المجلس الولائي يفتح ملف أزمة السقي بقالمة فتح المجلس الشعبي الولائي بقالمة ملف الري الزراعي من جديد، في محاولة للبحث عن حلول مجدية لأزمة السقي التي تتفاقم بين سنة و أخرى، بسبب موجات الجفاف التي تضرب الولاية في السنوات الأخيرة، و أدت إلى تراجع احتياطات السدود و توقف نشاط المجاري المائية الطبيعية المغذية لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية بالمنطقة. و ينتظر أن تبدأ لجنة الفلاحة و الري و الغابات و السياحة و الصيد البحري بالمجلس في مناقشة الملف، و الاستماع إلى كل الأطراف ذات العلاقة، بينها قطاعات الزراعة و الموارد المائية و الوكالة الوطنية للسدود، وديوان محيط السقي، إلى جانب جمعيات المزارعين الناشطين بالمساحات المسقية. ويرى المتتبعون لشؤون الزراعة و المياه بولاية قالمة بأن الأزمة المتفاقمة تتجاوز قدرات الولاية، فهي مرتبطة بالجفاف و تراجع مخزون السدود الكبرى بينها سد بوحمدان، عصب الزراعة و الاقتصاد المحلي. ويعاني السد الذي تتجاوز قدرة تخزينه 180 مليون متر مكعب من المياه من تراجع مقلق، حيث يوشك اليوم على الجفاف، و قد لا يكفي حتى لمياه الشرب إذا استمرت موجات الجفاف لسنوات أخرى قادمة. و كان سكان قالمة يعلقون آمالا كبرى على مشروع سد كدية حريشة على وادي الشارف، لكن المشروع تعرض للإلغاء بسبب ما وصف بمشاكل تقنية حالت دون إيجاد الأرضية المناسبة لبناء الحاجز. و تتوفر ولاية قالمة على سدين صغيرين، هما سد مجاز بقر ببلدية عين مخلوف، و سد قفطة ببلدية نشماية لكن قدرتهما لا تتجاوز 5 ملايين متر مكعب من مياه السقي، و هما يعانيان أيضا من الجفاف، و مشاكل التسيير. وفي ظل تزايد النشاط الزراعي بولاية قالمة، و ارتفاع مؤشر الطلب على مياه السقي تحول المزارعون إلى نظام التقطير بداية من السنة الماضية، في محاولة لإنقاذ المحاصيل الزراعية، و غامر البعض منهم باستعمال مياه ملوثة ببعض المناطق لمواجهة شح المياه، غير مدركين لحجم المخاطر الناجمة عن هذا الاستعمال المؤثر على الصحة و البيئة. و يعد سهل الجنوب الكبير بقالمة الأكثر تضررا من نقص مياه السقي، و مازال المزارعون هناك يعانون منذ عدة سنوات مطالبين بتوفير مياه السقي من خلال بناء المزيد من الحواجز، و البحث عن مصادر المياه الجوفية، لكن هذه المطالب مازالت مؤجلة، و ربما قد لا تتحقق في غضون سنوات قليلة بسبب الأزمة المالية التي تعرفها البلاد منذ أربع سنوات تقريبا. و قد توقف نشاط محيط السقي قالمة – بوشقوف هذا الصيف بسبب الجفاف و تراجع مخزون سد بوحمدان، و واجه منتجو الطماطم الصناعية و مزروعات أخرى صعوبات كبيرة، و اعتمد الكثير منهم على مياه قليلة بمجرى وادي سيبوس الكبير رغم مخاطر التلوث التي يعاني منها، بعد أن توقف تدفق المياه من السد الكبير. فريد.غ