طاقة الإستقطاب تفوق قدرة الإستيعاب بدأت بونة تستعيد ريادتها التاريخية تدريجيا في استقطاب السواح والمصطافين بعد سنوات عجاف سادها نوع من التراجع والركود إذ يفرض عليها موقعها الجغرافي اليوم أن تتحول إلى قوة جذب عكسية للسواح الجزائريين المتدفقين على الدول المجاورة باعتبار عنابة ثاني أكبر بوابة للجزائر على العالم الخارجي بمنافذها الجوية والبحرية والبرية مما جعلها تستقطب العام الماضي 05 ملايين جزائري و 38 ألف أجنبي. ولاية بونة هيأت لمصطافيها هذا الموسم 20 شاطئا محميا مسموحة به السباحة فيما تزال 07 شواطئ ممنوعة لعوامل كثيرة وتمتد شواطئ بونة على 82 كلم ساحلية وتعبر 04 بلديات أوكلت لها مهمة التسيير والتنظيف في انتظار قرارات مركزية تحدد جهات وصلاحيات التسيير مستقبلا حيث جندت البلديات أعوانها لتنظيف الشواطئ يوميا علاوة على ما وفرته بعين المكان من حاويات قمامة ومرشات ومراحيض عمومية فيما يبقى عدم التعامل الإيجابي للمصطافين مع التنظيف إشكالية تؤرق ليس فقط عنابة بل مختلف الولايات الساحلية. وعلى الرغم من قوة استقطابها للسواح وكثافة توافد المصطافين إلا أن عنابة ضعيفة عموما في طاقة الإستيعاب في مجال الإيواء إذ لا تتعدى طاقة الفنادق وبيوت الشباب ومراكز العطل ال 07 آلاف سرير وهو رقم هزيل مقارنة بولايات مجاورة حتى ولو كانت عنابة أفضل من ناحية النوع إذ تحوز على 42 فندقا ب 5000 سرير بعضها لصيق بالشواطئ والكثير منها بوسط المدينة وتبعا لموقعها ودرجة تصنيفها تتباين أسعارها لكنها عموما مرتفعة جدا مقارنة بالقدرة الشرائية للمصطافين إذ تصل الغرفة الفردية في بعض الفنادق إلى 11 ألف دج لليلة وبنصف هذه القيمة يمكن قضاء العطلة بفندق فاخر على الشاطئ بتونس مثلا ولا يكاد يقل سعر الغرفة في الفنادق الفاخرة نسبيا عن 06 آلاف دج وفي الدرجة التي قبلها بين 1500 و 4000دج للغرفة الفردية كلما بعدت الإقامة عن الشاطئ كلما انخفض السعر.الإطعام في الفنادق مرتفع إذ تتراوح وجبة فطور الصباح والعشاء الفاخرة بين 800 و2400دج ناهيك عن الغذاء والعشاء الأمر الذي يدفع بعامة المصطافين للنزول للمطاعم الشعبية بأسعارها الأقل وإضافة إلى الفنادق تحوز عنابة على بيتين للشباب بطاقة 500 سرير ومركزين للعطل ب 400 سرير وهذا ما يتطلب وضع برامج ومخططات لبناء مرافق إيواء كثيرة لولاية في مستوى عنابة وتكثيف الفنادق بمناطقها العذراء تفرض منافسة حقيقية تكسر الأسعار المطبقة حديثا وتخلق أقطابا جاذبة للسواح الجزائريين لقضاء عطل منسجمة ورواتبهم الشهرية. وفيما كانت تشكو عنابة سابقا من نقص بعض الخدمات تعززت هذا الموسم في مختلف الجوانب لا سيما الأمن سواء بالمدينة أو الشواطئ من قبل الشرطة والدرك الوطني مما مكن المصطافين من التحرر ليل نهار والخروج للنزهة والترفيه بالتوازي مع المخطط الأزرق للنقل عبر مختلف الخطوط الذي تتجاوز حركيته أحيانا منتصف الليل. وفي الجانب التنشيطي والترفيهي شرعت المصالح المختلطة ولائيا وبلديا في تنفيذ برنامج واسع من خلال إقامة تظاهرات ثقافية واقتصادية ومنافسات شبانية وسهرات ليلية وعروض كما تستضيف على مدى الصيف 05 ولايات لعرض ثقافاتها وعاداتها.