توفيت قبل قليل، القائدة الكشفية دنبا بوحلاسة من فوج الإرشاد بقسنطينة في المستشفى الجامعي ابن باديس متأثرة بالحروق الخطيرة التي أصيبت بها خلال عملية إنقاذ أطفال الفوج من حرائق الغابات التي حاصرت الحديقة المائية بالقالة الأربعاء الماضي. واستسلم جسد القائدة الكشفية دنيا بوحلاسة البالغة من العمر 18 سنة للموت، بعد أكثر من خمسة أيام من مقاومة الحروق الكبيرة من الدرجة الثالثة التي أصيبت بها في جميع أنحاء جسدها تقريبا، فضلا عن الصعوبات التنفسية التي استدعت ربطها بجهاز التنفس الاصطناعي مساء أمس في مصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي ابن باديس. وذكر لنا شهود عيان من زملاء الضحية في فوج الإرشاد أن النيران قد أصابت دنيا بوحلاسة و7 قادة كشفيين آخرين من الفوج خلال قيامهم مع 9 قادة آخرين بإجلاء 68 طفلا كشافا من الفوج، كانوا في رحلة ترفهية من مخيمهم في عنابة إلى الحديقة المائية، حيث استمرت العملية إلى غاية الواحد والنصف ليلا، عاشت فيها المجموعة الكشفية كابوسا حقيقيا. وروى محدثونا أن الضحية قد سقطت أرضا متأثرة بإصاباتها البالغة خلالها الحريق وظلت ملقاة في المكان إلى أن أجلاها مواطنون، ما جعلها تستنشق كميات كبيرة من أدخنة الحريق الكثيفة، في حين حولت من مستشفى الطارف إلى عنابة ثم إلى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة مع زملائها المصابين. وما يزال ثلاثة قادة من الفوج يمكثون في المستشفى، من بينهم قائد الفوج رياض بوعرعور الذي يعاني من صعوبات تنفسية هو الآخر، فضلا عن حروقه، نتيجة بقائه ملقى على الأرض واستنشاقه للأدخنة، في حين تحسنت وضعية المصابين الآخرين، بالإضافة إلى أربعة قادة كشفيين يواصلون العلاج في منازلهم.