تعد المسطحات المائية بقالمة، مصدرا هاما لسمك المياه العذبة و مع مرور الزمن، صارت موردا اقتصاديا داعما للتنمية المحلية، عندما أصبحت بيئة ملائمة للثروة السمكية الثمينة، بعد إطلاق برامج واعدة لتطوير قطاع الصيد القاري و استغلال كل الإمكانات المتاحة. و قالت مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية لولاية قالمة، بأن السدود و الحواجز المائية الصغيرة أصبحت تنتج مزيدا من أسماك المياه العذبة من مختلف الأنواع الموجهة للسوق المحلية، حيث ارتفع الإنتاج بنسبة تجاوزت 20 بالمائة في غضون السنتين الماضيتين و انتقل مؤشر الإنتاج من 50 طنا سنة 2018، إلى 60 طنا من السمك السنة الماضية، في حين يتوقع تسجيل أرقام أكبر بداية من هذه السنة، بعد زرع كميات هائلة من فراخ السمك بالسدود الكبرى و الحواجز و الأحواض الصغيرة المتواجدة بالمستثمرات الفلاحية. و يرجع تطور قطاع الصيد البحري و الموارد الصيدية بقالمة، إلى الكفاءات البشرية من مهندسين و تقنيين و صيادين مدربين على العمل بالسدود الكبرى وفق شروط البيئة و الصحة و الأمان. كما يعد سد بوحمدان الكبير، الأكثر إنتاجا لسمك المياه العذبة و يتوقع أن يرتفع عدد رخص الصيد فيه إلى 4 رخص بنهاية العام الجاري. و قد ساهمت هيئات دعم الشغل و محاربة البطالة بقالمة، في زيادة الاهتمام بقطاع الصيد البحري و الموارد الصيدية، من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة يقودها شباب مدرب على تقنيات الصيد بالمسطحات المائية و التسويق و التعامل مع تجهيزات الصيد متعددة المهام. و إلى جانب مؤسسات و جمعيات الصيد المنظم بالسدود الكبرى في قالمة، يعمل القطاع على إقحام الفلاحين في مجال تنمية الثروة السمكية، من خلال زرع فراخ السمك بحواجز و أحواض السقي للحصول على مزيد من الموارد المالية و تخصيب التربة بمياه السقي المشبعة بمواد عضوية تنتجها الأسماك خلال دورة الحياة. و كلما زاد تشبع مياه السقي ببقايا السمك، كلما زادت خصوبة التربة و ارتفع معدل الإنتاج الزراعي و خاصة الخضر و الفواكه الموسمية. كما توجد بولاية قالمة 3 سدود هي سد بوحمدان الكبير، سد مجاز بقر بعين مخلوف و سد قفطة ببلدية نشماية، بالإضافة إلى عشرات الأحواض و الحواجز المائية الصغيرة المنتشرة عبر مختلف الأقاليم الزراعية الكبرى. و قد اكتشف المزارعون فوائد السمك بأحواض السقي و أصبحوا أكثر اقتناعا و إقبالا على برامج الزرع الموسمية لتنمية الثروة السمكية و زيادة خصوبة التربة و فتح باب آخر للرزق بأقل جهد و تكلفة. في حين بدأت لحوم أسماك المياه العذبة تنتشر بأسواق الولاية و أصبح بإمكان السكان استهلاك هذا النوع من اللحوم المفيدة للصحة على مدار السنة و بأسعار مشجعة و لم تعد أسماك البحر وحدها تحتكر السوق المحلية، كما كان عليه الوضع على مدى سنوات طويلة.