تعرض سد قفطة الواقع ببلدية نشماية شرقي قالمة، لجفاف تام منذ أيام قليلة، متأثرا بموجة جفاف طويلة تتعرض لها المنطقة منذ عدة أشهر، بالإضافة إلى استغلاله المكثف من طرف المزارعين ومربي المواشي، كما ظل السد الصغير مصدرا لتعبئة الصهاريج لدعم سكان المشاتي التي تعاني أزمة عطش حادة. و قد زرنا السد الذي تبلغ قدرته التخزينية نحو 2 مليون متر مكعب من المياه، أمس الثلاثاء، و وقفنا على حجم الضرر الذي لحق بقطاع الزراعة و النظام الإيكولوجي، حيث توقفت عمليات سقي بساتين الأشجار المثمرة و حقول الخضر الموسمية، التي بدأت تصاب بالجفاف تحت تأثير الحرارة القوية التي تجتاح المنطقة منذ بداية الصيف. وتشققت أرضية السد واختفت المياه، و بقيت المحركات و أنابيب السقي مرمية على ضفافه، كما اختفت الطيور المائية وأسماك المياه العذبة، التي كانت تعيش بهذا المسطح المائي الهام الذي كان يسقى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ويمد سكان نشماية بالمياه الموجهة لشرب قطعان المواشي وتموين المداجن و التنظيف و ورشات البناء. وقال سكان المنطقة للنصر، بأنه بعد جفاف السد تماما منذ عدة أيام، خرجت الطيور المائية إلى الطريق المحاذي و الحقول المجاورة تبحث عن مصدر للمياه، و ربما تكون أعدادا منها قد هلكت، والبقية ربما هاجرت إلى أماكن بعيدة هربا من الكارثة التي أصابت ثالث أكبر مسطح مائي بولاية قالمة بعد سدي بوحمدان و مجاز بقر. وبدأ المزارعون و مربو المواشي ينقبون عن مصادر أخرى للمياه الجوفية حول السد، معتقدين بأن المياه ربما تكون قد غارت في باطن الأرض، و ربما يمكن العثور عليها بعمليات حفر بواسطة الحفارات الهيدروليكية. و لا يعرف ما إذا كان النظام الإيكولجي سيتعافى من جديد عندما تعود المياه إلى السد الشتاء القادم، أم أن هذا التعافي سيحتاج إلى وقت طويل و جهود كبيرة لجلب الطيور المائية و زرع يرقات الأسماك العذبة من جديد. وتعد نشماية واحدة من بلديات قالمة التي تعاني من أزمة عطش على مدى سنوات طويلة، و خاصة بالمشاتي النائية التي يعتمد أهلها على تربية المواشي و الدواجن، و الخضر و الفواكه الموسمية كمصادر للعيش.