بياطرة يُحذّرون من استهلاك دجاج غير جاهز للتسويق بعنابة قفزت أسعار اللحوم البيضاء خاصة الدجاج، إلى مستويات قياسية، تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد 400 دج سواء بولايات عنابة وحتى الولايات المجاورة، في حين يحذر بياطرة من تسويق دجاج يحتوي بقايا أدوية تسبب عدة أمراض. وأرجع أصحاب المقصبات ارتفاع الأسعار، إلى زيادة الطلب و الاستهلاك الكبير للدجاج في فصل الصيف، خاصة بالمدن الساحلية التي يتوافد عليها ملايين المصطافين، وكذا المناسبات كالأفراح. من جهتهم أرجع مُربو الدواجن سبب ارتفاع الأسعار، إلى تراجع نشاط تربية الدجاج بصفة عامة، منها المشاكل التي تتخبط فيها الشعبة وهروب صغار المربين منها لتكبدهم خسائر فادحة، نتيجة عدم استقرار الأسعار، وهبوطها إلى مستويات أدنى في الكثير من الأحيان، لا تغطي تكاليف تربية الدجاج. كما تحدث المعنيون عن تقلص عدد المربين في فصل الصيف بالولايات الداخلية التي تمتاز بارتفاع كبير في درجة الحرارة، يفضل المربون بها عدم المغامرة في تربية الدواجن، لعدم مقاومة الدجاج الموجه للأكل ارتفاع درجة الحرارة، ما يكلف البعض أحيانا موت مئات الطيور يوميا خاصة الجاهزة للتسويق أو القريبة من مرحلة البلوغ. وذكرت مصادرنا، أن نشاط تربية الدواجن في السنوات الأخيرة، يعرف تغيرا كبيرا بموت صغار المربين، و ظهور مؤسسات كبيرة لها إمكانيات مالية تؤهلها لبناء مستودعات ضخمة على شكل مصانع مجهزة بجميع التجهيزات الحديثة، تتوفر على التبريد والتدفئة المركزية، يقومون بتربية عدد كبير من الكتاكيت على شكل دفعات تتعدى 10 آلاف كتكوت دفعة واحدة. ويرجع صغار المربين الصعوبات التي يواجهونها، إلى غلاء أسعار الأعلاف التي عرفت ارتفاعا قياسيا تجاوزت 6000 دج للقنطار، مما أدى إلى عزوف الكثير من مربي الدواجن عن ممارسة هذا النشاط . و حسب ما أوضحه عدد من مربي الدواجن بعنابة للنصر، فإن عدد المربين تقلص بشكل كبير، خاصة في المناطق التي اشتهرت بتربية الدواجن منها، بلدية العلمة التي كانت تحصي لوحدها ما يقارب 300 مدجنة، حيث كانت عنابة من بين الولايات الرائدة في هذا المجال، تغطي طلب السوق الجهوي بنوعيها اللحوم البيضاء و البيض . و يرجع أهل المهنة سبب تقلص عدد المربين، إلى إفلاس أصحاب المداجن جراء الخسائر المتتالية، بحيث لم يستطيعوا أن يتحملوا غلاء الأعلاف و الأدوية، بالإضافة إلى تذبذب أسعاره، ففي بعض الأحيان يقفز السعر في أسواق الجملة إلى 280 دج للكيلوغرام، و في ظرف وجيز يهوي إلى 150 دج، مما أدى إلى مغادرة مربٍّي المهنة إلى شعب أخرى استفادت من الدعم الفلاحي كتربية الأبقار، نظرا لدعم منتوج الحليب بعد تراكم المشاكل و العراقيل التي أصبحت تعيق نشاط تربية الدواجن. و رغم الارتفاع الكبير في سعر الدجاج خلال الفترة الأخيرة، يتوقع المربون انخفاضها بداية شهر سبتمبر، مع قرب وصول دفعات إلى مستوى النضج. و يرى الفاعلون في نشاط تربية الدواجن، بأن استقرار أسعار اللحوم البيضاء في مستوى مقبول، يخدم المربين و المستهلك، و بأنه مرتبط بإنتاج الأعلاف في الجزائر، و تسقيف السعر في مستوى معين، يحمي المربي من الخسارة و يلبي احتياجات السعر، ما يمنع ارتفاع السعر ليصل إلى مستوى قياسية. من جهة أخرى، يستغل مربون و تجار اللحوم البيضاء، حسب بياطرة، فترة ارتفاع سعر الدجاج، لتسويقه و هو غير صالح للاستهلاك بسبب الأدوية التي تقدم لها كمضادات لعديد الأمراض، تُوصف لاستخدامها في مدة زمنية محدودة، لا تسمح ببيع الدجاج، إلا بعد مرور أيام، و تتراوح المدة ما بين أسبوع إلى أسبوعين. و ينصح البياطرة المواطنين بعدم شراء الدواجن من خارج المقصبات، و تفادي تناولها دون مرورها على الطبيب البيطري، لأنها تتسبب في أمراض منها الإسهال.