ستكون القضية الفلسطينية نقطة مركزية في جدول أعمال القمة العربية التي تحتضنها الجزائر شهر نوفمبر المقبل، بإعادة ضبط بوصلة الدول العربية على القضية الفلسطينية وتحيين مبادرة السلام العربية لسنة 2002، وتأكيد الجميع على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، في وقت تسعى الجزائر لإعادة اللحمة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وإنهاء الخلاف المستمر منذ 2007. وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أمس، أنها تلقت من القيادة الجزائرية الشقيقة، دعوة للمشاركة في الحوار الوطني الذي تستضيفه الجزائر العاصمة، برعاية الرئيس عبد المجيد تبون في 10 أكتوبر. وأكدت الجبهة في بيان صدر عنها، أنها «ستلبي الدعوة الجزائرية بصدر مفتوح كما لبت الدعوة السابقة والتي قدمت خلالها مبادرة لإنهاء الانقسام، نقوم على مرحلة انتقالية يتوقف فيها التراشق الإعلامي، لتأكيد حسن النوايا من أجل إنهاء الانقسام، تنتقل بعده الحالة الوطنية إلى خطوات متوازنة ومتزامنة تجمع بين تشكيل حكومة وحدة وطنية تستعيد وحدة مؤسسات السلطة الفلسطينية». وشددت، على ترحيبها الدائم بالجهود الجزائرية، جنباً إلى جنب مع الجهود المصرية إلى ضرورة أن يبذل الجميع ما عليه من واجبات، لإنجاح الحوار ووضع حد للانقسام المدمر الذي طال أكثر من اللازم، وألحق بشعبنا الكوارث. بدورها كشفت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء الإثنين، عن تلقيهما دعوة من الجزائر للمشاركة في حوارات المصالحة الفلسطينية. وقال متحدث حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، "تلقت الحركة يوم الاثنين دعوة للمشاركة في حوارات المصالحة بالجزائر". وأعرب عن ترحيبه بجهود الجزائر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مضيفا أنها "دولة كبيرة ومؤثرة ولها دور تاريخي وفعال ومتميز". ويترأس وفد الحركة في حوار الجزائر رئيس دائرتها السياسية محمد الهندي، بحسب شهاب. كما قال مسؤول مكتب العلاقات الوطنية ب"الجبهة الشعبية" ماهر مزهر، في بيان، "تلقينا دعوة جزائرية للحوار الوطني الشامل في 10 أكتوبر الجاري".. من جانبه، قال متحدث حركة حماس حازم قاسم إن الحركة تتعاطى بجدية ومع الجهود الجزائرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وأوضح الناطق باسم الحركة حازم قاسم، إن "حماس تتعاطى بجدية كبيرة وإيجابية واضحة مع الجهد الجزائري بشأن المصالحة الفلسطينية وهي بالفعل معنية بإنجاحه". وأضاف قاسم أن حركته "تعاطت بإيجابية كبيرة مع كل محطات المصالحة". وقال بهذا الخصوص، إن رعاية رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبّون لهذه الحوارات يعطيها قوة وأهمية، و»الحركة تقدر الجهد الجزائري وتبذل جهد متواصل لإنجاحه". ولفت إلى أن "حماس تقدمت برؤية متكاملة للجزائر لتحقيق وحدة وطنية حقيقية، للوصول للتوافق على صيغة جامعة لكل الأطراف". وحسب ما أوردته وكالة معا الفلسطينية فقد وجهت الجزائر دعوات للفصائل الفلسطينية لمؤتمر جديد للحوار الوطني في الحادي عشر والثاني عشر من اكتوبر الجاري بالعاصمة الجزائر. أكد المصدر ذاته توجيه الدعوة ل14 فصيلا فلسطينيا في محاولة لاستكمال جولات الحوار السابقة. وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية عصام ابو دقة تلقيهم دعوة للمشاركة في الحوار. وقال في تصريح خاص للوكالة ان الدعوة وجهت إلى الفصائل الفلسطينية بالأمس للمشاركة في جلسة الحوار الشامل التي ستنطلق في 11 و12 من الشهر الجاري، مؤكدا تلبية جميع الفصائل دعوة الأشقاء الجزائريين لما لذلك من أهمية في هذا التوقيت خاصة في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. وأوضح أن هناك رغبة وجهدا جزائريا مثمنا ومقدرا ومشكورا من قبل جميع الفصائل التي شاركت في الحوار بالجلسة الماضية وفي جلسات الحوار السابقة بالقاهرة. من جهته، كشف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الإثنين، أن الجزائر ستدعو الفصائل الفلسطينية، بما فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحماس، والجهاد، لاجتماع من أجل إتمام جهدها الرامي لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا": حيا اشتية الجزائر على حرصها بالوحدة الفلسطينية، أرضا، وشعبا، وقوىً وطنية وإسلامية، واكد انه بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، فإن الحكومة ستكون جاهزة لأي خطوة تدعم جهود المصالحة، وإنهاء الانقسام. وأضافت: كما شكر باسم الرئيس، والحكومة الجزائر على المساعدات التي قدمتها ماديا وسياسيا، وكان آخرها تقديم 422 منحة دراسية بما يشمل 140 منحة طب، و30 منحة هندسة، وعدد من التخصصات التي تصب في صلب أولويات