دعا، أمس الاثنين، مختصون وأساتذة متدخلون في اليوم الثاني من فعاليات الملتقى الوطني حول المخاطر الكبرى في الجزائر، الذي تحتضنه ميلة، إلى إخلاء كلي لمنطقة الخربة التي تعرضت صيف 2020، لزلزال متبوع بانزلاق للتربة، محذرين من عودة الانزلاق مجددا لنشاطه. الأساتذة المتدخلون شددوا في حضور والي الولاية وممثلين عن سكان الخربة، على أن عمق الانزلاق بالمنطقة وصل في الفترة الأخيرة إلى حدود 78 مترا، بعدما كان في حدود 30 مترا، بما يعني تواصل حركة التربة، نافين في السياق، الطرح الذي تقدم به ممثلو السكان الحاضرين، بقولهم إن الانزلاق يعود للتسرب المستمر للماء من الخزانين هناك، مشيرين إلى أن الخزانين قبل حدوث التسرب بهما، كان يتم ملؤهما في ثلاث ساعات فقط، وبعدما حصل بهما التسرب امتدت مدة ملئهما إلى 16 ساعة كاملة، وهنا أجمع المختصون أنه مهما يكن، فإن تسرب الماء من الخزان لا يمكن أن يكون السبب المباشر للانزلاق الكبير الذي حصل بالخربة. والي ميلة جدد عزمه على تحمل مسؤولياته كاملة بإخلاء الخربة من سكناها، لما في بقائهم فيها من خطر على حياتهم، مشيرا إلى التسهيلات و الإعانات المقدمة من الدولة، داعيا الحاضرين من ممثلي السكان، إلى تقديم العون في تحسيس الساكنة من خطر البقاء هناك. وتناول الأستاذ بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف، محمد شباح، في مداخلته تحت عنوان «انزلاقات التربة بحوض ميلة، الأسباب والتأثيرات»، علاقة الانزلاق بخصائص المنطقة، منها نوعية التربة، خاصة إن كانت طينية تمتص الكثير من الماء وفي منحدر، إلى جانب تغير المناخ وما يصاحبه من جفاف وأمطار، والحركة التكتونية للأرض وأخيرا تدخل الإنسان، وهذه العوامل كلها اجتمعت في تربة ميلة، وما إن جاء الزلزال حتى حصل انكسار ولا توازن في الأرض نتج عنه انزلاق. من جهته الخبير، محمد الطاهر بن عزوز، أوضح أن الزلزال الذي ضرب مدينة قسنطينة في ثلاث مرات سنوات 1909، 1947 و1980، لم يتبعه انزلاق للتربة، مشيرا إلى أن الأضرار التي لحقت بالسكان حنيها، تعود لبناء منازل في مواقع غير قابلة للبناء، لذلك هدمت السلطات العمومية بقسنطينة عددا من سكنات بعض الأحياء المهددة بمخاطر الانزلاق والانهيار، في انتظار تنفيذ الحلول التي أوصت بها الدراسة التقنية المنجزة في الفترة الممتدة بين 2004 و2013.