ال"تي في واب دي زاد " تلفزيونات جزائرية وهمية تغزو الشبكة العنكبوتية «قناة كوم»، «دزاير واب تي في»، «نوميديا نيوز»...و غيرها من التجارب الفردية أو الجماعية في مجال أطلق عليه البعض اسم التلفزيون الإلكتروني أو «واب تي في» و الذي يعرف مشاركة متزايدة للجزائريين ممن يحلمون بامتلاك قناة تلفزيونية خاصة بالجزائر، والذين يؤكدون في مقدمة محاولاتهم الإعلامية عبر الشبكة العنكبوتية على عبارة مشروع قناة. و قد جعل بعض الطامحين الفضاء الالكتروني حقلا للبث التجريبي لفضائيات وهمية تجوّلت النصر بين عدد منها و اتصلت ببعض المشرفين عليها لمعرفة ظروف عمل و حيثيات هذه المشاريع في مجال السمعي البصري، التي عرّفت بوجوه إعلامية لم تمنح لها الفرصة للبروز بالإعلام المرئي المحلي لأسباب أو لأخرى، فكان الحل في استغلال انترنت كمنبر للرأي الحر و التنويع في البرامج و معالجة القضايا و المواضيع الشائكة و منح الفرصة للشباب لمناقشة و طرح انشغالاتهم دون شرط أو قيد. و إن كانت معظم التلفزيونات الالكترونية الجزائرية لم تخرج عن طابع المنوعات و البرامج الخفيفة و الترفيهية و على رأسها الرياضة و الفن، فإن المعلّقين عليها من أوساط المبحرين يقيّمونها بالمنافسة للقنوات العمومية من حيث المضمون و جرأة الطرح رغم أن نسب المتابعة و المشاهدة لمثل هذه التلفزيونات غير الرسمية التي لا تتجاوز ال400مشاهدة في أحسن الأحوال، تعكس جهل الكثيرين لوجود ما بات يعرف بال»تي في واب». و إذا كانت بعض القنوات الالكترونية قد أطلقتها مجمعات إعلامية محلية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قناة «دزاير واب تي في» فإن عددا من هذا النوع من القنوات يسيّرها متخرجون من معاهد الصحافة و الاتصال أو متخرجين جامعيين في مختلف التخصصات اختاروا السرية و التحفظ على هويتهم و على الجهات الواقفة وراء تجربتهم في هذا المجال الذي لا زال الكثيرون يجهلون وجوده لتعوّدهم على متابعة برامج من مختلف الفضائيات المعروفة يتكفل المبحرون ببثها على الواب و ليس على تلفزيونات غير موجودة سوى على شبكة الواب، و مع هذا لم يكتف بعض المبادرين إلى إنشائها بعرض الريبورتاجات المعدة من قبل المحققين و الصحفيين الأحرار الذي يعاني أغلبهم من انعدام أبسط الإمكانيات كقاعة تحرير أو مونتاج بشركاتهم الإعلامية شبه الوهمية، بل راحوا ينظمون ملتقيات و حفلات تكريم لشخصيات فاعلة تمهيدا أو رغبة في الترويج لمشروع قناة لم يرى النور بعد لعدم توفرهم على رخصة إنشاء قناة تلفزيونية خاصة، استنادا لتصريح وزير الإعلام ناصر مهل الذي أكد منذ فترة عدم تلقي وزارته لأية طلبات متعلقة بمنح الاعتماد لإنشاء قنوات إذاعية وتلفزيونية خاصة. و قد حاولنا الاتصال ببعض المشرفين على عدد من التلفزيونات الالكترونية الأكثر نشاطا و متابعة لسؤالهم عن سر اعتماد الشبكة الالكترونية، بدل طلب اعتماد انشاء قناة بشكل رسمي ، و ظروف العمل فيها، غير أن انعدام عناوين ،أرقام هواتف و خانات «الإيمايل» المتوفرة عموما بالمواقع الاجتماعية لتسهيل الاتصال بين أصحاب الصفحات و الزوار، حال دون تمكننا من التحدث إليهم ما عدا مدير تلفزيون»قناتكم» محمد فاروق طوالبية الذي التقيناه على هامش احتفال نظمه بمناسبة الذكرى الأولى لميلاد قناته الالكترونية، و الذي أخبرنا بأن فكرة إنشاء «فضائية حرة مستقلة» يعمل بها شباب لا ينتمي إلى أي جهة راودت الفريق المؤسس منذ أكثر من سنة، مشيرا إلى العروض المغرية التي تلقوها من جهات اعترف أنها سياسية لكن بثوب ثقافي بعد النجاح الذي حققه مشروعهم في بدايته على حد تقديره. كما لم يخف مسيّر القناة الشاب اعتماده الكبير على دعم والده الملحق المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية سواء المعنوي أو المادي. و يرى بعض المختصين في مجال الإعلام السمعي البصري، في ظاهرة «الواب تي في»جس للنبض و بحث عن أصحاب المال و الأعمال لتمويل مشاريع تتطلب عشرات الملايير لتجسيدها.