تخطى سعر الدجاج بعنابة، صبيحة أمس، عتبة 500 دج للكيلوغرام بأسواق اللحوم و المقصبات، حيث وصل إلى 550 دج في بعض نقاط البيع المعروفة بتسويق اللحوم ذات الجودة العالية، لتجاوز سعر الدجاج الديك الرومي، ما أدى إلى تراجع الطلب عليه مقارنة بالأيام الفارطة، حينما كان السعر يتراوح ما بين 350 و 400 دج للكيلوغرام. و بلغ سعر الدجاج على مستوى السوق المغطى بوسط مدينة عنابة، باعتباره أكبر تجمع لمقصبات بيع الدواجن، 500 دج للكيلوغرام و 1100 دج بالنسبة لصدر الدجاج منزوع العظم، مقابل 850 دج للحم الديك الرومي المعروف «بالسكالوب» و هو ما جعل المستهلكين يقبلون عليه كونه أقل سعرا. و بين ارتفاع اللحوم الحمراء التي تتراوح أسعارها ما بين 2200 و 2500 بالنسبة للحم البقر و الغنم على حد السواء، أصبح الغلاء العنوان البارز بالمقصبات التي تقلص نشاطها بشكل كبير منذ بداية أزمة الوباء، بسبب ارتفاع الأسعار و تراجع المردود. و أرجع أصحاب المقصبات ارتفاع الأسعار في تصريحات للنصر، إلى عدة عوامل، منها قلة العرض و تقلص نشاط صغار المربين في فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بهم جراء الحرائق، خاصة بالمناطق المشهورة بتربية الدواجن في عنابة و ما جاورها، حيث تعرض عدد معتبر من المدجنات للحرق و تأثر أخرى بالارتفاع غير الطبيعي للحرارة جراء الحرائق التي وقعت في توقيت واحد بالولايات المجاورة مثل الطارف، قالمة، سوق أهراس و سكيكدة و التي تحصي مئات النشاطين في تربية الدواجن و تمون السوق الجهوي باللحوم البيضاء. و استنادا لأصحاب المقصبات، فقد بدأ سعر الدجاج في الارتفاع بعد أسبوع من اندلاع الحرائق، كما حدث العام الماضي، ليقفز في ظرف وجيز من 400 دج إلى 500 دج، نظرا لزيادة حجم الطلب و الاستهلاك الكبير للدجاج في فصل الصيف، خاصة بالمدن الساحلية التي عرفت توافدا غير مسبوق للمصطافين و إقبالهم على مطاعم الأكل الخفيف و منها «الشاورمة» التي تحضرا حصريا بلحم الدجاج، بالإضافة إلى المناسبات و الأفراح. من جهتهم أرجع مُربو الدواجن سبب ارتفاع الأسعار، حسب ما كشفه «عمي الطاهر» و هو صاحب مزرعة لتربية الدواجن، إلى الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة في فترة اندلاع الحرائق، حيث سجلت حسبه أجهزة قياس الحرارة داخل المداجن، 55 درجة و هي غير ملائمة بالنسبة للدواجن الجاهزة للبيع، ما أسفر عن نفوق أعداد هائلة في الإسطبلات التقليدية التي لا تحتوي على نظام مركزي للتبريد و التهوية، حيث لحقت، حسبهم، بالمربين خسائر فادحة. كما تعرف هذه الفترة، حسب مصدرنا، تقلص عدد المربين في فصل الصيف بالولايات الداخلية، التي تمتاز بارتفاع كبير في درجة الحرارة، حيث يفضل المربون بها عدم المغامرة في تربية الدواجن، لعدم مقاومة الدجاج الموجه للأكل ارتفاع درجة الحرارة، ما يكلف البعض أحيانا، موت مئات الطيور يوميا، خاصة الجاهزة للتسويق أو القريبة من مرحلة البلوغ، باستثناء المزارع الحديثة المجهزة بأنظمة ضخمة للتبريد و التهوية . و أضاف ذات المصدر، أنه و إلى جانب العوامل الطبيعية التي ألحقت أضرارا بالمهنيين، هناك مشاكل أخرى تعاني منها الشعبة، خاصة صغار المربين، نتيجة لعدم استقرار الأسعار و هبوطها إلى مستويات أدنى في الكثير من الأحيان، بما لا تغطي تكاليف تربية الدجاج، زيادة عن غلاء أسعار الأعلاف، التي عرفت ارتفاعا قياسيا تجاوز 8 آلاف دج لقنطار علف «النخالة» الموجه للدجاج، ما أدى إلى توقف مربي الدواجن عن ممارسة هذا النشاط و وقوع خلل في ميزان العرض و الطلب بالسوق في عدة مناسبات، نتيجة للفوضى التي تعيشها هذه الشعبة حسب المربين.