي البرلمان والمجالس المنتخبة· من جهتها، لم تهضم حركة مجتمع السلم الانقسام الذي يعرفه صفوف منتخبيها جراء ظهور حركة الدعوة والتغيير، والتي قللت من حظوظها للظفر بمناصب جديدة في مجلس الأمة، ما سيأتي حتما على تماسك كتلة منتخبيها خلال الموعد المقبل، والذي شرعت قيادات مختلف الأحزاب السياسية في التحضير له بجدية· وقد تضطر حمس إلى البحث عن تحالفات خارج الائتلاف الرئاسي، لاسيما إذا علمنا أن شريكيها شرعا في حشد كل الإمكانيات لدخول هذا المعترك، والذي ستكون فيه الغلبة لمن استطاع جلب أكبر عدد ممكن من أصوات المنتخبين المحليين، ولو من أحزاب المعارضة· وتبقى كل الضربات مسموحة بها عندما يتعلق الأمر بانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، وتتراجع عندئذ خطابات التحالف الرئاسي وأدبياتها، حيث يسعى كل حزب إلى استعمال مختلف الإمكانيات من أجل تحقيق نتيجة إيجابية، وهو ما ستقوم به حركة الدعوة والتغيير، حيث ستلجأ إلى التحالف في مثل هذه الظروف من أجل الحفاظ على مكاسبها في مجلس الأمة· في حين يبقى الخاسر الأكبر من هذه المعركة الانتخابية المقبلة حركة مجتمع السلم، التي سوف لن تجد حتما ضالتها بسبب دخوله المعترك برأسين بعد أن كانت في موقع يحسد عليه عقب الانتخابات المحلية الفارطة، إذ تنبأ لها الجميع بضمان وجود قوي في الغرفة العليا بنفس المقاعد على الأقل لتجد نفسها في معركة تراهن على حفظ ماء الوجه وحسب·