تشهد مراكز تعليم اللغات الأجنبية بقسنطينة، خلال الفترة الأخيرة، إقبالا ملحوظا من طرف تلاميذ الطور الابتدائي الذين زادت نسبة تسجيلهم فيها، لأجل دراسة اللغة الإنجليزية بحسب ما أكده عدد من مسيريها، وهو توجه أرجعوه إلى قرار إدراج اللغة في المنهاج الدراسي الخاص بتلاميذ الثالثة ابتدائي، وذلك ابتداء من السنة الجديدة. أولياء يحضرون أبناءهم للانتقال اللغوي شرعت مديريات التربية عبر ولايات الوطن في توظيف معلّمين لتدريس اللغة الإنجليزية في الابتدائيات، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإدراج هذه اللغة ضمن مناهج المرحلة الأولى من التعليم، وموازاة مع ذلك استعدت مراكز تعليم اللغات لاستقبال التلاميذ الذين توجه أولياؤهم إلى تسجيلهم فيها للاستفادة من دروس دعم غير مباشرة واستباقية، لمساعدتهم على استيعاب المادة التعليمية الجديدة، خصوصا بعدما باتوا أكثر انفتاحاً على تعلمها من أجل استخدامها في التواصل والدراسة. تنقلت النصر، بين عدد من مراكز تعليم اللغات الأجنبية بقسنطينة، للوقوف على حجم الإقبال عليها من طرف التلاميذ الذين يستعدون لدراستها خلال الموسم الدراسي المقبل، وقد قابلنا خلال استطلاعنا، عددا من الأولياء رفقة أبناء لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، كانوا بصدد تسجيلهم لالتحاق ببعض هذه المعاهد، فيما كان آخرون ينتظرون دخول أطفالهم إلى الصفوف. وقال بعض الأولياء الذين التقينا بهم، بأنهم سجلوا أطفالهم لتعلم اللغة الإنجليزية، بعدما سمعوا بأنها قد تصبح اللغة الثانية في الجزائر وأنها ستدرج في المنهج الدراسي للطور الابتدائي. وأكدت أم كانت رفقة ابنتها، أنه لا بديل عن هذه المراكز التي تعلم الأطفال الإنجليزية، في جميع المستويات وتمكنهم من إتقانها والتحدث بها بسهولة، مشيرة إلى أن أغلب صديقاتها وجدن صعوبة في تعليمها لأبنائهن عكس الفرنسية لأنهن لا يملكن مستوى جيدا فيها كونهن لم يدرسنها من قبل وبالتالي فإن مهمة تحفيظ الدروس و حل التمارين ومتابعة البرنامج الدراسي سوف تكون صعبة عليهن. وذكرت أم، انتقلت ابنتها إلى السنة الأولى متوسط، أن مستوى ابنتها تحسن كثيرا في اللغة منذ قامت بتسجيلها مع بداية العطلة الصيفية في مدرسة لتعلم اللغات الأجنبية. وقد اختارت عائلات أخرى تعليم أبنائها اللغة الإنجليزية من خلال اقتناء كتب و قصص تعليمية، وكذا وتوجيههم لمشاهدة أفلام «الأنيمي» باللغة الإنجليزية لأنها حسبها أفضل الطرق للتعلم دون الشعور بالملل. دروس دعم استباقية يؤكد محمد بن ذيب، مسير بمعهد اللغات الأجنبية «ميلتيسكيلز» بقسنطينة، أن المؤسسة عرفت في الفترة الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف تلاميذ الابتدائيات، الذين يريدون تعلم اللغة الإنجليزية، مشيرا في ذات السياق إلى أن هذه اللغة أصبحت الأكثر طلبا مقارنة مع اللغات الأخرى وذلك راجع حسبه، إلى القرار الوزاري الذي ينص على الإبكار في إدراجها ضمن المنهاج التعليمي للطور الابتدائي . وفي ذات السياق أفاد بن ذيب، أن إدراج اللغة الإنجليزية في المناهج التعليمية بدءاً من الطور الابتدائي، سيحقق نقلة نوعية في قطاع التعليم ، ويفتح آفاقا أوسع أمام التلاميذ للاستفادة من العديد من الفرص التعليمية المتاحة عبر الانترنت وسيطور كثيرا من قدراتهم اللغوية و حتى من معارفهم. من جهة أخرى أوضح المتحدث، أن الدورات المكثفة لتعليم اللغة الإنجليزية التي لا تتجاوز مدتها يوما واحدا أو يومين تعتبر غير كافية لتأهيل الطفل المقبل على دراستها لأول مرة في الطور الابتدائي، بل يحتاج حسبه إلى ساعات طويلة لكي يتم إعداده جيدا لذلك. وذكر، أن العطلة الصيفية هي الفترة التي يستغلها العديد من الشباب وخاصة الأطفال من أجل اكتساب لغات جديدة و كذا تقوية معارفهم في لغات سبق أن درسوها، على غرار اللغة الإنجليزية التي يزيد الإقبال عليها يوما بعد يوم سواء من أجل العمل أو الدراسة أو لغير ذلك من المتطلبات. وأكد المسير، أنه لا يمكن إغفال أهمية تعلم اللغات المختلفة في عصرنا هذا، وخاصة اللغة الإنجليزية، باعتبارها الأشهر في مجال التقنية والتكنولوجيا، وكذلك لأنها اللغة الرسمية لأكثر دول العالم تقدما اقتصاديا أو سياسيا. وقد استعد مسيرو المعهد حسبه، لاستقبال الأطفال بعد القرار الوزاري، وفق ما قاله بن ذيب، الذي أكد أن برنامج تعليم اللغة الإنجليزية يستهدف تطوير مهارات التلاميذ الشفوية واللغوية والكتابية، من خلال تبسيط المعلومات لهم وتقديمها في عدة قوالب لتحبيبهم فيها مع مراعاة جميع الأسس العلمية والأكاديمية. و يضيف المصدر، بأن الأطفال لديهم قابلية لتعلم اللغة الإنجليزية، لأنها أسهل من الفرنسية و غيرها من اللغات ناهيك عن أنها اللغة الأشهر والأكثر استخداما في العالم، ما يجعل ممارستها والتمرن عليها سهلا جدا حسب قوله. من جانبها أكدت لنا، مريم زياني، صاحبة معهد «مدارس العالم» للتكوين وتعليم اللغات الأجنبية بعلي منجلي، بأن اهتمام الأولياء بتعليم اللغات الأجنبية وخصوصا الفرنسية و الإنجليزية لأبنائهم في تزايد، مشيرة إلى أن مدرستها استقبلت العديد من الاتصالات و الاستفسارات من قبل أولياء كثر منذ إعلان الوزارة عن القرار التعليمي الجديد، و ذلك للسؤال عن إمكانية تكييف التكوين الخارجي مع مضامين المقرر الدراسي المنتظر، بما يسمح بحصول التلاميذ على دروس دعم تساعدهم على الاستيعاب، وقالت، بأن هناك من اقترحوا التخلي على نظام المستويات بالنسبة للتلاميذ الصغار، و تدريس نفس البرنامج الذي ستعلن عنه الوزارة مع الدخول المدرسي الجديد، مضيفة، بأن الأمر مستبعد ولكن المستوى الأول كاف لإعداد التلاميذ لدارسة الإنجليزية في السنة الثالثة ابتدائي . دراسة الانجليزية تعزز المرونة المعرفية لدى الطفل و حسب الأستاذ عزيز بن محمد، صاحب مدرسة خاصة لتعليم اللغة الانجليزية بقسنطينة، فإن هناك تقبلا واسعا بين الأولياء لفكرة تعليم هذه اللغة لتلاميذ الطور الابتدائي، لأن ذلك من شأنه أن يعزز الوعي الإدراكي اللغوي لديهم ويمكنهن من التعبير عن الأفكار بطرق مختلفة. و يجب حسب الأستاذ، تكيف المناهج حسب قدرة الأطفال على استيعابها، واختيار الأمثلة في الكتب من الواقع الجزائري و استخدام الأسماء المحلية، حتى يتمكن التلميذ من فهم الدروس ويسهل عليه استذكارها، و أشار المتحدث من جهة أخرى، إلى ضرورة توفير الأدوات التلقينية للمتمدرسين موضحا، بأن هناك فرقا بين من يلجأ إلى الدروس الخصوصية لتعلم اللغة، ومن يتجه إلى مدارس تعليم اللغات لإتقانها عبر عدة مستويات، فالطفل كما قال، يستطيع تعلم أربع إلى خمس لغات في فترة واحدة، وذلك لأن قدرته على التعلم والاستيعاب أكثر بكثير من شخص شاب.