أكثر من 350 ممارسا للأيكيدو ينزلون بقسنطينة شارك أمس، أكثر من 350 ممارسا لرياضة الأيكيدو في التربص الدولي الثالث الذي أقيم بقسنطينة، حيث أشرف عليه الخبير الدولي الياباني توشيرو سوغا، في حين أكد رئيس نادي الشباب القسنطيني للفنون القتالية المنظم للحدث أنه ظل مؤجلا لفترة بسبب جائحة كورونا. وتوافد ممارسو رياضة الأيكيدو بداية من حوالي الساعة الثامنة صباحا على القاعة المتعددة الرياضات محمد العربي سايحي بحي زواغي، قادمين من اثنتين وعشرين ولاية، إلى جانب الخبير الدولي توشيرو سوغا، الذي أشرف على تأطير المشاركين في التربص الدولي الذي استمر إلى غاية نهاية اليوم. وقد لاحظنا أن الشق الأول من التكوين قد اشتمل على حركات القبضات والحركات الحرة، حيث شرحها الخبير للمشاركين فضلا عن شرحه للتسميات المعتمدة في الرياضة باللغة اليابانية ومعانيها الصحيحة، في حين خصص الشق الثاني لحركات الأسلحة المعتمدة في رياضة الأيكيدو مثل العصي والسيوف. وأفاد رئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة الأيكيدو، ناصر رويبح، أن التربص يأتي استكمالا للتربصين السابقين، حيث أطرهما نفس الخبير الدولي، بينما أشار إلى أن البرنامج يضم تقنيات التجميد والرمي، ويقدم الأساليب التي تسمح للممارس بتأديتها بسهولة، بينما تقوم تقنيات الأسلحة على تكملة البرنامج المسطر من قبل، ويمكن أن يتضمن مراجعة لما أنجز من قبل. وقال برهان هوام، رئيس نادي الشباب القسنطيني للفنون القتالية، إن التربص الدولي الثالث يأتي تحت رعاية والي قسنطينة ورئيس المجلس الشعبي الولاية ومديرية الشباب والرياضة، حيث حضره أكثر من 350 ممارسا من 22 ولاية، في حين أشار إلى أن النادي يضم حاليا أكثر من 500 متدرب، من بينهم إناث وذكور من مختلف الفئات العمرية، موضحا أن النادي موجود في العديد من دور الشباب والقاعات المتعددة الرياضات بعدة أحياء. من جهته، ذكر رئيس مصلحة الرياضة البدنية بمديرية الشباب والرياضة، دربال عز الدّين، أن الولاية قد حظيت باستضافة العديد من التظاهرات الدولية خلال الموسم الحالي، في حين أكد أن قاعة برشاش بحي السطوح ستحتضن دورة دولية في رياضة الجودو ابتداء من يوم غد الأحد إلى غاية يوم الثلاثاء. سامي .ح رئيس الاتحادية الجزائرية للأيكيدو ناصر رويبح للنصر عدد ممارسي الأيكيدو في الجزائر يفوق 25 ألفا يؤكّد رئيس الاتحادية الجزائريّة للأيكيدو، ناصر رويبح، في حوار مع النصر، أن عدد ممارسي هذه الرياضة يفوق 25 ألفا عبر 40 ولاية، حيث يعتبر أنها مهمشة رغم قوامها الكبير بسبب عدم احتوائها على جانب المنافسة، في حين يوضح الخبير الوطني الحائز على الدرجة السابعة من الحزام الأسود مسار تطور الأيكيدو في الجزائر والعمل الدؤوب الذي قام به المنتسبون له من أجل إنشاء اتحادية مستقلة، فضلا عن تطرقه للجوانب الفلسفية والفكرية المؤطرة لنشاطهم. النصر: متى تأسّست الاتحادية الجزائرية للأيكيدو؟ ناصر رويبح: تأسست الاتحادية الجزائرية للأيكيدو في 1983، وفي سنة 2001 دمجت في اتحادية الفنون القتالية التي تضم عدة فنون، لكننا واصلنا العمل الجاد إلى أن استرجعنا استقلالية اتحاديتنا في سنة 2016، عندما حصلنا على القرار الوزاري من أجل إعادة تأسيس الاتحادية الجزائرية للأيكيدو. في ذلك الوقت كنت رئيس لجنة وطنية وسعيت جاهدا من أجل الخروج من اتحادية الفنون القتالية. وقد أنشأنا أول فريق في 2017، وما نزال مستمرين في عملية هيكلة الاتحادية، حيث وصلنا اليوم إلى تأسيس الرابطة الثامنة عشر، وأصبحنا بذلك متواجدين في 18 ولاية، في حين نعتزم الوصول إلى 25 رابطة على المستوى الوطني مع نهاية العهدة الأولمبية. النصر: هل النوادي موجودة على مستوى الولايات التي تضم رابطات فقط؟ ناصر رويبح: الأيكيدو موجود في 40 ولاية على المستوى الوطني، وهي مؤطرة بما يزيد عن 550 مدربا حائزين على أحزمة سوداء، فضلا عن شهادات تكوينية بيداغوجية – جزء منها شهادات صادرة عن الاتحادية وجزء آخر صادر عن معاهد التربية البدنية لوزارة الشباب والرياضة- من الدرجة الأولى والثانية. النصر: ما هو مستوى تواجد ممارسي الأيكيدو الجزائريين دوليا؟ ناصر رويبح: أشغل منصب مدير تقني للاتحادية الإفريقية للأيكيدو التي تشرف على تأطير هذه الرياضة عبر القارة، وأنا أعمل جاهدا لإدخال الجزائريين إلى هذه الهيئة، بالإضافة إلى المستوى العربي، حيث سيعقد تربص في مصر الأسبوع القادم، وعلى هامشه سنعمل على بلورة أرضية لتأسيس الاتحادية العربية للأيكيدو، وسأشارك فيها رغم إصابتي (يقصد كسر ذراعه). الهدف من وجودنا في هذه الهيئات هو جعل الجزائريين ينخرطون على المستويات الدولية. النصر: هل تنظمون منافسات على المستوى الوطني؟ ناصر رويبح: خصوصية الأيكيدو أنها رياضة تكوينية بحتة ولا تنطوي على المنافسة، حيث تسمح للممارس بالارتقاء في الدرجات والأحزمة، كما تتيح في نفس الوقت الارتقاء في الجانب التقني والروحي والمعرفي. هذه الزّوايا ذات بعد شخصيّ، فضلا عن أن فلسفة الأيكيدو تمنع المنافسة حتى يكون الممارس في رقي مستمر، ولا يكون تفوق عنصر على حساب الآخر، وإنما يتطور الجميع بما أن العمل فردي، ولكن بمساعدة الآخر. جوهر الأيكيدو هو التناغم والانسجام من أجل الوصول إلى هيكلة نخبة من الممارسين، ولكن ليست نخبة بعدد محدود من الأشخاص، الذين يفوز الفرد منهم بتحطيم معنويات فرد آخر والتفوق عليه. فلسفة الأيكيدو تحافظ على استمرارية الممارسة، وأنا ألاحظ في التربص الدولي بقسنطينة أشخاصا من فئات عمرية مختلفة، ومن بينهم كهول، وربما في حالة المنافسة، ما كانوا ليستمروا وليتواجدوا مع غيرهم اليوم. الأيكيدو يُبنى على قاعدة التكوين الفردي بالآخر، عن طريق المساعدة والتفاهم حتى يقطف الطرفان ثمارا إيجابية. النصر: لكن ألا ترون أن غياب جانب المنافسة يجعل من الأيكيدو رياضة غير مرئية من الناحية الرسمية؟ ناصر رويبح: مشكلة المسؤولين على المستوى الوطني أنهم لا يهتمون بالرياضات التي لا تتضمن المنافسة، رغم أن الأيكيدو مهيكل في اتحادية دولية مؤسسة منذ سنة 1975، فضلا عن أنه موجود في إطار اتحاديات وطنية عبر أكثر من 100 دولة، كما أنه موجود بقوة. في الجزائر يوجد أكثر من 25 ألف ممارس لرياضة الأيكيدو، وبهذا العدد تتفوق اتحاديتنا على العديد من الاتحاديات الأولمبية في الجزائر، فضلا عن وجود فئة واسعة من الأشخاص الذين يحبون الأيكيدو ويتجهون إلى ممارسته. ينبغي على المسؤولين العناية بممارسي هذه الرياضة، فالأيكيدو فن قتالي دفاعي، لكن خصوصيته تتطلب أن يكون الممارس ذا مستوى فكري وعلمي حتى يستطيع استيعاب المغزى منه، لكننا لم نلمس هذه العناية سواء بالدعم المعنوي أو المادي، والدليل أن اتحادية الأيكيدو ليست عضوا في اللجنة الأولمبية، وهذا ما يستنفد جُهد ممارسي الأيكيدو. النّصر: ألم تفكروا بطريقة لإيجاد حلول لهذه المشكلة؟ ناصر رويبح: لقد سعينا إلى خلقِ صيغةٍ خلال العامين الماضيين، حيث استحدثنا المسابقة الوطنية للمواهب الشّابة، وهي تقوم على منافسة استعراضية، حتى ننتقي فرق نخبةٍ من الشباب، ونعمل على متابعتهم والاعتناء بهم في مشوارهم التكويني إلى أن يصبحوا مدربين في المستقبل. وقد نظمنا طبعتين من هذه المسابقة، إلا أننا نتخوف رغم ذلك من تغلب الرغبة في المنافسة على المغزى منها، ما قد يغيّب روحه الحقيقيّة. النصر: هل تتطلّب ممارسة الأيكيدو الإلمام مُسبقًا برياضة قتالية أخرى مثل الجودو أو الكاراتيه؟ ناصر رويبح: السهولة في ممارسة الأيكيدو تكمن في أنه متاح لكل شخص، سواء مارس رياضة قتالية من قبل أم لا، فضلا عن أنه يقوم على الممارسة السلمية ولا ينطوي التدرب على أي خطورة على المُمارس. س.ح الخبير الدولي في رياضة الأيكيدو توشيرو سوغا للنصر الممارسون الجزائريون يملكون الاستعداد الجسدي لخلق منهجهم الخاص يؤكد الخبير الدولي في رياضة الأيكيدو القتالية، المعلم توشيرو سوغا، في هذا الحوار مع النصر، أن الممارسين الجزائريين يملكون الاستعداد الجسدي لخلق منهجهم الخاص في حال عكف معلموهم على العمل الجدي، كما يتحدث المعلم سوغا، صاحب الحزام الأسود من الدرجة السابعة، عن سبب عدم تفاؤله بمستقبل الرياضة التي يمارسها، في حين يتطرق إلى مساهمة السينما في التعريف بالأيكيدو من خلال تجربته في المشاركة في أحد أفلام «جيمس بوند» نهاية السبعينيات. *النصر: ما هو شعوركم بالإشراف على التربص الدولي لثالث مرة بقسنطينة؟ توشيرو سوغا: سعيد جدا بلقاء أصدقائي مجددا. وأريد تعريفهم بالتقنيات من أجل تحسين عملهم، وأنا أتوقع الكثير منهم نظرا لحماسهم. *النصر: كيف تجدون مستوى التحكم في رياضة الأيكيدو بالجزائر؟ توشيرو سوغا: في الجزائر مستوى جيد جدا لرياضة الأيكيدو، الموجودة في الجزائر منذ زمن بعيد، وممارسو هذه الرياضة موجودون في الجزائر منذ عقود طويلة، ما جعلهم يطورون مستوى تحكم عال جدا. النّصر: هل يمكن القول إذن أن أحد معلمي الأيكيدو الجزائريين قادر على خلق بصمته ومدرسته الخاصة في هذا المجال يوما ما؟ توشيرو سوغا: أؤمن بذلك لأن الجسد الجزائري من ناحية الاستعداد الفيزيائي قوي جدا، وهو من أفضل الأجساد التي لاحظتها عبر البلدان. وفي حال الاجتهاد والمثابرة في العمل، فإن ذلك قابل للتحقق بسهولة... لكن ذلك يتطلب كثيرا من العمل. *النصر: قلتم في حوارات سابقة أنكم لستم متفائلين بمستقبل رياضة الأيكيدو. هل يمكن أن تشرحوا لنا سبب عدم التفاؤل؟ توشيرو سوغا: مبعث عدم التفاؤل لدي يعود إلى كون رياضة الأيكيدو قد تحولت إلى ما يشبه الرياضات القتالية من الدرجة الثانية، أي أن الشباب لا يهتمون بها لأن مستواها قد تراجع، لذلك صار الشباب يتجهون إلى رياضات قتالية أخرى، مثال الرياضات القتالية المختلطة، لأن الأيكيدو لم يعد يقدم صورة عن الواقع بالنسبة إليهم... هذا خطأ في الحقيقة، وينبغي العودة إلى ممارسة معلمنا الأكبر (يقصد المعلم موريهيه أويشيبا وهو مؤسس الأيكيدو) الذي توفي في عام 1969، وهذا ما أحبذ اليوم إبرازه، أي كيف كان الأيكيدو الأصيل، وبذلك نصل إلى إعادة بناء المستوى الأصيل. *النصر: كانت لكم تجربة في السينما في فيلم "حاصد القمر" وهو الفيلم الحادي عشر من سلسلة جيمس بوند الشهيرة، فضلا عن أفلام سينمائية عالمية أخرى، كما أن العالم عرف رياضة الأيكيدو أيضا من خلال أبطال سينمائيين آخرين، على رأسهم النجم الأمريكي ستيفن سيغال. كيف خدمت السينما رياضة الأيكيدو في رأيكم؟ توشيرو سوغا: لم تقدم السينما خدمة كبيرة لرياضة الأيكيدو، لأنها تقنية مغايرة للواقع، لذلك كان ينبغي تبني هذا الجانب، لكنني أعتبر أن التجربة مهمة جدا في هذا الخصوص، لأنها سمحت بمعرفة شيء آخر غير الواقع، أي واقع السينما، وهي ليست نفس الشيء مقارنة مع ما نفعله عادة في الواقع. النصر: هل تعتقدون إذن أن السينما قد استحدثت صورا نمطية عن الفنون القتالية لثقافات الشرق الأقصى؟ توشيرو سوغا: يحدث هذا اليوم بعض الشيء. وقد ساهمت السينما في إبراز هذه الصور النمطية بعض الشيء، لأنها لم تنطو كثيرا على إقحام تقنيات الأسلحة وغيرها، لذلك أسعى اليوم إلى إظهار هذا الجانب أيضا.